تقرير: انتفاضة هادئة تتوهج بالقدس
كشفت القناة العبرية العاشرة فى تقرير لها عن تزايد معدلات الأعمال التى ينفذها فلسطينيون ضد قوات الاحتلال بالقدس 8 أضعاف خلال الشهرين الماضيين، مشيرة إلى أن "انتفاضة هادئة" قد اندلعت بالمدينة.
وقال التقرير إن هذه الانتفاضة يمكن تلمسها فى إطلاق قناصة فلسطينيون الرصاص تجاه مستوطنة "بسجات زئيف" بالقدس الشرقية وإلقاء الزجاجات الحارقة على المنازل فى حى "أبو طور" وإلقاء الحجارة على عربات القطارات، وأشار إلى أن هذه المظاهر وغيرها باتت جزءا من الحياة اليومية فى القدس.
التقرير الذى اعتمد على معطيات جهاز الأمن الصهيوني العام (الشاباك) قال إنه خلال شهر مارس 2014 نُفذت 3 عمليات وصفها بالإرهابية بالمدينة، بينما وصل عدد هذا النوع من العمليات إلى 7 فى إبريل، وفى شهرى مايو ويونيو سجلت 22 عملية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، فى حين بلغت العمليات معدلا قياسيا فى شهرى يوليو وأغسطس حيث وصلت إلى 152 عملية.
ولفت التقرير إلى أن آخر هذه الحوادث، وقعت أمس الأحد، فى محطة وقود بالحى الفرنسى القريب من الجامعة العبرية، عندما حاول عشرات الملثمين الفلسطينيين إضرام النار فى المحطة ما أدى لإلحاق ضرر كبير بها.
ونقلت القناة عن "شموليك أنتشيل" مدير عام شركة "وقود "إسرائيل" قوله: "خلال الأسابيع الأخيرة واجهنا أياما صعبة فى محطات الوقود بعدة مناطق، وما نراه هنا هو الاستئناف المباشر لما حدث فى الجنوب"، فى إشارة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
منذ أسبوع تقريبا أصيب شاب فلسطينى من القدس الشرقية بشكل بالغ بعد أن اخترقت رصاصة مطاطية جسده، أثناء فض قوات الاحتلال لمظاهرة فلسطينية، وقد أدى الإعلان عن وفاة الشاب فى مستشفى "هداسا" إلى اندلاع مزيد من المواجهات، وخلال تشييع جنازته اعتقلت شرطة الاحتلال 3 فلسطينيين بتهمة إلقاء الحجارة تجاه عناصرها.
وبحسب القناة العبرية، تحولت القدس إلى مدينة "أكثر عنفا" من الضفة الغربية كلها، خلال عملية" الجرف الصامد" ضد قطاع غزة، زاعمة أن شرطة الاحتلال نجحت حتى الآن فى استيعاب تلك الأحداث، وامتنعت عن الاحتكاك بالجماهير المقدسية الغاصبة.
"الشاباك" الصهيوني قال إنه لم يتمكن حتى الآن من تحديد ما إن كانت هناك يد تحرك الشباب، لكن مسئولين فى أجهزة أمنية صهيونية ذهبوا إلى أن لهذه الحوادث طابع عفوى شعبى، وربما هناك تنظيمات محلية تدعمها.
واعتقلت شرطة الاحتلال خلال شهرين، وتحديدا منذ خطف وحرق مستوطنين للطفل الفلسطينى محمد أبو خضير، أكثر من 600 فلسطينى، وقُدمت200 عريضة اتهام.
ونقلت القناة عن فتاة يهودية من" بسجات زئيف" قولها: "هناك الكثير من الطلقات يتم إطلاقها على البلدة، بعضها تصل لمنازلنا وهذا أمر مخيف للغاية".
طالب يهودى قال إنه تعرض هو الآخر خلاله وقوفه فى محطة الحافلات لقذف بالحجارة من قبل فلسطينيين وقفوا إلى جواره.
ومنذ بداية يوليو الماضى وقع - بحسب التقرير - نحو 90 هجوما على القطار، بما فى ذلك إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة، ما أدى إلى إيقاف أكثر من ثلث القطارات، وفى حى "جيلا" أحرقت عدة سيارات لمستوطنين يهود، وفى الحى المجاور" أبو طور" ألقيت زجاجات حارقة تجاه منازل المستوطنين.
كذلك شهد حى سلوان عدة هجمات على منازل اليهود، وهو ما حدث أيضا فى مستوطنة معاليه أدوميم، وتسارعت وتيرة هذه الهجمات منذ مطلع أغسطس، عندما دهس بلدوزر يقوده فلسطينى أتوبيس نقل عام، ما أفضى إلى مقتل مستوطن واستشهاد منفذ العملية.