تقرير اممي يكشف اساليب التعذيب التي تتبعها اسرائيل ضد الاطفال الفلسطينيين يثير استياء تل ابيب
تل ايب – – طالبت المجموعة، التي تراقب عمليات تعذيب الاطفال الفلسطينيين وتعرضهم للانتهاكات على ايدي قوات الامن الاسرائيلية، اسرائيل بالالتزام بتعهداتها. ونشرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا جاء فيه ان لجنة حقوق الطفل، وهي هيئة مستقلة من الخبراء القانونيين اوكلت اليهم الامم المتحدة مهمة مراقبة حماية حقوق الاطفال في الدول الموقعة على ميثاقها، دعت اسرائيل الى الالتزام بمسؤولياتها لمنع تعذيب الاطفال واساءة معاملتهم. وفما يلي نص التقرير:
قالت هيئة التحقيق في تقريرها الدوري عن سجل حقوق الطفل نشر يوم الخميس ان "اللحنة تعرب عن عميق القلق بشأن ما علمت به من ممارسات تعذيب وسوء معاملة للاطفال الفلسطينيين بعد القاء القبض عليهم، وتجاه فشل الدولة الاسرائيلية في وضع حد لهذه الممارسات رغم تكرار هيئات الميثاق في الاعراب عن قلقها".
واضافت ان "(الاطفال الفلسطينيين) يتعرضون بانتظام للعنف الجسدي والشفوي وللتحقير وللقيود المؤلمة وللتعمية بغطاء الرأس وللاعتداء الجنسي عليهم او على افراد من عائلاتهم، وعدم السماح لهم بقضاء حاجتهم الطبيعية او تناول الطعام والماء الا ضمن قيود مرهقة.
"وترتكب هذه الجرائم فور القاء القبض عليهم، وخلال انتقالهم او التحقيق معهم، لانتزاع اعترافات تكون اساسا استبداديا، حسب شهادة العديد من الجنود الاسرائيليين، وخلال فترة الاعتقال قبل عرضهم على القضاء".
لا يفرق جيش الاحتلال الاسرائيلي بين الطفل والبالغ في استخدامه العنف ضد الفلسطينيين
وتسبب التقرير برد غاضب من اسرائيل، حيث قالت ردا عليه ان ما توصلت اليه اللجنة "لا يستند اساسا على تحقيق مباشر على الارض، وانما على وثائق جرى جمعها من مصادر ثانوية". وادعى ايغال بالمر، المتحدث بلسان الخارجية الاسرائيلية، ان الاتهامات الواردة في التقرير ان اسرائيل لم تستجب لطلب الحصول على معلومات انما هي "اكاذيب مفضوحة وافترائية". واضاف ان ادعاءاتها بان الاطفال الفلسطينيين استُخدموا كمخبرين ودروع بشرية، ادعاءات مضللة عن عمد ايضا.
وقال بالمر ان "اللجنة أوضحت بجلاء ان تعليمات صدرت بالفعل تقضي بان استخدام الاطفال كدروع بشرية محظور تماما. ومع ذلك فان المحققين الذين اعدوا التقرير تظاهروا ان اسرائيل لم تقدم تلك البيانات".
وكان تقرير لوكالة "يونيسيف" الدولية بشأن التحقيق في معاملة الاطفال الفلسطينيين نُشر في وقت سبق هذا العام، قد وصف الاساءة الى الصغار "على نطاق واسع وبصورة منتظمة ومؤسساتية" ممن تحتجزهم قوات الامن الاسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها الاحتجاز في منتصف الليل وفترات الحجز الانفرادي الطويلة، لكنه لم يدمغ سوء المعاملة بانه تعذيب.
وقد اشاد التقرير الذي استشيرت فيه وزارة الخارجية الاسرائيلية عن قرب، بجهود تلك الدولة في تحسين سجل حقوق الطفل. غير ان مجموعة حقوق الانسان الاسرائيلية "بيتسليم" قامت بتوثيق واسع لشهادات اطفال فلسطينيين تعرضوا للاساءة على ايدي قوات الامن الاسرائيلية.
وقال ساريت ميخايلي، الناطق بلسان المجموعة، قال انه في الوقت الذي جرت فيه عدة تحسينات، تظل هناك "مشاكل رئيسية فيما يعلق بمعاملة اسرائيل للاطفال الفلسطينيين".