الثلاثاء 21-01-2025

تفاصيل عن عمل المعارضة السورية مع الكيان الصهيوني بالوثائق

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

تفاصيل عن عمل المعارضة السورية مع الكيان الصهيوني بالوثائق
الهدف- أحمد بدير

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، مؤخرا، عن تمكن قراصنة من الوصول الى أجهزة كومبيوتر تعود الى موظفين أمنيين في الكيان الصهيوني، بينهم أحد العاملين في مكتب متصل برئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، وهو منذر الصفدي المشهور بـ"مندي الصفدي"، احد ابرز الناشطين في الملف السوري ضمن محافل الاحتلال الرسمية وشبه الرسمية.
الوثائق التي نشرتها "الاخبار" تتقاطع مع معلومات خاصة حصلت عليها " الهدف"، حول التنسيق الميداني بين قوات الاحتلال " الإسرائيلي" والمعارضة السورية، في منطقة الجنوب السوري، والشريط المتاخم لهضبة الجولان المحتلة، حيث وثقت مصادر " الهدف" عمليات تدخل جيش الاحتلال للحفاظ على سيطرة مجموعات من المعارضة السورية المسلحة على التلال المحيطة ببلدة حضر، وحصار هذه البلدة، و قيام الاحتلال بقصف مجموعات من أهالي البلدة خلال محاولاتهم المتكررة لطرد هؤلاء المسلحين.
هذا إضافة لمعلومات أخرى لدى الهدف عن قيام الاحتلال بنقل عدد كبير من عناصر المعارضة السورية اللذين يقوم بالتقاطهم عبر الشريط الحدودي الى عمق دولة الاحتلال، وبخلاف المعلومات التي باتت منتشرة إعلاميا حول نقل هذه العناصر لعلاجها في مستشفيات شمال فلسطين المحتلة " مشفى في مدينة صفد"، فأن معلومات الهدف تؤكد ان عدد من عناصر هذه المجموعات يتم فصلهم عن البقية ونقلهم بحجة العلاج الى مشفى " اوخلف" في مدينة حيفا.
جمع معلومات وتحديد اهداف
عملية قرصنة كمبيوتر الصفدي وهاتفه والتنصّت عليه جرت على مدى أشهر وأدّت إلى فضح أسماء شخصيات لبنانية وسورية متورّطة في التعامل مع العدو "الإسرائيلي" في الملف السوري وغيره.
القراصنة تمكنوا هذه المرة من نسخ ملفات ومحادثات بأكملها، والحصول على أرقام هواتف وعناوين ووثائق سرية تتعلّق بالتنسيق بين شخصيات سورية معارضة للنظام السوري وموالية له، وأخرى لبنانية مع الصهاينة للحصول على معلومات عن مواقع ومعطيات عن شخصيات في حزب الله .
الملفات كشفت محاولة "مندي الصفدي" تجنيد عملاء لبنانيين وسوريين، وتنسيقه لإدخال السلاح الى مجموعات معارضة، وأحياناً دس شرائح تحديد مواقع فيها لقصفها لاحقاً من قبل قوات التحالف، كما فضحت علاقة تربط أحد أمراء "الدولة الإسلامية" مع العدو "الإسرائيلي" .
يكشف هذا الملف الذي تعرضه الاخبار على حلقات، عن جانب من الدور الأمني الصهيوني في الساحة السورية.
من هو منذر الصفدي"مندي"؟
قد يكون مندي الصفدي، ابن بلدة مجدل شمس السورية في الجولان المحتل، أقرب السوريين الى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو, إذ يشغل منصب مدير في مكتب نتنياهو، ويعمل تحديداً في شعبة تكنولوجيا المعلومات والخدمات، إضافة إلى عمله في الكنيست.
ولد الصفدي عام ١٩٦٩ واسمه الحقيقي منذر، ويعرف بـأبو ارسلان، وهو ناشط سياسي واستخباري ويعمل في تجارة السلاح، ويمتلك العديد من الشركات التجارية في عدد من الدول، ويرأس جمعية "الدروز من أجل إسرائيل»", وهو صديق مقرّب من رجل اليمين المتطرّف باروخ مارزل الذي يحتفل سنوياً بمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي راح ضحيتها ٢٩ مصلياً فلسطينياً عام ١٩٩٤.
جهات أمنية صهيونية كلفته بمتابعة ملف مجموعات المعارضة المسلّحة في سوريا، ما أدى الى ارتباطه بعلاقات واسعة بالاستخبارات التركية وبمختلف أطياف المعارضة السورية، وبضباط منشقّين وآخرين لا يزالون في صفوف قوات النظام .
وله تواصل مع قيادات في "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية"، كما تربطه علاقات "صداقة" وعمل أمني بإحدى الشخصيات السياسية اللبنانية وبمغتربين لبنانيين . وتجدر الإشارة إلى أن زوجة أحد الرتباء في حرس مجلس النواب اللبناني تم توقيفها بعدما جنّدها «أبو ارسلان» عبر الفايسبوك, وهو يستخدم الرقم التركي : 905366053010.
الأرشيف الشخصي للصفدي يعطي فكرة عملانية عن كيفية تعامل العدو مع الساحة السورية منذ انفجار الأزمة, إذ يكشف علاقات تجمعه بشخصيات سورية ولبنانية، مدنية وعسكرية، مقيمة في لبنان وسوريا وفي عواصم قريبة وبعيدة، ويتضمن محادثات "سكايب"، ورسائل بريد إلكتروني، واتصالات ومحادثات هاتفية عبر تطبيقات عدة، أبرزها "viber"، فضلاً عن ملفات تتضمن خططاً عسكرية و"طلبيات" أسلحة نوعية ومقاطع فيديو، اضافة الى مغامراته الشخصية والجنسية .
داعش طرف الخيط

القصة الصفدي بدأت عندما تمكن "هاكر" محترف، قبل أشهر، من زرع "جاسوس إلكتروني" في الكمبيوتر الشخصي لأحد قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق . وقد تبيّن، بالصدفة، وجود تواصل بين هذا القيادي والصفدي يطلع فيه الأول الثاني على تفاصيل الساحة السورية بتشعباتها.
وعبر تقنية معينة، نجح الـ "هاكر" في إيصال جاسوسه الإلكتروني إلى الكومبيوتر الشخصي للصفدي, وترافق ذلك مع ورود معطيات مقرصنة من حاسوب "الشيخ عمر الحجي المعروف بـعمر غرباء وهو أحد شرعيي الدولة في ولاية الرقة" .
من بين الرسائل رسالة من قبل شخص يدعى "شيخ أحمد" ينقل فيها عن "عبد الغفور الحاضري"، من مدينة حلب، معلومات حول شبكة استخبارية في تركيا يديرها الضابط الصهيوني "موتي كوهان"، ويعاونه مندوب أمني للاحتلال اسمه "مندي الصفدي"، لتجنيد العملاء، وأغلبهم من النساء، وعقد اجتماعات سرية في تركيا والأردن تضم ضباطاً صهاينة وأميركيين .
صفقات الأسلحة
إحدى المراسلات كشف عن صفقة أسلحة حاول العدو الإسرائيلي عقدها في العاصمة التشيكية براغ لحساب كل من "الجبهة الإسلامية" و"أجناد الشام" و"جبهة النصرة" .
الفصائل المسلّحة وتحديداً "جبهة النصرة" رفضت إتمام هذه الصفقة خارج الأراضي السورية، طالبةً أن تكون عن طريق المجالس العسكرية لتتمكن من التحكم بالسعر .
اسرائيل ترتب صفقات التسلح للمعارضين في براغ بتمويل قطري وسعودي
المراسلة تُظهر اتفاقاً بين جهات في امن العدو الصهيوني وأخرى سورية لإتمام الصفقة عبر الأراضي الأردنية ــ السورية، مع إصرار مندي على التفاوض على التفاصيل في مدينة براغ حيث مقر إحدى شركاته، وحيث تجري معظم الصفقات .
وتكشف ملفات "مندي" أن التمويل الرئيسي للمجموعات السورية المسلحة يأتي من قطر ومن مانحين سعوديين، وأن صلة الوصل بين جبهة النصرة وقطر في كل ما يتعلق بالتمويل هو السوري محمد الخطيب المعروف "بـكلينتون"، وأن الأخير تربطه بـمندي علاقات وثيقة .
برنامج "viber" أثبت أن السوري "أسامة الحر" يُنسّق مع الاحتلال، في صفقات التسلح في شمال سوريا، كما أن سيدة تُعرف باسم "ام عباد" تنشط على خط الصفقات, وتشير المحادثة الى وجود تجار حكوميين من دول عدة يستقدمون أسلحة من مراكز تدريب تعذر تحديدها، ويحملون جوازات سفر أوروبية لسهولة التحرّك وإدخال البضاعة الى الأردن بشكل قانوني .
وأظهر تعقب حاسوب "مندي" متابعته لنشاطات "لواء الفرقان والجيش الحر"، وهي مجموعة تتولى السيطرة على المعابر السرية قرب قلعة جندل في سفوح جبل الشيخ وذلك خدمة لمصالح "إسرائيل"، بحسب مندي نفسه .
إحدى المراسلات أثبتت أن "مندي" أبلغ أحد العملاء في الجماعات المسلحة عن قصف قوات التحالف مقرات جماعة "لواء المعتز بالله" بعد تحديدها عبر شرائح إلكترونية زرعت داخل بضائع أرسلت إليهم عبر أحد التجار.
إحدي الرسائل أثبتت أيضاً ان هناك تنسيق بين جهات سعودية وأخرى أردنية لعقد صفقات تسليحية في سوريا، مع إشارة الى وجود مندوبين صهاينة في مدينة درعا وداخل الأراضي الأردنية للعمل في السياق نفسه، ووُجد في أحد الملفات عقد لصفقة سلاح أميركي لمصلحة إحدى المجموعات المسلّحة، وطلبية صواريخ "تاو" و"ستينغر" مضادة للطائرات والدبابات ومناظير رؤية ليلية وحرارية , وعد "مندي" بتأمينها من "إسرائيل". كما عُثر على مسوّدة لـإنشاء جيش خاص لإسقاط النظام السوري .
تحرير الكساسبة
رُصد اتّصال بين مندي الصفدي وشخص يُدعى "أبو مناف"، بتاريخ ٢٩-١٢-٢٠١٤، يستخدم الرقم التركي:905360638533، تبيّن أن مضمونه يتعلق بوساطة من العدو "الإسرائيلي" عرضها "مندي" على الوسيط لينقلها الى أحد قيادات التنظيم لتحرير الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه "داعش" حرقاً في وقت لاحق مقابل أموال وأسلحة، من دون أن يُعرف مضمون الوساطة .
نشاط إستثنائي
الوثائق والمستندات والرسائل المقرصنة تظهر حجم الجهد والنشاط الاستثنائي الذي يبذله الصفدي الناشط في الملف السوري على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والإغاثية وحتى الإعلامية ، وتفوق في تفاصيلها كل ما نشر حول دور تقوم به دولة الاحتلال بالتنسيق مع اطراف عربية في إدارة أنشطة المعارضة السورية المسلحة من خلال غرفة "الموك".
الهدف تتيح للجمهور الاطلاع على جميع هذه الوثائق من خلال الرابط المجاني التالي، مع التأكيد على حق الزميلة " الاخبار" بصفتها الناشر الاصلي:
http://www.4shared.com/office/-VtGK87Zce/doc20150709_2.html

انشر المقال على: