تفاصيل العملية شرق خانيونس.. والفصائل تتوعّد بالرد
أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على ضرورة الردّ على إجرام العدو الصهيوني، الذي صعّد من عدوانه ليلة أمس الأحد، ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين، بعد تنفيذ عملية اغتيال طالت أحد قادة المقاومة ومُرافقه، على يدّ قوة خاصة من جيش الاحتلال تسللت لعمق محافظة خانيونس، رافقها قصف من الطيران الحربي للتغطية على انسحابها بعدما تمّ كشفها، ما أدى لاستشهاد 5 فلسطينيين آخرين.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيانٍ لها، إنّ "المقاومة في حالة جهوزية عالية واستنفار تام"، مضيفةً أنّ "الثبات الميداني للمقاومة يُدلّل على استعدادها ويقظتها الدائمة وأن سلاحها حاضر في ساحات الشرف والفداء".
وأضافت أنّ المقاومة تصدّت لوحدة الإرهاب المعتدية بكل بسالة واقتدار وبوحدة قرار ووحدة ميدان وبتنسيق عالٍ، لافتةً إلى أنّ توالي تهديدات العدو يدفع المقاومة نحو مزيد من التلاحم والوحدة والاستعداد وعدم التفريط بأي من أسباب منعتها وقوتها. وهو موقف تحميه الإرادة الشعبية الجامعة ويحميه الموقف الوطني الأصيل.
من جهتها قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "لا هدنة ولا مهادنة مع الاحتلال الصهيوني حتى دحره". وأضافت الكتائب "من قام باستهداف المقاومين عليه أن يتحمل النتائج وأن يدفع ثمن جرائمه ثأرًا لدماء الشهداء"، مُشدّدة أن العملية الغادرة تُؤكّد مجددًا أنّ "الاحتلال لا يعرف إلا لغة القتل والدماء".
هذا وأشادت حركة حماس بتصدي مُقاتلي كتائب القسام للاعتداء الصهيوني شرق مدينة خانيونس. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم، إن الاحتلال سيتحمل تبعات جريمته وحماقاته.
ومن جانبها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حالة الاستنفار التام في صفوف مقاتليها مؤكدةً جهوزيتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني.
واستشهد، مساء أمس الأحد، 5 مقاومين خلال اشتباكٍ وقع بين المقاومة من جهة، وقوة خاصة صهيونية من جهة أخرى، شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط قصف مكثف من الطيران الحربي. جاء هذا بعد انكشاف القوّة وملاحقتها، عقب تنفيذها عملية اغتيال استُشهد على إثرها أحد قادة المقاومة بالمنطقة ومرافقه، وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد ضبّاط جيش الاحتلال، برتبة مقدّم،.وإصابة ضابط آخر بجراح خطيرة.
ولم تتضح التفاصيل الدقيقة للحدث الأمني بعد، إلّا أنّ كتائب القسام قالت في بيانٍ لها، إن قوة "إسرائيلية" خاصة تسللت في سيارة مدنية إلى منطقة بعمق 3 كيلومترات شرقي مدينة خانيونس، وقامت باغتيال القائد القسامي نور بركة، وبعد اكتشاف تسلل القوة قامت عناصر الكتائب بمطاردتها والتعامل معها.
تلاه تدخّل الطيران الحربي الصهيوني الذي قصف عدة مناطق بالمدينة للتغطية على انسحاب القوة، تركّزت بقصف الطرق من خلف المركبة التي كانت تُقلّ القوة الخاصة، لقطع الطريق على المقاومة ومنعها من الوصول للقوة
والشهداء، بحسب وزارة الصحة بغزّة، هم: نور الدين محمد سلامة بركة (37 عامًا)، ومحمد ماجد موسى القرا (23 عامًا)، وعلاء الدين محمد قويدر (22 عامًا)، ومصطفى حسن محمد أبو عودة (21 عامًا)، ومحمود عطا الله مصبح (25 عامًا)، وعلاء نصر الله عبد الله فسيفس (24 عامًا)، وعمر ناجي أبو خاطر (21 عامًا).
وسيتم تشييع جثامين الشهداء كافة انطلاقًا من مسجد حمزة وسط بلدة بني سهيلا شرق خانيونس في جنازة من المتوقع أن تشهد مشاركة واسعة من الجماهير الفلسطينية.
وفي إفادات إذاعية لشهود عيان، قالوا إنّ القوة الخاصة الصهيونية اغتالت القائد في كتائب القسام نور بركة بشكل مباشر ومن نقطة صفر ومعه مرافقه الشهيد محمد القرا، وبعد اكتشاف أمر القوة، طوّقت المقاومة المكان واستنفرت عناصرها على الفور، وبدأت اشتباكًا معها من منطقة قريبة جدًا، قبل أن تتدخل طائرات الاحتلال المروحية التي أطلقت النار بشكل كثيف تجاه المقاومين للتغطية على أفراد القوة الخاصة، وخلال ملاحقة عناصر المقاومة للمركبة التي كانت تُقل القوة كان الطيران الصهيوني يقصف الطرق من خلفها بعد مرورها كي لا تصل إليها المقاومة، وجرى قصف "توكتوك" كان يُلاحق المركبة.
بعد هذا تمكّنت القوة الصهيونية من الانسحاب من قطاع غزة بواسطة طائرة مروحية صهيونية، تلاه تدمير الاحتلال سيارتيْن كانت تستخدمهما القوة الخاصة لإخفاء أي أثر لها.
وقال شهود عيان إنّ السيارة التي استخدمتها القوة من نوع "فلوكس فوجن" وتم تدميرها بصاروخ، وفي داخلها أغطية وأكواب وقهوة وغيرها من المستلزمات.
مصادر صهيونية تحدّثت عن إطلاق 17 صاروخًا من قطاع غزة صوب "أهداف إسرائيلية"، الليلة الماضية.
وعن مقتل أحد عناصر القوة الخاصة، قال وزير جيش الاحتلال "خسرنا الليلة مقاتلًا متعدد المهام، وستظل مساهماته السرية في أمن الدولة لسنوات عديدة قادمة". وحظر الجيش نشر أية تفاصيل عن هوية الضابط القتيل، واكتفى بالقول أنه برتبة مقدَّم، وهو أعلى رتبة تقتل منذ حرب 2014، وأشار إليه بالرمز (م). فيما تم نقل الضابط الآخر الذي أُصيب خلال الاشتباك إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع لتلقي العلاج.
وزعم الجيش الصهوني أنّ العملية التي نفذتها القوة الخاصة في غزة الليلة الماضية "لم تكن تهدف لتنفيذ عملية اختطاف أو اغتيال"،