تطبيع مغربي جديد مع "إسرائيل" ينظم وفد مغربي يضم أكاديميين وباحثين زيارة تطبيعية لدولة الكيان العبري "إسرائيل" للمشاركة في فعاليات أيام دراسية حول ما تسمى بالمحرقة أو "الهولوكوست". وبحسب مصادر إعلام عبرية فإن الزيارة تقوم على برنامج "أكاديمي وعلمي صرف، وتأتي في سلسلة زيارات سابقة وأخرى لاحقة". ويضم الوفد المغربي كلا من عبد الله الفرياضي، أستاذ للفلسفة بوزارة التربية الوطنية، والصحفي بقناة "الأمازيغية"، عبد النبي إدسالم، ونشر الاثنان صورا تظهر لحظة وصول الوفد إلى مطار "اللّد" بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. من جهته، كتب أحمد الفرياضي الذي يرافق الوفد المغربي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": “صباح يوم آخر في القدس… الطريق نحو "الكِنِسيت" لمقابلة سياسيين "إسرائيليين" من أصل مغربي، وعلى قائمة الانشغالات قضية الصحراء المغربية". وفي تدوينة ثانية، قال الفرياضي: "إننا نفتخر بزيارتنا المتواصلة لـ"إسرائيل" ومنبع فخرنا أننا هنا في "تل أبيب" والقدس للدفاع عن قضايانا الوطنية الاستراتيجية وعلى رأسها قضية الصحراء التي وقفت (فلسطينهم) ضد وحدتنا الترابية مؤخراً خلال القمة العربية الإفريقية الرابعة المنعقدة بجمهورية غينيا"، مضيفا أنه "إذا كان الدفاع عن الوحدة الترابية لبلادي خيانة يا أتباع فلسطين المتواطئة مع البوليساريو، فإنني أفتخر بهذه الخيانة". بدوره، علق البرلماني الحسين حريش من حزب العدالة والتنمية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على الزيارة بالقول: “إن الموظفين الذين يتقدمون بشواهد طبية لتبرير غيابهم عن العمل ثم يسافرون للكيان الصهيوني خونة ومجرمون". وأضاف الحسين، أنه "بعيدا عن كل أسباب تسفيه وإدانة تلك النكرات التي تطل علينا كل حين مستفزة مشاعرنا بزيارة الكيان الصهيوني، تقدم أحدهم بشهادة طبية ليتغيب عن عمله كأستاذ تاركا خلفه العشرات من أبناء الشعب ثم غادر التراب الوطني ليقوم بزيارة الكيان الصهيوني الغاصب بلا رخصة، علما أن ذلك لا يتاح لرجال ونساء التعليم إلا بالعطل، أوقف لمدة وجيزة بكائياته حول أزمة التعليم ليستأنفها بعد أن تطأ أقدامه المدنسة تراب الوطن"، مضيفا "الحقيقة أن الجزء الأكبر من أزمة التعليم هو حين ابتلاه الله ببعض عديمي الضمير والمروءة". من جهتها، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية أن التقرير الشهري لوزارة الخارجية بحكومة الاحتلال أظهر المغرب في الكشوفات الخاصة بالزيارات الرسمية المقبلة إلى دولة الاحتلال ضمن الوفود الأجنبية رفيعة المستوى". ووفقا لجدول هذه الزيارات فإن وفدا من المملكة المغربية يضم "ناشطين اجتماعيين في مجال التعليم والثقافة" سيصل دولة الاحتلال في 28 كانون ثاني/ديسمبر الجاري. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية قوله: “إن معلومات إضافية عن الوفد سيتم توفيرها مع اقتراب موعد وصول الوفد نهاية الشهر الوشيك”، مشيرا إلى أن الوفد هو الوفد المغربي الثالث الذي يصل لزيارة دولة الاحتلال في غضون شهرين، علما بأن المملكة المغربية لا تقيم علاقات رسمية مع دولة الاحتلال. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بحكومة الاحتلال قوله معلقا على زيارة الوفود المغربية: "هناك المزيد والمزيد من الاهتمام المغربي تجاه إسرائيل"، المزيد والمزيد من الوفود تأتي، ونحن نرى بهذا إيجابيا ومشجعا". يذكر أن وفدا يضم صحفيين مغاربة وصل دولة الاحتلال في زيارة برعاية وزارة الخارجية الصهيونية لمدة أسبوع، وقد شن نشطاء مغاربة هجوما قويا على الزيارة والصحفيين المشاركين فيها. في السياق ذاته، أثارت الزيارة التطبيعية للوفد المغربي الجارية في هذه الأثناء، غضابا واسعا في أوساط النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر العشرات من النشطاء المغاربة عن غضبهم بسبب هذه الزيارات التي قالوا عنها “إنها انتقام من الفلسطينيين"، وهو ما عبر عنه أحد أعضاء الوفد الزائر.