تصاعد التوتر بين المؤسستين الدينية والعسكرية في "اسرائيل"
تصاعدت الخلافات بين المؤسستين الدينية اليهودية والمؤسسة العسكرية في الآونة الأخيرة على خلفية نية الجيش "فرض الخدمة العسكرية على النساء المتدينات".
وبثت مواقع عبرية شريط فيديو يظهر قيام متدينين يهود "الحريديم" (المتزمتين دينيا) ، الليلة الماضية، بإحراق دمى بلباس عسكري لجنود "إسرائيليين"، بالإضافة إلى أعلام الدولة العبرية.
وحسب القناة العبرية الثانية، وقعت عملية الإحراق في حي "ميئاه شعاريم" بالقدس المحتلة والذي يقطنه المتدينون اليهود، خلال إحيائهم احتفالات ما يعرف بـ عيد "لاغ بهومر" اليهودي وهي ذكرى يُحتفل بها من خلال إشعال مواقد نار.
وأظهر مقطع الفيديو، رجلا يحمل دمية بالحجم الطبيعي لجندي فوق موقد للنار مع عصا طويلة.
وتم إلباس الدمية بقميص حمل على ظهره اسم وحدة النخبة في الجيش الصهيوني "سايرت ماتكال"، وتم رسم لحية على وجهها في محاولة لجعلها تبدو كأنها جندي حاريدي، حيث تم إضرام النار في الدمية واطلاق هتافات ضد الجيش.
ونظم الحاريديم أيضا عشرات التظاهرات احتجاجا على التجنيد الإجباري لليهود الحاريديم، بعد سنوات سُمح لهم خلالها بتجنب التجنيد.
وقبل شهرين تم تعليق دمى لجنود "إسرائيليين" على أعمدة الكهرباء بطريقة الإعدام شنقا، وهاجموا عددا من الجنود وأفراد الشرطة لدى دخولهم الحي.
وأعرب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفغيدور ليبرمان، عن غضبهما تجاه إقدام متدينين يهود على إحراق دمى بلباس الجيش.
واعتبر نتنياهو الحادثة في تصريحات له، بمثابة تحريض واضح ضد جنود الجيش الإسرائيلي. متهما الفاعلين بأنهم ينتمون إلى جماعة ناطوري كارتا (حراس المدينة) من اليهود الأرثوذكس.
فيما وصف ليبرمان الحادثة بأنها عمل "مخجل وخطير". مشددا على ضرورة أن تقوم الشرطة بتحديد من يقف خلفها واعتقالهم.
وأثار اعتقال وسجن المتملصين الحاريديم في السابق توترات في المجتمع الحاريدي وشهدت سلسلة من المظاهرات الحاشدة ضد تجنيد الشبان الحاريديم اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة.
وترفض بعض القطاعات في المجتمع الحاريدي الاعتراف بدولة إسرائيل وتعارض الصهيونية، لأنهم يؤمنون بأن إقامة الدولة اليهودية يجب أن تأتي فقط بعد وصول المسيح المنتظر بحسب المعتقد اليهودي.
ويبلغ عدد "الحريديم" في "إسرائيل" نحو 600 ألف شخص، ويمثل جمهور المتدينين الحريديم عدة أحزاب بناء على أصولهم.
يذكر أن الجيش الصهيوني أعد خطة في الأشهر الأخيرة، لتجنيد شبان وفتيات من المجتمع الحريدي إلى صفوفه وخاصة في وحدات النخبة في محاولة منه لمواجهة النقص الكبير في عدد المتجندين في وحدات النخبة في الجيش وعمليات التهرب من الخدمة العسكرية التي تصاعدت مؤخرا .