الأحد 24-11-2024

تركيا.. انقسامات داخلية حول سوريا وأحلام حكومية بالتوسع

×

رسالة الخطأ

مفلسطينية

يوماً بعد يوم، تزاداد الهوة اتساعاً بين حكومة أردوغان وأحزاب المعارضة التركية، على خلفية الأزمة في سوريا، وتداعياتها المحتملة على الإقليم.
فتركيا المنقسمة دائماً بين معسكرين متناقضين، علمانيين وإسلاميين، تجد نفسها مرة أخرى في مهب الخلافات، بسبب سياسات حكومة رجب طيب أردوغان في الأزمة السورية، حتى وصل الأمر ببعض الأحزاب التركية إلى حد اتهام حكومة بلادهم بالتبعية للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.
وتقول المعارضة التركية إن سياسات حكومة اردوغان المنفذة للأجندات الغربية، أدخلت الشعب التركي في حالة توتر وفرضت عليه حالة عداء مع دولة جارة كانت أهم صديق له على جميع الصعد.
وفي تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، رأى مدير برنامج الأبحاث التركية في المعهد سونر جاغابتاي أن فرص حكومة حزب العدالة والتنمية على الدفع بسياسة تكون أكثر اعتماداً على استخدام القوة في سوريا ليست مضمونة على الإطلاق.
وذكّر تقرير معهد واشنطن بالإنقسام الذي ساد في تركيا في العام ألفين وثلاثة على خلفية الحرب الأميركية على العراق. فقد عارض الأتراك العلمانيون والجيش الحرب على العراق، بينما دعمها حزب العدالة والتنمية ذو الأصول الإسلامية.
وفند المعهد في تقرير مواقف المعارضين الأتراك، حيث أشار إلى رفض حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، دعم سياسة حزب العدالة والتنمية تجاه سوريا، ولفت إلى أن الجيش التركي يحث الحكومة سراً على تخفيف مواقفها بشأن سوريا خشية أن تخاطر تركيا بمواجهة سوريا وحدها، دون دعم الولايات المتحدة.

الخوف من تخلي الإدارة الأميركية عن تركيا بمواجهة الحكومة السورية، تحدثت عنه صحيفة الغارديان البريطانية، التي كشفت عن أن المباحثات التركية الأميركية قد فشلت بالاتفاق على قرار ملموس بخصوص الطرح التركي بإقامة ممرات أو منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، بعد التحفظ الأميركي على هذا الموضوع.
فالإدارة الأميركية لا تريد حرباً إقليمية بسبب سوريا، بل تريد تغيير النظام عبر سياسة موضوعية، تعزل بها تداعيات حملتها على سوريا عن محيطها الإقليمي.
وتريد الحكومة التركية لعب دور شرطي المنطقة الناظم لإيقاع التغييرات في الدول العربية، والتوجه غرباً أملاً بتسجيل مكاسب في لعبة الأمم، وفي الصراع الدولي حول المناطق الإستراتيجية والنفط والغاز.
عين تركية على المنطقة العربية وأخرى على آسيا الوسطى، حيث العديد من الدول الإسلامية، في محاولة لإحياء الحلم التركي بتشكيل حلف قوي مع الجمهوريات المسلمة الواقعة في القوقاز وآسيا الوسطى ذات العرق التركي، وتريد أيضاً البحث عن مصادر جديدة للطاقة تلبي احتياجاتها الصناعية، حيث تعتمد بشكل أساسي على روسيا وإيران في مصادرها.

انشر المقال على: