بين الأرض وبينهـــــــــــــــــــــــم ..
محمود التعمري
أجلس أتفرج على المحتفلين في مناسباتنا الوطنية والقومية والانسانية .. وقد أطرب حين ارى أو أسمع أغنية يرددها هاوٍ في الفن .. وأجول ببصري بين الواقفين والجالسين والمصفقين والراقصين ,واصحاب الياقات المنشاة وربطات العنق الملونة والمخططة بالطول وبالعرض ، وبين أصحاب الكروش المتدلاة على افخاذهم ، وذوي اللغاليغ الساقطة على صدورهم ، وفي العيون الباحثة عن الات التصوير والنقل والتسجيل ، لعلني أجد ما يبرر دراستي للفلسفة وعلم النفس والسياسة والاقتصاد والثورة ..
أسمعهم يتغنون بالأرض وبالوطن ويقولون كلاماً يكاد المستمع ( البرئ ) مثلي أن يصدقه ، وأسمع أحدهم وهو يتصل بزوجته وابنته واولاده طالبا منهم أن يراقبوا نشرات الأخبار وعرض الأحداث لكي يكحلوا عيونهم بطلعته البهية وهو يصول ويجول كفارس مغوار .. وأعود أبحث عنه بين الحضور فلا أجده ..
أيتها الأرض في يوم الأرض لا تصدقي كل ما يقوله هؤلاء وأمثالهم عنك .. ولا تطربي لسماع بحات أصواتهم .. ولا تعتقدي أن هؤلاء ممكن أن يكونوا فاتحين كما صلاح الدين .. لأن الأرض التي لا يختلط ترابها بالدم لن تطرب لصوت ناعق أبله .. وأنت أولى بمهر الدم ..