بمناسبة يوم القدس العالمي:
القدس تواجه خطراً أكبر من الاحتلال
محمد محفوظ جابر
أطلق الإمام الخميني نداء الى الامة العربية والاسلامية في مبادرته بتاريخ 7/8/1979 اعلن فيه ان آخر يوم جمعة في شهر رمضان يكون " يوم القدس العالمي " ، ودعى مسلمي العالم " أن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم " ، واعتبر أن " تحرير القدس وكف شر هذه الجرثومة الفاسدة (الكيان الصهيوني) عن البلاد الإسلامية هو في الأساس واجب كل المسلمين".وكان بمبادرته هذه قد استشرف الاخطار الكبيرة التي تهدد القدس وخطر تهويدها وان مواجهة تلك الاخطار تحتاج الى وحدة العالم العربي والاسلامي ، واعتبر ان تحديد يوم لهذه المناسبة سيؤدي الى التداول حول مواجهة اخطار التهويد ،وتوحيد الامة في مواجهة الكيان الصهيوني.
تأتي هذه المناسبة في هذا العام في الوقت الذي بدأت فيه عملية تطبيق اجراءات اسرائيلية جديدة على أهالي القدس ، حيث قامت سلطات الاحتلال الصهيوني قبل أيام باستخدام سياسة جديدة لتهجير السكان العرب من مدينة القدس بإصدار بطاقات هوية للمقدسيين تحدد فيها فترة "إقامتهم" في القدس لمدة عشر سنوات .ويكمن الخطر بأن للكيان الصهيوني الحق بعد عشر سنوات ان يجدد الاقامة "للمقيم المقدسي" او لا يجدد ويبعده خارج القدس .
إن هذه السياسة الجديدة التي تمارسها سلطات الاحتلال هي اخطر على القدس من احتلالها لأنها تعتبرالمقدسيين "مقيمين" في مدينتهم القدس عاصمة فلسطين وليسوا مواطنين ،وهذه تعتبر سياسة خطيرة تهدد بقاء أهل القدس على أرضهم وتهدد أمن واستقرار حياتهم مما يتنافى مع حقوق الإنسان العالمي والقوانين والاتفاقيات الدولية ، علماً بأن هذا الإجراء يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية التي أكدت أن لا حق للاحتلال الصهيوني بإجراء أي تغيير على السكان والأرض التي تقع تحت الاحتلال بما فيها القدس ، وأدانت فيها فرض القوانين والادارة على السكان .
إن سلطات الاحتلال قد استخدمت أساليب متنوعة من الضغط على العرب لتهجيرهم من القدس ضمن سياسة تفريغ القدس من السكان العرب وإحلال اليهود مكانهم .
وفرضت عليهم " إثبات مركز الحياة" منذ عام 1994 الذي يشمل تقديم الاثباتات أنه مقيم في القدس مثل : المدارس ، ومكان العمل ، والضرائب ، والتأمين الوطني وغيرها وبموجبها تم إلغاء 14000 بطاقة هوية مقدسية .
إن هذا القرار هو تصعيد من القيادة السياسية الصهيونية ضد أهالي القدس ويترافق مع تصعيد هجمات المستوطنين ضد الحرم القدسي الشريف الذي يتم الاعتداء عليه وتدنيسه يومياً خلال الشهر الأخير ، كما يترافق هذا مع تصعيد في عمليات تهويد القدس بعبرنة كل ما هو عربي وتغيير المعالم التاريخية للمدينة ببناء الكنس اليهودية وهدم المباني القديمة وتشييد المباني الاستيطانية الحديثة . والتضييق على العرب لكي يرحلوا خارج المدينة .
كل ذلك يتم على مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي والمنظمات الدولية دون ان تحرك ساكنا وهي مطالبة الآن وبمناسبة اليوم العالمي للقدس بالوقوف إلى جانب أهالي القدس ومساندتهم بمنع تطبيق السياسة الصهيونية في تفريغ القدس من السكان العرب ، وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني الذي يخالف القرارات الدولية بهذا الشأن ، وهذا اضعف الايمان ، بينما اصحاب الايمان القوي يسعون لتحرير القدس وتحرير فلسطين من النهر الى البحر من ايدي الكيان الصهيوني.