باراك: لا وقت للانتظار.. قرار ضرب إيران يجب اتخاذه الآن
كشف وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عدم وجود اي تباين بين تغريدات الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية بشأن برنامج ايران النووي، واكد ايضا عدم وجود اي خلاف بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول هذه المسألة وفقا لما اكده موقع «ديبكا فايل» الاسرائيلي الالكتروني.
ولاحظ باراك ان تقرير الاستخبارات الامريكية الجديد يبين ان كلتا العاصمتين، الاسرائيلية والامركية تدركان الآن ان من غير الممكن الانتظار اكثر من ذلك لان الوقت يمر سريعا مما يعني ضرورة اتخاذ قرار عاجل الآن حول ما اذا كان يتعين شن هجوم على ايرن ام لا، وذلك لان ايران اقتربت جدا من المرحلة التي تصبح بعدها دولة نووية.
وقال باراك: ارى ان تقرير الاستخبارات الامريكية الجديد يقترب جدا في تقديراته الخاصة ببرنامج ايران النووي من تقديراتنا هنا في اسرائيل، وهذا ما يجعل المسألة النووية الايرانية (برنامج ايران النووي واحتمال القيام بعملية عسكرية ضده) عاجلة بل ملحة.
تقديرات متشابهة
وكشف باراك ايضا ان الولايات المتحدة واسرائيل كانتا جوهريا على اتفاق منذ عدة اشهر في تقديراتهما لتقدم ايران النووي وللعوامل التي تجعل ايران تتريث في البدء بصنع قنبلة نووية ولذا يمكن القول ان كل الخيارات لاتزال على الطاولة.
واضاف باراك انه على انسجام تام مع رئيس الحكومة الاسرائيلية حول هذه المسألة وقال: ما ندركه الآن معا هو عدم وجود الكثير من الوقت للتريث في اتخاذ قرار الهجوم على ايران.
واعتقد انه سيتعين علينا قريبا اتخاذ بعض القرارات الصعبة خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
معارضة واسعة
وكشفت صحيفة اسرائيلية عن وجود معارضة واسعة في الحكومة الاسرائيلية ومعارضة مطلقة في صفوف قادة الأجهزة الأمنية لهجوم عسكري اسرائيلي ضد ايران يسعى رئيس الوزراء ووزير الدفاع شنه في الخريف المقبل.
وأفاد كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع والمحلل السياسي في الصحيفة شمعون شيفر في مقال مطول مشترك بأن «العِبر من العام 2006 تخيم على القيادة في العام 2012».
وأشارا الى ان «المستوى المهني كله يعارض العملية العسكرية (ضد ايران) من رئيس أركان الجيش بيني غانتس، مرورا بقائد سلاح الجو أمير ايشل ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي وباقي ضباط هيئة الأركان العامة، ورئيس الموساد تمير باردو ورئيس الشاباك يورام كوهين، اضافة الى الأغلبية في طاقم الوزراء الثمانية» الذي يقرر في القضايا الاستراتيجية.
وأضاف المحللان ان «باراك يعزو هذه المعارضة الى الصدمة الباقية من حرب لبنان الثانية، فجميع الشركاء في القرار حينذاك أيدوا شن الحرب، من الوزراء وحتى قادة المستوى المهني، وبعد ذلك عندما تعقدت الحرب شعروا بأنهم ساروا مثل قطيع خلف رغبة رئيس الحكومة (في حينه ايهود أولمرت) وندموا، والعِبر من العام 2006 تخيم على القيادة في العام 2012».
وكتب برنياع وشيفر انه لو كان القرار منوطا بنتنياهو وباراك لهاجمت اسرائيل المنشآت النووية في ايران في الخريف المقبل وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وأضافا ان باراك عقد اجتماعا لقادة الجيش وتم خلاله اجراء بحث شامل وعميق حول مهاجمة ايران ولكن معارضة قيادة الجيش لعملية كهذه كانت «شديدة وغير مساومة» وبعد ذلك حاول باراك اجراء مداولات منفتحة أكثر وفي أجواء مريحة أكثر في فيلا تابعة للموساد بشمال تل أبيب لكن النتيجة كانت مشابهة والجيش والموساد عارضا هجوما كهذا.
وأشار الكاتبان الى ان باراك استنتج من مواقف القيادة الأمنية ان ما سيسببه الهجوم الاسرائيلي ضد ايران هو أمر ثانوي بالنسبة للقيادة الأمنية وأن السؤالين اللذين يقلقانهم هما شن الهجوم من دون موافقة الولايات المتحدة والسؤال الثاني والأساسي هو ماذا سيحدث لاسرائيل بعد هجوم كهذا؟
امتلاك النووي
يأتي ذلك فيما قال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس ان الولايات المتحدة لاتزال ترى ان ايران ليست على وشك امتلاك سلاح نووي وان طهران لم تتخذ قرارا بالسعي نحو هذه الغاية.
وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي للبيت الابيض ان تقييم المخابرات الامريكية للانشطة النووية لايران لم يتغير منذ أدلى مسؤولو استخبارات بشهادة امام الكونجرس في هذه المسالة في وقت سابق من العام.
وقال المتحدث «نحن نعتقد انه يوجد متسع من الوقت والمجال لمواصلة السعي في طريق دبلوماسي تسانده الضغوط الدولية المتزايدة على الحكومة الايرانية. وما زلنا نرى ان ايران ليست على وشك اكتساب سلاح نووي».