باحث فلسطيني يفند مزاعم الاحتلال حول الختم الاثري الذي عثر عليه في القدس؟!
إدّعت وسائل الاعلام العبرية مؤخرا أنه تم العثور على ختم منقوش للملك اليهودي "حزقيا" (727-698 ق.م) – بحسب الادعاء الصهيوني – في حفرية "علمية" أجرتها الجامعة العبرية بالتعاون مع سلطة الآثار الصهيونية في المنطقة المتاخمة لجنوبي المسجد الأقصى، وهي المعروفة بمنطقة القصور الأموي.
وفنّد المتخصص الفلسطيني في التنقيب والمسح الأثري الاستاذ عبد الرازق متاني هذه المزاعم، وقال في حديث صحفي: إن هذا الادعاء يأتي ضمن مشروع الاحتلال لتزييف التاريخ وتمرير روايات تلمودية، بعد أن فشل علمياً، وباعتراف علماء آثار "إسرائيليين"، بإثبات وجود أي أثر أو دليل للهيكل المزعوم أو لممالك يهودية واسعة في مدينة القدس المحتلة ومحيطها".
وعقب متاني على هذا الأمر قائلا: "في البداية لا بد أن نؤكد أن الحفريات في سلوان ومحيط المسجد الأقصى هي حفريات مجندة، تأتي لخدمة الرواية الصهيونية، الأمر الذي أكده العديد من الباحثين من بينهم "الإسرائيليون" أنفسهم".
وأضاف أن هذه الحفريات من حيث المضمون باطلة وغير معتمدة علمياً، كونها لا تخضع للرقابة المطلوبة، وتقوم بتمويلها جهات يمينية معروفة بعنصريتها، مثل جمعية "العاد" الاستيطانية التي تعمل مرارا وتكراراً على تهويد الحيّز المكاني والزماني في محيط المسجد الأقصى، معتبرا أن هذه الحفريات والناتج الأثري عنها باطل.
وتابع متاني: "عوضاً عن ذلك، اشتهر تزييف مثل هذه النقوش، حتى بعضها ظهر في حفريات رسمية، وبرأيي لا يمكن اعتماد مثل هذه النقوش كأدلة تاريخية ما لم تصدر عن حفريات محايدة، وتفحص بدقة من قبل أجسام محايدة غير مجندة سياسياً، وتسعى إلى فرض الرواية التوراتية بكل ما أوتيت من قوة على أرض الواقع".
وكانت وسائل الاعلام العبرية زعمت ان الكشف عن هذا الختم ونحو 33 موجود أثري آخر في نفس المنطقة، قد تم خلال عمليات "التنخيل الرطب"، ضمن مشروع ما يسمى "تنخيل تراب جبل الهيكل"، المقام في منطقة الصوانة شرق سور القدس القديمة، عن طريق مجموعات ومنظمات استيطانية من ضمنها منظمة "العاد"، حيث تم نقل التراب المستخرج من منطقة جنوب الأقصى الذي تم قبل نحو سنتين، ومؤخرا تم تنخيله بالطريقة المذكورة، وظهور هذه الآثار، التي يدعيها الاحتلال.