اوروبا تتوحد وتطالب بانهاء الاحتلال وتمدد الشراكة مع الوطني
ستراسبورغ توحدت أصوات اعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من أقصى اليمين حتى اقصى اليسار خلال التصويت على تمديد شراكة "فلسطين" ببرنامج "شريك من اجل الديمقراطية"، حيث صوتت الغالبية العظمى لصالح تمديد برنامج الشراكة لسنتين.
جاء ذلك خلال الجلسة العادية التي عقدتها الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يوم أمس الثلاثاء في مقر الجمعية بمدينة ستراسبورغ في فرنسا، بمشاركة وفد المجلس الوطني الفلسطيني الذي ضم كلا من عزام الأحمد وبسام الصالحي ونجاة الأسطل وبيرنارد سابيلا، وابراهيم خريشه أمين عام المجلس التشريعي الفلسطيني.
وجاء التصويت بعد الاستماع لتقرير السيناتور الهولندي تيني كوكس مقرر لجنة الشؤون السياسية في الجمعية والذي أعد التقرير بعد عدة زيارات قام بها لفلسطين لهذا الغرض، حيث أكد في تقريره على ما يبذله المجلس الوطني الفلسطيني من جهود لتحقيق التوافق مع الالتزامات السياسية ومتطلبات الحصول على مكانة شريك من اجل الديمقراطية.
وقال كوكس في تقريره إنه رغم كل الصعوبات والعقبات أمام الافلسطينيين بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي، ورغم الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، واستحالة اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، غير أن السلطة الفلسطينية تقوم بجهود كبيرة لتلبية متطلبات الديمقراطية، كالوقف الاختياري لعقوبة الاعدام وبذل جهود كبيرة لمكافحة الفساد، وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة.
ورحب كوكس في ختام التقرير بما يبذله الفلسطينييون من جهود لتطبيق قيم الديمقراطية وحقوق الانسان، داعيا الاسرائيليين للانسحاب وانهاء الاحتلال غير الشرعي لدولة فلسطين، مؤكدا أنه من المستحيل نشر قيم الديمقراطية وبناء حياة تقوم على اساس العدل والمساواة في ظل وجود احتلال من قبل دولة أخرى.
كما شدد مقرر لجنة الشؤون القانونية في الجمعية السيد سابان ديسلي من حزب الشعب الأوروبي على ضرورة الاستمرار بدعم فلسطين عبر تمديد برنامج الشراكة رغم الظروف غير العادية التي تسود الاراضي الفلسطينية، نظرا لوجود احتلال قائم وايضا سيطرة حماس على قطاع غزة وانتهاكها معايير حقوق الانسان والمساواة، مؤكدا ان مثل تلك الظروف يجب أن تكون دافعا للموافقة على تمديد الشراكة والمساعدة في تطبيق قيم الديمقراطية وليس العكس.
واكدت بيلجان جولسون مقررة لجنة المساواة وعدم التمييز إن ما يقوم به الفلسطينييون من جهود لتعزيز قيم المساواة وبخاصة بين المرأة والرجل، يساهم في عملية الاصلاح، وطالبت بالمزيد من الجهود، وأيدت في كلمتها تمديد برنامج الشراكة.
وفي اطار مناقشة تقرير اللجنة السياسية وأيضا دعم اللجنة القانونية ولجنة المساواة وعدم التمييز، تحدث ممثلو مجموعات اليسار الموحد في أوروبا ومجموعة الاشتراكيين وأيضا الديمقراطية الأوروبية ومجموعة حزب الشعب الأوروبي ومجموعة تحالف الليبراليين والديمقراطيين وعدد كبير من النواب من مختلف البلدان الاعضاء في الجمعية، أكدوا في كلماتهم ان استمرار الاحتلال والاستيطان وبناء الجدار والاعتداء على المزارعين والمواطنيين الفلسطينيين العزل واستمرار سياسة الاعتقال التعسفي الذي تمارسه سلطات الاحتلال وايضا حصار غزة يعيق عملية الديمقراطية وتحقيق مبادئ حقوق الانسان والمساواة التي يسعى لها الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، كما أشاروا الى ان الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وعدم تشكيل حكومة وحدة وطنية يحول دون انجاز الاصلاحات القانونية كالغاء عقوبة الاعدام والاصلاحات الديمقراطية التي تعمق المشاركة في الحياة العامة وتداول السلطة .
وذهب بعض المتحدثين للقول ان عدم التعامل مع نتائج الانتخابات عام 2006 ساهم بشكل أو بآخر في وقوع الانقسام في الساحة الفلسطينية، فيما وصف بعض المتحدثين الوضع في بيت لحم والقدس بالمرعب بسبب سياسة الاستيطان والجدار.
كما طالب المتحدثون بضرورة ممارسة الضغط من اجل انجاح المفاوضات وتحقيق السلام العادل والشامل وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق حرية الشعب الفلسطيني والعيش بكرامة.
ورد بعض المتحدثين على مداخلة عضو الكنيست الاسرائيلي نحمان شاي حول رغبة اسرائيل بتحقيق السلام والأمن سويا بالقول: "العبرة في الأفعال من خلال انهاء الاحتلال وليس بالأقوال فقط".
بيرنارد سابيلا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني شكر السيناتور الهولندي تيني كوكس على التقرير الذي قدمه حول تقييم تجرية سنتين من تلك الشراكة والتوصية بتمديدها لعامين اخرين.
وأكد في كلمته على أن تجربة سنتين مضت في برنامج الشراكة مع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا كانت نموذجا يأخذ به، وان تلك الشراكة تساهم في الوصول لرؤيا تساعد في مواجهة التحديات بشكل ديمقراطي.
واضاف أن تصويت أعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يشكل رسالة واضحة ان مستقبل فلسطين واسرائيل مرتبط بقيم الديمقراطية والحرية والسلام وليس الاحتلال والعنف.
وقال: "استمرار فلسطين ببرنامج الشراكة مع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يعني أنكم تمدون يدكم لنا وانكم تدعمون السلام في المنطقة".
النائب بسام الصالحي بدوره اشار الى قيام سلطات الاحتلال بمنع النائب قيس عبد الكريم عضو المجلس الوطني الفلسطيني واحد العضاء الدائمين للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من السفر وحضور الجلسة، بالاضافة الى استمرار المنع بحق النائب خالدة جرار من السفر ومغادرة الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا الصالحي الى مزيد من الجهود لوقف الاحتلال ووقف الاستيطان والبدء بمرحلة جديدة من السلام القائم على مبادئ وقيم الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة.
جدير بالذكر أن القاعة التي عقدت فيها الجلسة امتلأت بالتصفيق الحار فور اعلان نتائج التصويت لصالح الاستمرار بمنح فلسطين صفة شريك من اجل الديمقراطية، كما قام أعضاء الوفد الفلسطيني بشكر مقرري اللجنة السياسية ولجنة الشؤون القانونية ولجنة المساواة وعدم التمييز وكافة الممثلين الذين قدموا دعمهم للوفد الفلسطيني.
كما يجدر الذكر أن الوفد الفلسطيني لايزال يشارك في اجتماعات لجان الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المختلفة والتي بدأت بتاريخ 27/01/2014 ومستمرة لعدة أيام.