اوباما يجتمع بكيري اليوم لإعادة تقييم حجم التدخل الأمريكي في العملية السلمية
قالت صحيفة "هآرتس" إن الإدارة الأمريكية تستعد لتقليص تدخلها في العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، وانه من المقرر أن يلتقي الرئيس باراك اوباما، كما يبدو اليوم الاثنين، وزير الخارجية جون كيري، لبدء إعادة تقييم حجم التدخل الأمريكي في العملية. مع ذلك، سيعقد الموفد الأمريكي مارتين انديك، اليوم، لقاء بمشاركة طاقمي المفاوضات في محاولة لإنقاذ محادثات السلام.
وقال مسئولون أمريكيون ان البيت الأبيض يشعر بخيبة امل كبيرة ازاء أزمة المفاوضات التي قادها كيري خلال 15 شهرا خلت. ولا يتهم الرئيس الأمريكي ومستشاريه وزير الخارجية، بل على العكس، فانهم يثنون عليه ويمنحونه الدعم. وكتبت "نيويورك تايمز" أمس، ان اوباما قال في جلسة مع مستشارته لشؤون الأمن القومي، يوم الجمعة" انه لا يملك الا التقدير للطريق التي سلكها كيري في معالجة الموضوع. وتحمل الإدارة الأمريكية، علانية، المسؤولية للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكن رسائلها تختلف في المحادثات الداخلية، فعلى الرغم من الغضب الأمريكي الكبير على توجه الفلسطينيين الى الأمم المتحدة، الا أن غالبية الغضب توجهه الإدارة الى الحكومة الإسرائيلية وتحملها غالبية المسؤولية عن الأزمة. وتعتقد الإدارة ان إسرائيل خرقت التزامها بتنفيذ المرحلة الرابعة من الإفراج عن الأسرى، وقامت بنشر مناقصة للبناء في القدس الشرقية في أكثر اللحظات الحساسة للاتصالات التي جرت في سبيل تمديد المفاوضات.
وتقود مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، الخط الذي يدعو الى تغيير الإستراتيجية في كل ما يتعلق بالعملية السلمية. وقال موظفون أمريكيون ان رايس تعتقد ان على الولايات المتحدة تقليص تدخلها في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتؤمن رايس بأن على الولايات المتحدة اتخاذ خطوة الى الوراء لأن سلوك الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لا يبرر مواصلة الاستثمار المكثف الذي بذلته الولايات المتحدة في العملية خلال ثمانية أشهر.
وكان كيري قد عقد مؤتمرا صحفيا خلال زيارته الى المغرب، يوم الجمعة، وأعلن ان الولايات المتحدة ستعيد فحص الواقع في كل ما يتعلق بالمفاوضات وتدخلها فيها. وقال: "لدينا الكثير من القضايا الأخرى المطروحة على الطاولة، ويوجد حد لحجم الوقت والجهود التي يمكن للولايات المتحدة استثمارها، اذا لم تبد الأطراف استعدادها لخطوات ايجابية تتيح لنا التقدم الى الأمام". واضاف: "الجانبان يقولان انهما يريدان الاستمرار لكننا لن نبقى الى الأبد، فهذه ليست جهودا بلا نهاية".
وحسب تقرير نشرته "واشنطن بوست" يوم الجمعة، فان بعض مستشاري كيري ومسؤولين كبار في الادارة الامريكية يعتقدون ان على كيري قول "كفى"، لأنه يمكنه أن يظهر كمن ينشغل في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني على حساب قضايا دولية أخرى مشتعلة، ناهيك عن تهديد صورته الشخصية. وقالت نائبة الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، انه "يتحتم على قيادة الجانبين اجراء حساب مع النفس، فنحن نقترب من نقطة يمكنها ان تشكل نهاية لتدخلنا اذا لم يطرأ أي تقدم، لكننا لم نصل الى تلك النقطة بعد". وقال نائب الناطق بلسان البيت الأبيض "ان الولايات المتحدة لا يمكنها فرض قراراتها على الجانبين او املائها عليهما، وعلى القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية التفكير بما ستفعله".