انطلاق فعاليات مؤتمر الحكيم الثاني تحت شعار " جريمة التطبيع وسبل المواجهة"
وكالة بيسان للأنباء ||
انطلقت صباح اليوم الأحد الموافق 27/1/2019 في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة غزة فعاليات مؤتمر الحكيم الذي تنظمه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على شرف الذكرى الحادية عشرة لرحيل مؤسسها الدكتور جورج حبش، تحت عنوان " جريمة التطبيع وسبل المواجهة" بمشاركة فلسطينية وطنية وشعبية واسعة.
وافتتحت الرفيقة أحلام عيد المؤتمر بالترحيب الحضور داعية إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء. ومن ثم عُزف السلام الوطني. وعرض فيلم وثائقي قصير استعرض السيرة النضالية للقائد المؤسس جورج حبش.
ويناقش المؤتمر عدة أوراق هامة حول جريمة التطبيع التي تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة، ومخاطرها على الأمة العربية والقضية الفلسطينية، وسبل مواجهتها حيث سيقدم الأستاذ والمحاضر الجامعي الدكتور خالد صافي في الجلسة الأولى ورقة بعنوان ( نقد تاريخي لبدء ملامح التطبيع في الوطن العربي)، في حين سيقدم المؤسس في حركة المقاطعة ورئيس تحرير مجلة الآداب الأستاذ الدكتور سماح إدريس ورقة بعنوان ( الاستراتيجيات والأدوات الإسرائيلية للتغلغل في المنطقة العربية)، أما الدكتور حيدر عيد أحد مؤسسي حملة المقاطعة في فلسطين سيقدم ورقة بعنوان ( المقاومة الشعبية والمجتمعية للتطبيع وأبرز إنجازاتها).
وفي الجلسة الثانية سيقدم الأستاذ النقابي والناشط في حملة المقاطعة إلياس الجلدة ورقة بعنوان ( المعوقات والتحديات التي تواجه حركات المقاطعة)، أما القيادي الفلسطيني د.مصطفى البرغوثي سيقدم ورقة بعنوان ( دور الأحزاب والفصائل في تعزيز مفهوم المقاطعة)، وسيقدم الأستاذ مجدي المعصراوي الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ورقة حول ( آليات وسبل مواجهة التطبيع في الدول العربية).
وسيفتح الباب لنقاش الأوراق، على أن يتم في نهاية الجلسة تلاوة البيان الختامي وتوصيات المؤتمر، للاستفادة منها في بلورة خطوات عملية يمكن الاستفادة منها في مواجهة التطبيع، وتعميم ثقافة المقاطعة بين المجتمعات العربية.
وقد ألقت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية د.مريم أبو دقة كلمة الجبهة استهلتها بتوجيه التحية
لجماهير شعبنا في الوطن والشتات، وإلى شهداء الثورة الفلسطينية الذين رووا تراب هذا الوطن وكان آخرهم الشهيد البطل محمد النعسان والذي استشهد مساء أمس السبت وهو يتصدى لقطعان المستوطنين المجرمين الذين حاولوا اقتحام قريته المغير شمال رام الله.
وقالت أبو دقة في كلمتها " رفيقي الحكيم في ذكرى رحيلك لم تغب يوماً وأنت الحاضر الباقي فينا، فالثوريون لا يموتون أبداً، لم تغب يوماً أنت فستظل الفكرة النبيلة والفدائي الذي لا يلين، لم تغب يوماً وصوتك الهدار سيظل يخيف أعداء الشعوب المقهورة والفقيرة التي تعاني يوماً بعد يوم بفعل جرائم الامبريالية الأمريكية بقيادة أمريكا وربيبتها الكيان الصهيوني، لم تغب يوماً ونهجك الثوري الذي سرت فيه مع رفاق دربك في الجبهة وفصائل العمل الوطني هو طريق الثوريين الحقيقيين نحو فلسطين كل فلسطين، لم تغيب يوماً وصوتك يلاحقنا في كل خطوة، نستحضر صوتك الهدار وأنت تصف أمريكا براس الحية وبضرورة مواجهة الرجعية العربية الموجودة دوماً في الخندق المعادي لشعوبنا العربية وقضيتنا الفلسطينية.
واستذكرت أبو دقة الحكيم، مشيرة أنه كان دائماً يؤكد أن معركتنا مع العدو هي معركة وجود لا حدود، وأنه من زرع فينا أن تحرير فلسطين يعتمد على حشد الطاقات العربية ( أي عمقنا العربي) والاعتماد على الشعوب حصار الرهان الأكيد، وأنه من احتضن قضية الاسرى والشهداء والجرحى والفقراء من أبناء شعبنا، واعتز بهم وانتمى لأسرهم وهمومهم وهموم كل اللاجئين، وأنه من أسس مدرسة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هذه المدرسة الثورية التي خرّجت كوكبة قيادية ثورية تحمل نفس جيناتك رفيقي الراحل الكبير أمثال الفارس الشهيد أبوعلي مصطفى،غسان كنفاني، جيفارا غزة، وديع حداد، باسل الكبيسي، أبوماهر اليماني، صابر محي الدين، أبونضال المسلمي، شادية أبوغزالة، تغريد البطة، مها نصال ووليد الغول وكوكبة طويلة من القادة والشهداء، وأنه كان دائماً الحاضر الدائم في مجد رفاقه الذين يتقدمون الصفوف للدفاع عن مشروعنا الوطني كما القائد البطل الملهم الأمين العام أحمد سعدات والرفيقة المناضلة خالدة جرار وليلى خالد ووداد قمري وقافلة طويلة من الأبطال .
واعتبرت أبو دقة أن الوفاء لروح الشهيد القائد الدكتور جورج حبش ولكل الشهداء بالاستمرار في النضال والمقاومة وحماية المنجزات الوطنية، وبالتأكيد على الثوابت الوطنية في العودة والحرية والاستقلال.
وشددت أبو دقة على أن الجبهة ستستمر في النضال بلا كلل من أجل إنهاء الانقسام الأسود وتحقيق الوحدة الوطنية التي طالما نادى الحكيم بانجازها، معتبرة أن المسئولية التاريخية وإن مواجهة التحديات والمخاطر الراهنة تستدعي بذل الجهود من أجل استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة، وترك كل الخلافات جانباً، وتغليب المصالحة الوطنية العامة على المصالح الفئوية الخاصة.
وأكدت أبو دقة بأن الجبهة أيضاً ستواصل حماية منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني وكمنجز هام دفع ثمنه شعبنا دماءً غالية وتضحيات، وأنها ستناضل من أجل تخليصها من الهيمنة والتفرد، ولن تسمح بتدميرها أو تحويلها كأداة استخدامية في خدمة سياسات ونهج، كما لن تسمح أيضاً بخلق بدائل لها.
وشددت أبو دقة بأن أولى خطوات إعادة بناء المنظمة تستدعي عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وفقاً لما تم الاتفاق عليه في القاهرة وبيروت، من أجل وضع جدول زمني لتشكيل مجلس وطني توحيدي جديد يشارك به الكل الوطني، ومنه يتم انتخاب هيئات جديدة لمنظمة التحرير ويشتق منه برنامج مواجهة ومقاوم للاحتلال ولكل مشاريع التصفية.
وباركت أبو دقة انطلاق التجمع الديمقراطي الفلسطيني بما يمثله من أهمية لطالما كان لها أهمية في فكر الحكيم، معربة عن أملها أن يتحقق من خلاله الأهداف الوطنية والديمقراطية التي يحلم بها شعبنا بعيداً عن الثنائية الضارة والصراع على سلطة تحت الاحتلال.
وجددت أبو دقة التأكيد على أن التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة وطعنة مسمومة في خاصرة أمتنا العربية وقضيتنا الفلسطينية، ما يستدعي الاستمرار في محاربة التطبيع والمطبعين سواء من بعض الأنظمة الرجعية العربية أو النخب العربية المهزومة.
وأعربت أبو دقة عن أملها أن يتمخض عن المؤتمر توصيات هامة يمكن أن تتحول إلى آليات عمل واضحة لمواجهة خطر التطبيع، وتعزيز نضالنا الوطني التحرري ضد كل أشكال المؤامرات التي تستهدفنا جميعاً.
وأكدت أبو دقة بأن الجبهة ستبقى أيضاً حريصة على العلاقة والنضال المشترك مع كل معسكر الأصدقاء وفي المقدمة منهم حركات التحرر وأحرار العالم لمواجهة التحالف الأمريكي الصهيوني، والذي يسعى دوماً لسرقة ونهب خيرات الشعوب ومقدراتهم، وفي المقدمة منهم الشعوب العربية، والمشروع الوطني كبوابة لتصفية القضية تمهيداً للسيطرة على المنطقة العربية عبر صفقة القرن.
وفي ختام كلمتها عاهدت الحكيم بالاستمرار على نهجه ومبادئه وثوريته العالية، موجهة التحية لأسيرات وأسرى الحرية في سجون الاحتلال.