انتخابات الكنيست: "الشعبية" تُحذر و"الديمقراطية" تُهنئ
تاريخ النشر: 18/09/2019 - 17:50
عرب ٤٨
حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأربعاء، من "النتائج الوخيمة" في حال انضمام القائمة المشتركة إلى قوائم صهيونية، فيما اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن النتائج التي حققتها المشتركة "توفر لها القدرة على فضح سياسات الحكومة الإسرائيلية، والتصدي لقوانينها العنصرية والفاشية".
واعتبرت "الشعبية" في بيان صدر عنها اليوم، من "نتائج انتخابات الاحتلال بغض النظر عن تقدم هذا الحزب أو ذاك لن تُغَيِر من واقع الاحتلال شيئًا على الأرض، فالأحزاب الصهيونية وبرامجها على عداء مطلق مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية".
وأضافت الجبهة الشعبية أنه "لا اختلاف في برنامج المجرم نتنياهو عن القادة المجرمين والملطخة أيديهم بدماء شعبنا مثل غانتس أو باراك أو ليبرمان وحتى حزب ميرتس الذي يتقاطع مع اليمين الصهيوني بخصوص تهويد القدس والاعتراف بيهودية الدولة وإنهاء قضية اللاجئين، فهناك إجماع داخل هذه الأحزاب على تصفية حقوق شعبنا".
وأعربت الجبهة عن "أسفها لعدم استخلاص الأحزاب العربية العبر من التجارب المريرة الماضية والتي لم تجنِ من ورائها أي حقوق، ولم تستطع أن تغير من الواقع المعيشي لجماهير شعبنا في الداخل المحتل والذي انتشرت فيه معدلات الجريمة والفقر، وذلك نتيجة تصاعد السياسات والإجراءات العنصرية بحق الجماهير العربية، وفي مقدمتها إقرار قانون القومية العنصري".
وحذرت الجبهة من "النتائج الوخيمة في حال انضمام القائمة العربية المشتركة إلى قوائم صهيونية، حيث يعتبر ذلك سابقة خطيرة في نضالنا الوطني، وقد كان على هذه القائمة النضال من خارج مؤسسات هذا الكيان الصهيوني الإجرامي، لا أن تكون جزءاً من المؤسسة التي تشرّع سياساته الاحتلالية الإجرامية ضد شعبنا، فقد دفع شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 على مدار السنوات الماضية أثمانًا كبيرة نتيجة سوء تقدير هذه الأحزاب".
ودعت الجبهة "قيادة السلطة إلى عدم إشاعة الأوهام من حدوث أي تغيير في التركيبة السياسية داخل الكيان، أو إمكانية وجود طرف إسرائيلي جاهز للمفاوضات والتسوية، فلا فرق بين الليكود و‘كاحول لافان‘، وحزب العمل، فمسيرة ربع قرن من السير في اتفاقية أوسلو الكارثية أثبتت أن الأحزاب الصهيونية استغلت التسوية من أجل فرض سياساتها العدوانية على الأرض".
وفي ختام بيانها، قالت الشعبية إن "البديل العملي والحقيقي عن استمرار الارتهان للاتفاقيات مع العدو، واستمرار الرهان على التسوية، هو بصوغ إستراتيجية مواجهة وطنية تضع على رأس أولوياتها إسقاط اتفاقية أوسلو من أجندتنا الوطنية إلى الأبد، وسحب الاعتراف بالكيان، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني والعلاقات مع الكيان، واستثمار طاقات شعبنا في إطلاق انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال، ومشاريع التصفية، والدفع بجهود استعادة الوحدة المبنية على أسس كفاحية ووطنية سليمة".
الديمقراطية: المقاطعة.. عدم سياسي
في المقابل، هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان صدر عنها، الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل على رفضها الاستجابة لما وصفته بـ"نداءات العدم السياسي بمقاطعة الانتخابات، وعلى فوزها الذي حققته في صب 90% من أصواتها لصالح ‘القائمة المشتركة‘".
واعتبرت "الديمقراطية" أن "النتائج التي حققتها المشتركة توفر لها القدرة على أداء دور مميز، تحت قبة المؤسسة الصهيونية، لفضح سياسات حكوماتها، والتصدي لقوانينها العنصرية والفاشية، ورفع الصوت الفلسطيني العربي عاليًا على مرأى ومسمع الرأي العام العالمي. فضلاً عن أن هذا الحجم يعطيها القدرة على لعب دور في فرض شروطها في العديد من محطات التصويت على القوانين، مستفيدة من التناقضات بين الأطراف الصهيونية على غرار التصويت ضد زرع كاميرات المراقبة في مراكز الاقتراع. كما يؤهلها أكثر فأكثر لتحتل مكانتها على رأس الحركة الشعبية في الميدان، دفاعاً عن حقوقها الاجتماعية والسياسية والنقابية".
ووصفت الجبهة الديمقراطية نتائج الانتخابات بأنها "خيبت آمال نتنياهو، وأحبطت حلمه في الوصول إلى ولاية جديدة على رأس الحكومة الإسرائيلية، وأوضحت أنه ليس الطرف اليميني الوحيد القادر على استقطاب أصوات التيارات اليمينية، التي توزعت بينه، وبين جنرالات إسرائيل في قائمة غانتس".
ومحذرة "الديمقراطية" من "أي رهان فلسطيني على إمكانية الوصول مع أية حكومة إسرائيلية قادمة، إلى اتفاق على استئناف المفاوضات الثنائية لاستكمال مسار أوسلو التفاوضي البائس، الذي أورث شعبنا الكوارث والنكبات السياسية، ودمر مصالحه الوطنية".
ودعت الجبهة "السلطة الفلسطينية وقيادتها إلى استخلاص الدروس الصحيحة من نتائج الانتخابات، ووضع حدّ لسياسة المراوحة في المكان، وسياسة الرهان على تسويات هابطة، باتت السبل إليها مسدودة".
أبو ليلى: انتصار "المشتركة" يخولها التأثير بالمشهد السياسي
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قيس أبو ليلى، إن أية حكومة ستتشكل في إسرائيل، ستواصل المماطلة، وستستمر في سياستها الاستيطانية التوسعية، بالرغم من تضاؤل فرص نتنياهو، بتكليفه رئيسًا للحكومة.
وقال إن "ارتفاع مقاعد القائمة المشتركة، يخولها التصدي والتأثير على النظام السياسي، للدفاع عن حقوق شعبنا في الداخل، وصد مد العنصرية والتوسع والكراهية والتمدد الاستيطاني، الذي كان على رأسه نتنياهو".
وأضاف "نحن نشهد اليوم سقوطاً مدوياً لنتنياهو وفشله في إحراز ما يكفي لتشكيل حكومة يمينية متطرفة، وكان يصر عليها من أجل الدفع فوراً دون تردد لمشروع ‘إسرائيل الكبرى‘ من خلال ضم الضفة الفلسطينية، والقسم الأكبر منها لإسرائيل".
وتابع أن "إمكانية تشكيل نتنياهو للحكومة، أصبحت متعثرة الآن، ولا يستطيع تشكيل حكومة بأي قدر أو شكل من الأشكال، وهذا أمر مهم وإيجابي، وإن كان لا يعني أن الحكومة التي ستتشكل ستكون حكومة مستعدة لتلبية متطلبات حل يكفل الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا".