قرار دولي في اليونسكو لإرسال بعثة خبراء للقدس القديمة
11-4-2014
نجح الأردن وفلسطين وبدعم عربي وإسلامي قوي في إصدار قرار للمجلس التنفيذي لليونسكو إرسال بعثة خبراء للقدس مهمتها في تقييم حالة الحفاظ على تراث بلدة القدس القديمة وتقديم تقريرها وتوصياتها للجنة التراث العالمي التي ستنعقد في الدوحة أواخر حزيران 2014.
جاء القرار الدولي، الخميس، حيث اجتماعات مجلس اليونسكو التنفيذي في باريس وبأغلبية أصوات ساحقة مع معارضة امريكية للقرار، وكان لافتا ظهور مواقف ايجابية مناصرة لقرار القدس من قبل بعض الدول الأوروبية مثل انجلترا وفرنسا وايطاليا والنمسا واسبانيا علما بأنه لم يكن سوى صوت واحد ضد القرار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ويطالب القرار الاحتلال "الإسرائيلي" اعتماد إرسال بعثة خبراء مكونة من ممثلين عن مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية التابعة لليونسكو بحيث تبدأ هذه البعثة مهمتها في تقييم حالة الحفاظ على تراث بلدة القدس القديمة وتقديم تقريرها وتوصياتها للجنة التراث العالمي التي ستنعقد في الدوحة أواخر حزيران 2014.
هذا في الوقت الذي تستمر فيه "إسرائيل" بالتعنت ورفض الالتزام باستقبال البعثة ذاتها ورغم التعهد الإسرائيلي بذلك عدة مرات كما حدث في رسالة خطية مقدمة لمدير عام اليونسكو وفي بيان علني أمام المجلس التنفيذي في دورته 191 الذي انعقد في باريس في آذار 2013.
واستطاع الأردن وفلسطين استصدار عدة قرارات من خلال المجلس التنفيذي ولجنة التراث العالمي التابعين لليونسكو وجميعها ترفض وبشكل قاطع تسريع سلطات الاحتلال في تنفيذ مخططات وإجراءات غير مسبوقة تهدد سلامة وأصالة تراث المدينة المقدسة، ومن أبرز هذه الانتهاكات اقتحامات مئات المستوطنين والمتطرفين والجنود المسلحين بشكل شبه يومي لساحات المسجد الأقصى، تحويل مباني ومواقع تراث إسلامي لكنس يهودية، إزالة ونقل آثار هامة في رباط الكرد وشارع باب الواد، تدمير أبواب الجامع الأقصى وأقواس الرخام التاريخي التي تعلو بوابات مسجد قبة الصخرة المشرفة، بيع أماكن تراثية هامة لجمعيات استيطانية، هدم وإزالة واجهات إسلامية عثمانية في مسجد النبي داوود وبعض الكنائس المسيحية واستبدالها بواجهات ورموز يهودية، حفريات وبناء متاحف جديدة في موقع القصور الأموية، تغيير أسماء عشرات الشوارع والمباني من أسمائها العربية إلى أسماء يهودية، منع المصليين مسلمين ومسيحيين من الوصول لأماكن عبادتهم، استمرار وتوسعة الحفريات في سلوان جنوب المسجد الأقصى ومنع لجنة الإعمار الهاشمي والأوقاف الإسلامية من ترميم أعمدة المصلى المرواني من بين ما يزيد عن الخمسة عشر مشروع ترميم تعرقل سلطات الاحتلال تنفيذها داخل المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي يستمر فيه الحفر في حوالي 20 نفقاً تهدد باختراق أسفل المسجد الأقصى، وتهدد سلامة مباني تراثية حول المسجد من بين ما يزيد على المائة حفرية ينفذها مقاولون وجمعيات استيطانية كل همها الإسراع في فرض رواية تهويدية استثنائية على معظم ما يتم الكشف عنه من آثار إسلامية أو مسيحية متجاهلين بذلك عشرات القرارات الصادرة عن اليونسكو وبيانات الرفض والإدانة من قبل الدول ذات العلاقة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي.
وطالب الأردن وفلسطين خلال اجتماع المجلس التنفيذي سلطات الاحتلال بأن توقف جميع الانتهاكات غير القانونية وأن تتوقف عن اتهام الحريصين على الحفاظ على تراث المدينة المقدسة بأنهم "يسييسون عمل اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية" .