اليسار" الإسرائيلي" يشن حملة لإقناع نظيره البريطاني بعدم الاعتراف بفلسطين
كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن مساع لحزب “العمل” اليساري الإسرائيلي ونشطاء مؤيدون لإسرائيل في حزب “العمال” البريطاني إلى إقناع نواب الحزب في البرلمان البريطاني بعدم التصويت أو الامتناع عن التصويت، غدا الاثنين، على مشروع قرار في البرلمان للاعتراف بفلسطين كدولة.
ورغم أن قرارا كهذا، في حال صادق عليه البرلمان، لن يكون ملزما للحكومة البريطانية، إلا أن إسرائيل تعتبر أنه ينطوي على أهمية رمزية.
وقال صحيفة /هآرتس/ العبرية الصادرة اليوم الأحد (12|10) إن سكرتير حزب “العمل” الإسرائيلي حيليك بار، وهو مستوطن يسكن في مستوطنة “بسغات زئيف” في شمال القدس المحتلة، بعث يوم الخميس الماضي رسالة حول الموضوع إلى نواب حزب “العمال” البريطاني، وذلك في أعقاب محادثات مع “أصدقاء إسرائيل في حزب العمال”.
وقال بار للصحيفة إنه تم الاتفاق مع أعضاء حزب “العمال” البريطاني على أن يوزعوا رسالته بين أعضاء الحزب.
وزعم بار في رسالته أن “اليسار الإسرائيلي”، يؤيد منذ فترة طويلة حل الدولتين الذي “يستند إلى الأمن والعدل للإسرائيليين والفلسطينيين ويحارب من أجله”، وادعى بار في رسالته أن “الاعتراف الفوري والأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية لن يدفع هذه الغاية الهامة، وإنما سيفعل العكس تماما”.
ورأى بار أن “الخطوات الأحادية الجانب” أدت في الماضي إلى “مواجهات وعنف أكثر”، وأن أحد مبادئ “اتفاق أوسلو” (اتفاق التسوية بين منظمة التحرير وإسرائيل الموقع عام 1993) هو أن أي خلاف ينبغي حله بالمفاوضات المباشرة بين الجانبين فقط لا غير.
وقال بار في الرسالة إنه “للأسف الشديد، أحادية الجانب تخدم أولئك الموجودين في عمق اليمين في إسرائيل، وتساعدهم على الادعاء بأنه لا يوجد شريك للسلام وأن الفلسطينيين لا يريدون الجلوس في مفاوضات معنا”.
ومضى سكرتير حزب “العمل” الإسرائيلي يقول في رسالته إنه “من أجل نفي هذه الادعاءات (في اليمين) وإعادة تحريك عملية السلام، فإننا في حزب العمل بحاجة إلى مساعدتكم، ولذلك أطلب منكم التمسك بموقفكم على مدار سنين طويلة والذي بموجبه حل الدولتين سيتحقق بالمفاوضات ومعارضة الخطوات الأحادية الجانب التي تهدد تحقيق هذا الهدف”.
يذكر أن حزب “العمل” الإسرائيلي والذي يعتبر نفسه من الأحزاب اليسارية الاشتراكية، تولى رئاسة عدة حكومات إسرائيلية وأجهض كل محاولات التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما أن زعيم الحزب ورئيس حكومة إسرائيل الأسبق، ايهود باراك، كان أول من استخدم تعبير عدم وجود شريك، بعد قمة “كامب ديفيد” في العام 2000 والتي شارك فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ذات التعبير الذي يستخدمه الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل للتهرب من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.