د. عزالدين أبو ميزر
الى اسرانا البواسل في معركة الحرية والكرامة بعد مرور شهر على إضرابهم أُهدي هذه القصيدة بعنوان :
مِيمَان
سيفُ الكرامةِ قاطعٌ بَتّارُ
أبداً، ويشحذُ حَدّهُ الإصرارُ
فآسْتبشِروا فَيَدُ الدّعِيِّ قصيرةٌ
وكذاكَ أيدي الغاصبينَ قِصَارُ
حَتّى وَإن خدعوا الكثير بِطولها
وتكالبت دُوَلٌ وعَمَّ دَمارُ
فَثِقوا بأنّ النّصرَ آتٍ نورُهُ
وَبِوجهِهِ يتفتّحُ النُوّارُ
والظلمُ لا يبقىَ وإن طال المَدى
فَلِكلّ مظلومٍ حِمىً وَذِمارُ
والصبرُ مفتاح الكروبِ وإن قَسَت
وتقطّعت سُبُلٌ وضاقَ حِصارُ
وإذا القلوبُ من الحناجرِ قد دَنَت
وَتُبُودِلَت في قهرنا الأدوارُ
والكلّ قد قَلَبوا لنا ظَهْرَ المِجَنّ
وكشّرتْ عن نابها الأقدارُ
والعُهرُ قد ملأَ النّفوسَ نواقضاً
وغرائباً فيها العُقولُ تحارُ
ذِمَمٌ تُباعُ وتُشترى ورُجولةٌ
خُصِيَت وحَلَّ محلّها الدّولارُ
هو كعبةُ العصر الجديدِ وربّهُ
والسّامرِيّ وعجلُهُ الخَوّارُ
والكلّ في فَلَكِ ال سّياسةِ دائرٌ
وعليهمو خمرُ الخداعِ تُدارُ
لكنّها سُننُ الحياةِ صُروفُها
غِيَرٌ وإنّ قرارَهنّ قَرارُ
ما ضاعَ حقٌ في الحياةِ وَراءَهُ
في كلّ جيلٍ مَنْ عليهِ يَغارُ
أرأيْتَهم لمّا رأوْا أيديهمو
غُلَّت وعنهم لم يُفَكَّ إسارُ
بِمِعاهُمو هَبّوا لِنيلِ حُقوقهم
وبجوعهم نذروا النّفوسَ وثاروا
مِيمَانِ بينهمو مُعادلةُ الوفا
بهما الحياةُ وفيهما الأسرارُ
مِلحٌ وماءٌ زادُهم وأمامهُ
عَنَتُ الدَّعِيِّ وكِبْرُهُ ينهارُ
ولسوفَ تنتصرُ الحياةُ بِنورها
فالليلُ تمحو عَتْمَهُ الأنوارُ
ولنا تعودُ الدّارُ رغمَ أنوفهم
وبِعزمنا ستُحطّمُ الأسوارُ