لقد كانت الامطار و العواصف التي صاحبت المنخفض الجوي الذي ضرب فلسطين خلال الايام الماضية كفيلة بكشف معاناة العديد من العوائل الفلسطينية و خصوصاً في قطاع غزة، و لا سيما و ان منازلهم غير ملائمة لفصل الشتاء بسبب تهالكها و عدم صلاحية الكثير منها للحياة في ظل ما شهده القطاع من عواصف و رياح عاتية حولت موسم الخير من نعمة الى نقمة عليهم.
مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية رصدت جانباً من معاناة بعض المواطنين التي اعيتها قوة الرياح و كمية الامطار التي هطلت على بيوتها و غمرت معظمها، فيما لم تنجح عمليات الترقيع في انقاذ سكانها من البرد القارص و التصدي لقوة الرياح التي اخذت معها اسقف منازلهم الصفيحية.
المواطن ابو الحسن، 37 عاماً، و الذي يسكن في بيت اهترات جدرانه من كثرة الشقوق فيها، يحاول جاهداً في اغلاق بعضها ليمنع دخول مياه الامطار على صغاره و لكن دون جدوى.
و قال في حديث لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية، إن منزله تم بناؤه قبل 40 عاماً و هو غير امن للسكن، و لكن سوء و ضيق الحال لم يمكنه من اعادة بناءه ليصبح ملائماً للسكن في الصيف او الشتاء.
و أضاف يقول: "لا نعرف كيف نعيش في هذا البيت سواء في الصيف او في الشتاء، ففي الصيف لا يمكن تحمل حرارة الصفيح الذي يغطي سطح المنزل، و في الشتاء تتجمع مياه الحي كلها فيه، هذا ناهيك عن السيول التي تسيل من بين قنوات "الزينكو"، و شقوق الجدران، و عبثاً احاول ترقيعها كل موسم شتاء".
حال أبو محمود، 40 عاماً لا يختلف صعوبة عن حال أبو الحسن، و لا سيما و انه مريض و عاطل عن العمل، و يعيل سبعة من الابناء، حيث قال:"تسببت شدة الرياح العاتية أمس في تطاير الواح الزينكو الذي يغطي سطع المنزل، و عناية الله كانت كفيلة بانقاذ ابنائي من موت محقق عندما تطايرات الحجارة التي كانت تثبت الالواح على السطح".
و أشار الى أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه يقف عائقاً أمام اعادة بناء المنزل الذي ورثه عن والده، و لا سيما و انه مريض و لا يقدر على العمل و لا يجد ما يسد به رمق صغاره الا بما يجود به اهل الخير عليهم.
ولم يحمل قدوم الشتاء وهطول الأمطار السرور لابو عمر الذي يسكن في منزل من الصفيح، ويقول: "إن هطول الأمطار ربما يكون جيداً للمزارعين والصيادين، لكنه غير مفيد لمن هم مثله يعانون من تآكل منازلهم، مضيفا أنه يضطر إلى تغليف سطح منزله بالبلاستيك بين الحين والآخر ليحمي منزل وأفراد أسرته الثمانية من تسلل مياه الامطار و قام بالصاق قنوات الزينكو بمادة "السيلكون" و لكن دون جدوى، لان قوة الامطار كانت كفيلة بالتغلغل عبر القنوات الى غرف المنزل و اغراقه و اغراق اثاثه .
وأعرب عن امله في أن ينظر القائمون على تحسين أوضاع الفقراء إلى مشكلته والمساعدة في حلها، و الا ستبقى عائلته في كل شتاء تفترش الارض و تلتحف السماء.
و يشار الى أن الرياح العاتية والعاصفة الجوية تسببت في شل الحياة في قطاع غزة وتشريد العديد من المواطنين من بيوتهم، كما الحقت اضراراً مادية جسيمة فيها.