المطران عطا الله حنا: مواقفنا لا تُباع ولا تُشترى بالمال ولن نتنازل عن أصالتنا المسيحيّة المشرقيّة العربيّة ولا عن انتمائنا للشعب العربي ّالفلسطيني ّ
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إننّا ندرك جيدًا أنّ الثمن الذي قد ندفعه سيكون غاليًا لأننّا نتصدى لتيار داخل الكنيسة مدعوم من قبل قوى الشر العالميّة، ولكنّنا نُفضّل دفع هذا الثمن على أنْ نكون صامتين ساكتين متفرجين مكتوفي الأيدي أمام ما يُرتكب بحق كنيستنا من قبل أناسٍ كان من المفترض أنْ يكونوا مؤتمنين عليها، ولكنّهم خانوا الأمانة وأصبحوا جزءً من المؤامرة التي حيكت وما زالت تُحاك ضدّ كنيستنا الأرثوذكسية وتستهدف الحضور المسيحيّ العربيّ الوطنيّ المشرقيّ في فلسطين. وتابع المطران حنا قائلاً: لقد صمتنا بما فيه الكفاية، وانتظرنا بما فيه الكفاية، حتى وصل السيل الزبى، وسكوتنا وانتظارنا لم يكن في يوم من الأيام سكوت المستسلم أو الضعيف، بل كنّا نتوقّع أنْ يتحرك الضمير وأنْ يصحوا من كبوته، ولكن للأسف تبينّ لنا أنّه لا يوجد هنالك أصلاً، ضمير لكي يصحوا من كبوته ولا يوجد أدنى حس بالمسؤولية، على حدّ قوله.
وزاد: عن أيّ ضمير نتحدث وكنيستنا يقودها أناس مصلحتهم مربوطة بالصهيونيّة والماسونية وقوى الشر العالميّ، أيْ أنّ عدو الكنيسة في داخلها، تحدثنا كثيرا عن الإصلاح في المؤسسة الكنسية واتُهمنا بالتعريب وكأنّ المطالبة بالتعريب جريمة، وهنا يحق لنا أنْ نتساءل: لماذا يحق لليونانيّ أنْ يقول إنّ البطريركية جزءً من تراثه القوميّ اليونانيّ ونحن لا يحق لنا التحدث عن التعريب. هل المستعمر يحق له أنْ يقول ما يريد ونحن محرم علينا أنْ نعبر عن انتمائنا الروحيّ و الوطنيّ.
وقال أيضًا: لن نسمح ببقاء قيادة كنسية تتآمر علينا ليلاً ونهارًا وتشوه صورة الكنيسة وتسيء إلى الحضور المسيحيّ العربيّ في هذه الديار. لماذا لا يُعاقب دعاة التجنيد والاسرلة والصهينة، بينما الاكليروس الوطنيّ يُستهدف بالإساءة والتشهير والتطاول وقطع الرواتب والعقوبات الظالمة، لا بل بتشويه السمعة أيضًا و بأساليب قذرة. إننّي أدعو إخوتي المطارنة والكهنة إلى كسر حاجز الخوف والصمت، فلا تسمحوا لحفنة من الدولارات بأنْ تجعلكم صامتين متفرجين أمام هذه المجزرة غير المسبوقة التي ترتكب بحق كنيستنا.
وأردف: هل ما يحدث معنا و بحقنا من اضطهاد و استهداف هو جزء من المخطط الذي يستهدف الحضور المسيحي في هذا المشرق. ولفت إلى أنّه لأمر مضحك مبكي في آن أنْ يظن البطريرك و مجمعه أنّ قطع الراتب سيجعلنا نتراجع عن مواقفنا، لا نريد راتبكم إذا ما كان مشروطًا بمواقف سياسيّة معادية لامتّنا العربيّة وشعبنا الفلسطينيّ ومواقفنا ومبادئنا لا تباع و لا تشترى بالمال. وخلُص إلى القول: أُحذّر وبكلّ أمانة ومسؤولية وحرص من أنّ أقدم وأهّم مؤسسة مسيحيّة روحيّة في القدس مهددة بالانهيار، هذا إذا لم تكن قد انهارت بالفعل، وكلّ واحد منّا مدعو لتحمل مسؤلياته، وخاصة إخوتنا المطارنة و كافة الاكليريكيين، فلا يجوز لنا أنْ ننسى أوْ أنْ نتناسى أننّا في وقت من الأوقات سنقف أمام الديان العادل لكي يحاسبنا. لن نتنازل عن أصالتنا المسيحيّة المشرقيّة العربيّة ولن نتنازل عن انتمائنا للشعب العربي ّالفلسطيني ّالذي قضيته قضيتنا ومعاناته معاناتنا و جراحه جراحنا، قال المطران حنا.