السبت 01-02-2025

المؤسسات الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني ودورها في إرساء دعائم الوطن القومي لليهود في فلسطين

×

رسالة الخطأ

د. نائلة الوعري

المؤسسات الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني ودورها في إرساء دعائم الوطن القومي لليهود في فلسطين د. نائلة الوعري 3/3 من أقدم الجمعيات التي أنشات في عام 1883 الجمعية اليهودية للاستعمار المعروفة بإسم (البيكا BICA ) وقد أنشا هذه الجمعية رجل الاعمال اليهودي البارون إدمون دى روتشيلد الذي سعى بكل الوسائل والسبل والإحتيال المالي لشراء اراضي في فلسطين وتمليكها للفلاحين المهاجرين اليهود ، وقد تمكنت هذه الجمعية عام 1882 الاستحواذ على 25 الف دونم ، وفي عام 1930 زاد حصولها على مزيد من الاراضي حتى وصل الى 520 الف حسب ما ذكرThe Survey of Palestine 1946 vol1.p. ومن المؤسسات الأخرى التي سعت لشراء الاراضي شركة تطوير الاراضي الفلسطينية التي تاسست عام 1908 التي كانت مهمتها توسيع رقعة الاراضي الزراعية اليهودية ولاحقا سهل البريطانيون لهذه الشركة الحصول على مساحات واسعة من اراضي فلسطين ومن أهمها أراضي في سهل الحولة الذي حصلت منه عام 1934 على حصة تتكون من 165 الف دونم هذا غير المساحة التي حصلت عليها في قضاء بئر السبع والتي تبلغ 25,351 دونم . الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كايمت ) الذي تاسس عام 1901 وحددت مهمته في ذلك الوقت باستملاك اراض في سوريا وفلسطين ولكنه لم يستطع الحصول الا على 184 دونم مما سعى الصنوق بعد أن وجه له انتقاد لتقاعسه في الحصول على اراضي للاستيطان الى البنك البريطاني في فلسطين ليقوم بمساعدته بمصادرة اراضي فلاحين عرب عجزوا عن سداد ديونهم للبنك بوضع اراضيهم للبيع في المزاد العلني ليحصل الصندوق عليها . هذا مما مكنه من الحصول على كثير من الاراضي المرهونة للبنك بطرق الاحتيال والرشوة والاستيلاء بالقوة . الصندوق الفلسطيني التأسيسي (الكيرن هايسود) أنشأ عام 1920 عقب انتهاء مؤتمر لندن الصهيوني واكتمل بتأسيسه بناء القوة المالية الصهيونية لاكمال ما يتعلق بانشاء الوطن القومي اليهودي وكانت مهمته شراء الاراضي عن طريق توجيه النداءات وجمع الهبات من اليهود الاثرياء ، وتثبيت دعائم الاستيطان اليهودي وتوفير الحماية والرعاية للمستوطنين . وخلاف هذه المؤسسات السابقة الذكر كان هناك مؤسسات اخرى كان لها دور هام في الاستيطان وتكوين البنية التحتية (الاتحاد العام للعمال اليهود في فلسطين) (الهستدروت ) تاسس الاتحاد في العام 1920 من العمال اليهود المهاجرين والعاملين في الجمعيات التعاونية التي انشأت فوق أرض فلسطين وكانت مهمته ايضا خلق الاستيطان وتنشيط الهجرة واختيار المهاجرين من الشباب وتدريبهم على الزراعة لتمكينهم من جلب عائلاتهم لاحقا . وغيرها من المؤسسات مثل الكومونولث الامريكية الصهيونية ، شركة المغارس الفلسطينية و( جمعية المكابيين ) وشركة (بيزرا عيليا ) المرجع* (هند البديري) أراضي فلسطين ، القاهرة 1998 البنوك البريطانية التي كان يشكل المال اليهودي المودع بها الرسمايل البريطانية وتدار بايدي خبراء المال اليهودي شكلت هذه الرساميل حجر الاساس في تمكين الصهيونية من تحقيق حلمها هذا عدا عن الحملات الاعلامية التي قام بها (وايزمان والفرد موند واسرائيل كوهين ) في انحاء أوروبا وأمريكا وتمكنوا من جمع أموال ضخمة بهدف تحقيق حلم اليهود بالعودة الى ارض الميعاد واقامة وطن قومي في فلسطين الاستثمارات المالية فقد قام بها الاثرياء اليهود في فلسطين خاصة بعد أن استطاعت حكومة الانتداب البريطانية عبر قانون الشركات أن تفتح أبواب فلسطين على مصرعيها لعمليات النهب الرأسمالي المنظم حتى وصل عدد البنوك التي تعمل في فلسطين 106 بنكاً حتى عام 1935 منها 93 بنكاً يهودياً مسجل بموجب قانون الشركات واكبر هذه البنوك كان بنك Anglo Palestine Company ( البنك الانجليزي الفلسطيني ) (وبنك كريدي ليونيه ) هذا غير المؤسسات الصهيونية التي أوكلت مشارعيها للوكالة اليهودية لمساعدتهم في توسيع المستوطنات وجلب المزيد من اليهود وتمكينهم من الاراضي وانشاء المستوطنات الزراعية وتأمين السكن للمهاجرين بالاستيلاء على بيوت الفلسطينين العرب وقراهم بالقتل ( المجازر التي ارتكبت من أجل الترهيب والتخويف والهرب . ففي عام 1940 نشرت جريدة فلسطين العدد 873 خبر تسجيل 43 شركة لغرض شراء الاراضي في تل ابيب برأس مال يبدأ من 40 الف جنيه وفي عام 1943 ونشرت نفس الجريدة خبر آخر تشير الى أسماء هذه الشركات الخصوصية بمقتضى قانون الشركات الذي وضعته حكومة الانتداب . ومن هذا نستنتج أن الركيزة الاساسية التي تبنتها الصهيونية لإقامة كيانها العنصري بدأت بالاستيلاء على الارض للتغلغل في المجتمع الفلسطيني وفوق الارض الفلسطينية ويتماشى مع الاستيلاء على الارض الهجرة اليهودية التي تحدثت عنها في كتابي دور القنصليات الاجنبية . ولم يتوقف بيع اراضي فلسطين على ما ذكرت في الثلاث مقالات السابقة .فهذه ليست كل القصة فهناك ادوار أخرى خطيرة لشخصيات وملاك اراضي عرب ووافدين وسماسرة ساعدوا في عمليات نقل مساحات واسعة من ارض فلسطين .

انشر المقال على: