القدس المحتلة تنتفض ثأراً للطفل الشهيد أبو خضير
مواجهات غير مسبوقة وإصابات واعتقالات في معظم أحياء المدينة
في مشهد يعيد للأذهان أيام الانتفاضة المباركة الاولى عام 1987م، انتفضت القدس المحتلة بأحيائها وشوارعها ضد قوات الاحتلال الصهيوني ثأراً لخطف الطفل المقدسي محمد حسين أبو خضير، 15 عاماً، من حي شعفاط وسط القدس المحتلة خلال ذهابه لأداء صلاة الفجر بمسجد الحي، وتعذيبه وقتله والتمثيل بجثته قبل حرقها في غابة بقرية دير ياسين غربي القدس المحتلة.
وفي هذا السياق، تتواصل، حتى اللحظات، المواجهات العنيفة، وغير المسبوقة، في حي شعفاط والتي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى وفور سماع نبأ اختطاف الطفل أبو خضير.
ولفت مراسلنا في المدينة الى مشاركة شرائح المجتمع المقدسي بشعفاط في المواجهات التي تعبر عن غضبهم الشديد، تم خلالها مهاجمة محطة للقطار الخفيف والقبض على عدد من عناصر الوحدات الخاصة بقوات الاحتلال وضربها بعنف، فضلاً عن إغلاق الشارع الرئيسي الذي يمتد من مركز المدينة المقدسة حتى شمالها.
ويستخدم الشبان في المواجهات "المقاليع" التي كانت سائدة إبان الانتفاضة الأولى لقذف جنود الاحتلال بالحجارة بالإضافة الى المفرقعات النارية والزجاجات الحارقة والفارغة، في حين وصلت تعزيزات عسكرية اضافية للمنطقة واعتلت عناصر من جنود الاحتلال أسطح العديد من المنازل وألقت مئات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المعدني والمطاطي بشكل عشوائي على جموع المواطنين الغاضبين مّا أوقع عشرات الإصابات؛ بعضها إصابات مباشرة استدعت نقل أصحابها للمشافي لتلقي العلاج، في حين لم يتم الوقوف على عدد وأسماء المعتقلين.
وتركزت المواجهات في محيط مسجد شعفاط الكبير وبمنطقة السهل، في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الاحتلال منطاداً رادارياً في سماء المنطقة لمراقبة الأحداث.
مواجهات في شوارع وأحياء العيسوية
وامتدت المواجهات العنيفة الى بلدة العيسوية وسط المدينة، وتدور حتى هذه الأثناء اشتباكات عنيفة من شارع لشارع ومن حي لآخر باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والغازية السامة، في حين يرد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وتحاصر آليات عسكرية وقوات معززة من جنود الاحتلال مداخل البلدة الرئيسية وتلقى مقاومة شديدة في تقدمها لشوارع وأحياء البلدة.
سلوان تعود عن هدوئها النسبي وتخوض مواجهات عنيفة مع الاحتلال
والى جنوب المسجد الاقصى المبارك، شمّر الشبان والفتيان عن سواعدهم، وعادوا بعد هدوء نسبي في بلدة سلوان، ليخوضوا مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال امتدت لمعظم الأحياء ثأراً وغضباً لاستشهاد الطفل أبو خضير والتنكيل به.
وقال مراسلنا نقلاً عن شهود عيان بأن قوات كبيرة اقتحمت البلدة من حي وادي حلوة وتعرض لها الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة والمفرقعات النارية، وسرعان ما امتدت المواجهات لأحياء البلدة: عين اللوزة، البستان، الحارة الوسطة ووادي قدوم.
وتتواجد أعداد كبيرة من قوات وآليات الاحتلال بالقرب من مدخل حي وادي حلوة بسلوان لحماية عصابات المستوطنين في البؤر الاستيطانية المختلفة التي استهدفها الشبان بقنابل "المولوتوف" وبالحجارة ونجحوا في إشعال ألسنة النيران في البؤرة الاستيطانية بحي مراغة.
مواجهات في أحياء مقدسية أخرى..
في الوقت نفسه، تشهد أحياء بيت حنينا شمال المدينة، والصوّانة قرب أسوار القدس التاريخية، والعيزرية وأبو ديس وصور باهر جنوب المدينة، وفي بلدات الرام وعناتا شمال وشمال شرق المدينة، مواجهات عنيفة ما زالت دائرة حتى الآن، أصيب خلالها عدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وباختناقات نتيجة استنشاق دخان الغازات السامة المسيلة للدموع.
حتى طواقم الاسعاف والاعلام لم تسلم من الاصابات
ولم تسلم طواقم الإسعاف المقدسية ووسائل الإعلام، وتم في هذا السياق، الاعتداء على طاقم التلفزيون الفلسطيني، وعلى طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.