القاهرة تتوسط لرأب الصدع بين قادة حماس
أمد/ القاهرة - ناصر عبدالوهاب: كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”الجريدة” الكويتية أمس عن توافد أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى القاهرة، في إطار مساعي الأخيرة لإنجاح وساطة مصرية- إخوانية لرأب الصدع بين قيادات “حماس” داخل قطاع غزة وخارجه، بعد أن وصلت العلاقة بينهم إلى ما يشبه القطيعة.
وأكدت المصادر أن الهوة اتسعت داخل الحركة بين ما يسمى “حماس” الداخل و”حماس” الخارج، خصوصا مع رفض قادة القطاع للإجراءات المصرية المشددة تجاه الأنفاق بعد حادث رفح الذي كان ضحيته 16 مجنداً مصرياً في 5 أغسطس الماضي، وذلك على عكس قيادات الخارج التي ترى ذلك حقاً للقاهرة التي تسعى إلى ضمان أمنها القومي.
وتبدي قيادة “حماس” في الداخل رفضاً للضغوط المكثفة التي تمارسها مصر على الحكومة المقالة لملاحقة التيارات السلفية التي تتهمها القاهرة بالضلوع في حادث رفح، رغم عدم وجود دلائل قوية على تورط هذه الجماعات في الحادث، حسب ما يرون.
وترفض “حماس” الداخل التعامل مع الرئيس المصري محمد مرسي، الذي لم يحقق لها ما كانت تطمح فيه من تعاون مثمر بين الجانبين، بينما ترى قيادات الخارج ضرورة مساندته بالعمل على تهدئة الأوضاع في غزة وعلى الحدود، كما ترى ضرورة مد فترة الهدنة مع إسرائيل وطرح فكرة المقاومة جانباً في الفترة الحالية.
وأكدت المصادر الفلسطينية لـ”الجريدة” أن جميع قادة “حماس” قد جاءوا إلى القاهرة وعلى رأسهم إسماعيل هنية وخليل الحية ومحمود الزهار من غزة، وكذلك قادة “حماس” في الخارج من أجل الاستماع للمحاولة المصرية لإصلاح ذات البين.
وعلمت “الجريدة” من مصدر فلسطيني مطلع أن وفداً كبيراً من “حماس” سيكتمل وصول أعضائه إلى القاهرة اليوم، من عدة عواصم عربية وإسلامية، يترأسه خالد مشعل، بينما وصل إلى القاهرة أمس رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، وذلك وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بعد توتر الأجواء في شمال سيناء.