الفلسطينيون يقتحمون «رامي ليفي»: لا لمنتجات المستوطنات
فادي أبو سعدى/ رام الله
بعدما تدارسوا بسرية تامة كيفية الرد على اعتداءات المستوطنين التي لا تتوقف ضدّ المزارعين وأراضيهم وزيتونهم، وضد المساجد والكنائس في كل مكان في الضفة الغربية المحتلة، قرر الفلسطينيون استهداف محال «رامي ليفي» الاستيطانية، من أجل إيصال رسالة واضحة إلى المستوطنين وجيش الاحتلال وحكومته، تقول إنهم لن يتوقفوا عن المقاومة بكل وسائلها وأشكالها.
وقال الناشط عبد الله أبو رحمة، من اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، «أطلقنا أسبوعاً من نشاطات المقاومة ضد المستوطنين واعتداءاتهم، فأغلقنا قبل أيام أكثر شوارع المستوطنين حيوية في الضفة الغربية، وهو الشارع الذي يُمنع الفلسطينيون من استخدامه، شارع «اللطرون ــ القدس»، المسمى عبرياً شارع 443، وأحدثنا إرباكاً غير مسبوق لهم». وأضاف «ثم بدأنا التخطيط للنشاط الثاني، وخططنا له بسرية تامة بالتواصل مع كل النشطاء الذين وصل عددهم إلى 150 ناشطاً، واخترنا الهدف أن يكون محال «رامي ليفي» الاستيطانية، وخصوصاً أنها في موسم الأعياد تشجّع الفلسطينيين على القدوم والتسوق منها، فضلاً عن أن المحال مقامة على أراض فلسطينية، ووسط مستوطنة كبيرة، وتبيع بضائع إسرائيلية ومنتجات المستوطنات».
وتابع أبو رحمة السرد فقال إن «المنطقة التي اخترنا هدفنا فيها تسمى عبرياً «شاعر بنيامين» المقامة على أراضي بلدة جبع شمالي القدس المحتلة، وفيها مركز للشرطة الاسرائيلية، ومحال المستوطن «رامي ليفي». وبما أننا نستطيع الوصول إليها بسياراتنا، قررنا أن ندخل السيارة تلو الأخرى، وبفارق زمني معقول، على أن يبقى الجميع داخل سياراتهم حتى يكتمل العدد، وبقينا حوالى نصف ساعة، قبل أن ننطلق في الوقت نفسه لضمان نجاح الخطة».
ووصف الناشط الفلسطيني «كيف انطلق الجميع من السيارات باتجاه الساحة الأمامية لمحال «رامي ليفي»، قبل الدخول إلى هذه المحال الكبيرة، رافعين الأعلام الفلسطينية، وشعارهم الرئيس: لنقاطع الاحتلال ومنتجاته. بينما لم يستطع أفراد دورية الاحتلال الوحيدة التي كانت في مركز الشرطة من ردعهم أو السيطرة عليهم، مكتفية بالاتصالات المكثفة لجلب المزيد من الدعم».
وأكد أن النشطاء «جالوا داخل صالات «ليفي» المختلفة لمدة نصف ساعة كاملة، وعلّقوا الشعارات على الثلاجات وواجهات المحال، والكاميرات، وحتى أجهزة التلفاز المعلقة في كل مكان، عن أهمية مقاطعة الاحتلال، ومنتجات المستوطنات، دون أن يتمكن أحد من السيطرة عليهم».
في هذه الأثناء، وصلت قوات كبيرة من جنود الاحتلال، وقوات الشرطة، والقوات الخاصة بالقمع، ودخلوا إلى محال «ليفي»، وأخرجوا نشطاء المقاومة الفلسطينية وأصدقاءهم من النشطاء الأجانب بالقوة إلى خارج المكان، وهنا كانت بداية الخطة الثانية والمتمثلة في إغلاق الشارع الرئيس المقابل للمحال ومركز الشرطة، لمزيد من الإرباك.
وتحدث أبو رحمة كيف أقامت قوات الاحتلال حاجزاً كبيراً على الشارع للحيلولة دون نجاح النشطاء في إغلاقه، وبدأت المواجهات بين الطرفين بإطلاق كثيف للنيران وقنابل الغاز المسيل للدموع والسام، وقنابل الصوت، في محاولة لتفريقهم، ما أدى الى إصابة 5 نشطاء، واحتجاز أربعة منهم، فيما لوحق الباقون في الجبال القريبة من جبع، لمنع وصولهم إلى منطقة «أ» الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ومحاولة اعتقالهم.
ولأن جنود الاحتلال فقدوا السيطرة فعلاً، فقد أوقف جنود حاجز جبع الأخير، قبل الوصول إلى حاجز قلنديا (مدخل مدينة رام الله)، كل المركبات القادمة من الجنوب (الخليل وبيت لحم)، ومن الشمال (نابلس ومحيطها)، وفتشوها وفتشوا ركابها تفتيشاً دقيقاً في محاولة للتعرف إلى بعض النشطاء واعتقالهم.
الموقع الاخباري العبري «واللا»، أكد أن المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب أغلقوا الطريق المؤدية إلى مركز التسوق التابع لشبكة «رامي ليفي». وأضاف أن المحتجين رفعوا الاعلام الفلسطينية في المكان، وهتفوا مطالبين بمقاطعة الشراء من مركز التسوق الإسرائيلي، والمنتجات الاسرائيلية.
وقد أعلنت اللجان الشعبية لمقاومة الجدار تنظيم سلسلة من الفعاليات التي بدأت منذ أيام وستستمر في مناطق متنوعة ومتعددة، وبطريقة شعبية، للرد على المستوطنين وإرهابهم.