الفصائل الفلسطينية تستعد للتوجه إلى القاهرة .. والفجوة واسعة حول التهدئة
تستعد وفود الفصائل الفلسطينية اليوم (السبت) وغداً، لمغادرة قطاع غزة ودول الخارج متجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة لاستكمال جولة المباحثات التي جرت قبل إجازة عيد الأضحى حول ملفات التهدئة مع إسرائيل والمصالحة الفلسطينية الداخلية رغم غياب وفد حركة فتح.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» اللندنية، فإن هناك توافقاً إيجابياً بين المسؤولين المصريين والفلسطينيين لحضور وفد من حركة فتح بالضفة الغربية سيترأسه عزام الأحمد إلى القاهرة لعقد لقاءات ثنائية، ومن ثم المشاركة باللقاءات الخاصة بالفصائل مع بعضها بعضاً، ولقاءات الفصائل مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية القائمين على تلك الملفات.
ورجحت المصادر أن يتوجه وفد حركة فتح بالفعل إلى القاهرة لعقد لقاءات ثنائية فقط مع المسؤولين المصريين، ثم اتخاذ قرار بالمشاركة من عدمها في الاجتماعات مع الفصائل، وبخاصة في ظل رفضها المشدد لأي محاولات لعقد تهدئة مع إسرائيل عبر «حماس» من دون السلطة الفلسطينية والحكومة الشرعية وإعادتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وتقول مصادر أخرى لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك فجوة في التوافق بين الفصائل على مبدأ وشروط التهدئة التي يجب أن تبرم مع إسرائيل. وبيّنت أن «الجبهة الشعبية» أبلغت «حماس» والمسؤولين المصريين رفضها التوقيع على التهدئة قبل أن يتم إنجاز ملف المصالحة، ومن ثم الحديث عن مثل هذه التهدئة.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن «الشعبية» ترفض مصطلح التهدئة أو الهدنة مع إسرائيل، وتعتبرها انحداراً خطيراً من الممكن أن يؤدي إلى سقطات سياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية. وأشارت إلى أن «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» ترفض أيضاً التوقيع على أي اتفاق تهدئة، وتعتبر ذلك خارج «أدب المقاومة» المتعارف عليه، وبخاصة في التعامل مع قوة احتلال (بالإشارة إلى إسرائيل).
وأشارت المصادر إلى أن هناك فصائل صغيرة بغزة مقربة من «حماس» ترفض وقف المسيرات والبالونات والطائرات الحارقة، وربطها بقضية التهدئة، كما تطالب بتوسيع مساحة الصيد قبالة سواحل غزة إلى 20 ميلاً بحرياً كما ينص اتفاق أوسلو؛ وهو الأمر المتوقع أن ترفضه إسرائيل بشكل نهائي دون أي نقاش حوله.
ورجحت المصادر، أنه في ظل هذه الخلافات مع بعض فصائل رئيسية تعتبر حليفة لـ«حماس» في بعض الأحيان، ومنها «الجبهة الشعبية»، قد يدفع لتأجيل التوقيع على اتفاق تهدئة مع إسرائيل إلى فترة جديدة من بعد عيد الأضحى.
ومنذ بداية المباحثات التي جرت في القاهرة مؤخراً ترفض حركة فتح المشاركة، وتعتبر ما يجري جزءاً من محاولات فصل غزة عن الضفة الغربية.
ويبدو أن حركة حماس تعيش في وسط مرحلة صعبة سياسياً، ما بين التعامل مع مطالب حركة فتح من جهة، والفصائل الفلسطينية الأخرى من جهة أخرى.
ورغم التفاؤل الذي أبداه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال خطبة صلاة العيد يوم الثلاثاء الماضي من قبل انهيار الحصار، في إطار ما جرى في القاهرة، فإن صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة، أبدى تشاؤمه.