العمليات الفردية تؤكد صحة طريق الثورة
محمد محفوظ جابر
إن العمليات الفردية الفدائية هي دلالة على ايمان كل فرد من ابناء الشعب الفلسطيني بأن الحل الأمثل لكنس الاحتلال الصهيوني من الاراضي المحتلة هو المقاومة، وهذا نفسه هو طريق الثورة. ولا بد من الاشارة هنا الى عمليات ينفذها فرد واحد، كجزء من عمل مقاوم جماعي لا يعرف عنه احد سوى من نظمه، مما يشكل حماية له وضمانا لنجاح العمل السري. هذه ليست دعوة للعمل الفردي النضالي، بل هي تأكيد على أهمية العمل الفردي النضالي ودوره في مسيرة الثورة، فهو قبل كل شيء شرارة العمل الجماعي المنظم، لأن " التراكمات الكمية للعمليات الفردية المقاومة، ستؤدي حتما الى تغيرات نوعية في المجتمع لصالح الثورة". اولا: ان هذه العمليات تؤدي الى ازدياد التفاعل في المجتمع الفلسطيني مع الابطال الذين ينفذون العمليات الفردية ضمن شجاعة مميزة، منها مواجهة الجندي الصهيوني المسلح بسلاح متطور، وجها لوجه بسكين او مخرز، او القاء الحجارة والمولوتوف الحارقة على دورية عسكرية، وصولا الى اطلاق النار وسط شوارع مدن العدو رغم كل الاحتياطات الامنية والتفاخر بأمنهم. وهنا نجد التفاف الجماهير حول اسرة البطل ودعمهم لها سواء تم اعتقال المنفذ او استشهاده. ثانيا: ان الاعمال المقاومة الفردية تخلق القدوة الذي يصبح الروح في جسد الأخرين فيسعون الى الاقتداء به، مما يضاعف من عدد العمليات والتي تعطي القوة للثورة وتهدد وجود الاحتلال. كما انها تعطي الفرصة لفصائل المقاومة لإعادة ترتيب اوضاعها التنظيمية وخلاياها الفاعلة ، نظرا لتعرضا للاعتقالات بسبب معرفة العدو اسماء المكشوفين منهم وشدة المراقبة لتحركاتهم، او وقوع احد الاعضاء الفاعلين بين يدي العدو بالصدفة او بالتنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية. ثالث: ان هذه العمليات تلقى استقبالا حارا من الجماهير العربية، وتعطيها دعما في رفض التطبيع الرسمي العربي، وتعتبر هذه العمليات رافعة للنهوض الجماهيري العربي. رابعا: ان العمل النضالي الفردي يخلق الذعر في الجبهة الداخلية للعدو فما ان يشهر البطل سكينه او سلاحه، حتى نجدهم يفرون من امامه، علما بأنهم مجتمع عسكري وما ان يبلغ الواحد منهم 18 عاما( ذكر ام انثى) حتى يتم تجنيده بل انهم يدربون اطفالهم على السلاح. وقد شوهدوا على شاشات الفضائيات يفرون والخوف يسيطر عليهم وهم بالعشرات امام فرد واحد فلسطيني بينما آلاف الجنود يحاولون الوصول اليه، هل بعد تلك المشاهد يستطيع احد نفي اهمية العمل الفردي. كما انها رسالة للمستوطنين ان قياداتهم السياسية والعسكرية والأمنية لم تستطع حماية سكان المدن فكيف ستحمي سكان المستوطنات. وحتى لا يكبر احد حجره فلا يصيب، وحتى لا يقلل احد من قيمة الحجر فيخيب ، نقول ان العدو يعتقل حتى الطفل الفلسطيني صغير السن بين الخامسة والسابعة من عمره، ويحكم عليه بالحبس المنزلي داخل بيوت اهاليهم ويمنعوهم من الخروج، لأنهم يلقون الحجارة على الجنود دون خوف منهم. ولا بد من الاشارة الى الارباك الأمني للعدو بالعمل الفردي، فقد خرج عن طوره فأكثر من الاجتماعات القيادية التي تجمع السياسيين والعسكريين والأمنيين لكي يصل الى سؤال: ما العمل لمواجهة هذه العمليات؟ لكنه لم يصل الى نتيجة علمية ولن يصل، لماذا؟ لأن الذين يمارسون العمل الفردي لا احد يملك معلومات عنهم، لا الاجهزة المخابراتية ولا الاستخبارات العسكرية لديهم ولا أمن السلطة الفلسطينية ولا العملاء، ولذلك فإنه يخترق كل اسوار الأمن دون أن يعلم به احد، سوى نفسه او مسؤوله الخفي ان وجد، ولذلك غالبا ما يحقق النجاح.