الجمعة 29-11-2024

العلاقات "المصرية الإسرائيلية".. عودة إلى العلن

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

العلاقات "المصرية الإسرائيلية".. عودة إلى العلن

صرّح سفير الاحتلال في مصر "حاييم كورين" مساء الأحد 28 فبراير، في لقاء هاتفي من القاهرة مع القناة العبرية العاشرة، أن تعاوناً أمنياً واسع النطاق يدور من وراء الكواليس بين الاحتلال ومصر، بعد تقلّد عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة.
وأشار "كورين" إلى أنه التقى الرئيس المصري السيسي عدة مرات منذ تقلّده منصب الرئاسة، إذ قال "التقيت السيسي، كما وألتقي بشكل دوري ثابت مع رجالات الحكم المصري، بإمكاني القول إن العلاقات مع مصر هي جيدة جداً."
وفي تعليقه بشأن تفجير وردم الأنفاق من جهة قطاع غزة، قال "للدولتين قاسم مشترك هو مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وحماس."
وعن لقائه عضو البرلمان المصري "توفيق عكاشة"، وتعقيباً على إلقاء الحذاء على الأخير في قاعة مجلس النواب من النائب كمال أحمد، قال "تحدّثت معه بعد أن ألقي الحذاء نحوه، وهو لا يزال متمسكاً بموقفه، وسنلتقي مجدداً في المستقبل القريب."
وعلّق النائب أحمد على الحادثة، أنه غير نادم على ضرب عكاشة، بغض النظر عن العواقب، حيث اعتبر استقبال عكاشة لسفير الكيان الصهيوني، إهانة لدماء الشهداء وعار على الجميع، وأضاف أن هذه رسالة لنتنياهو و"كنيست" الاحتلال.
وكان النائب في مجلس النواب المصري توفيق عكاشة، قد استقبل بتاريخ 24 من شهر فبراير الجاري، السفير "كورين"، في منزله بالقاهرة. وعلّقت سفارة الكيان في بيان نشرته على صفحتها غداة المقابلة "إن اللقاء كان ناجحاً جداً واستمر لأكثر من ثلاث ساعات"، موضحةً أن الجانبين اتفقا على مواصلة اللقاءات واستمرار التعاون المشترك.

ومن جهته، قال عكاشة في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" الخاصة في 25 فبراير، "اتفقنا على أن تقوم إسرائيل بدور حاسم في مسألة سد النهضة الذي تبنيه اثيوبيا على نهر النيل، والذي تخشى مصر من أن يؤدي إلى تقليل حصتها من مياه النهر
وأوضحت وسائل إعلام الاحتلال أن التقارب الآخذ بالازدياد بين الجانبين يترجم بأعلى المستويات عبر مكالمة هاتفية تجري بين نتنياهو والسيسي مرة كل أسبوعين.
وكانت قد نشرت صحيفة "الأخبار اللبنانية" في مطلع شهر فبراير الجاري، تقريراً حول تقارب سياسي "مصري – إسرائيلي"، سيخرج إلى العلن خلال الفترة المقبلة، مرهون بعدة تحركات من الاحتلال على الأرض، وخاصةً في الملف الفلسطيني، بينما يجري ترتيب استقبال لرئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في القاهرة، في زيارة ستكون الأولى منذ إطاحة نظام الرئيس الأسبق مبارك، في ثورة 25 يناير.
وصرّح وزير الطاقة لدى الاحتلال "يوفال شتاينتس" بتاريخ 6 فبراير، أن الرئيس السيسي قام بغمر بعض الأنفاق على الحدود مع غزة بناءً على طلب الاحتلال، مضيفاً أن التنسيق الأمني بين البلدين أفضل من أي وقت مضى، وأن "بإمكان الإسرائيليين الاطمئنان حيال التهديد الذي تشكله الأنفاق."
وفيما بعد، نشرت صحف عبرية بتاريخ 16 فبراير، أن مصر ألغت زيارة "نتنياهو" التي كانت مقررة إلى القاهرة، بسبب تصريح "شتاينتس"، وذكر مصدر تابع للاحتلال في ذلك الوقت "الأمر جاء بعدما كان رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد، على وشك إنهاء الترتيبات لعقد لقاء بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة قريباً."
وذكرت "الأخبار اللبنانية" في تقريرها، أن مسؤولين من وزارة خارجية الاحتلال زاروا القاهرة في إطار اتفاق يتم بمقتضاه تنازل شركة الكهرباء "الإسرائيلية" عن قيمة التعويض المالي الذي حصلت عليه أمام التحكيم الدولي، في مقابل تعزيز استيراد الغاز "الإسرائيلي" وتصديره عبر الموانئ المصرية لأوروبا، وكسب موقف محتمل من الاحتلال بشأن الموقف الاثيوبي فيما يتعلق ببناء سد النهضة، بالإضافة لتفاصيل أخرى.
وطلبت الخارجية المصرية من الرئاسة في ذلك الوقت، إعطاء تلميحات لوسائل الإعلام تكون مرتبطة بالتمهيد لخطوات التقارب "الإسرائيلي – المصري" وإبراز أهميتها في استعادة مصر مكانتها الإقليمية، التي اعتبرتها الخارجية المصرية، قد تأثرت بأحداث ثورة 25 يناير.
وفي تسريبات عن تقرير رفعته الخارجية المصرية للرئاسة، ان الظروف الحالية تفرض على مصر التعامل بنظرة مختلفة مع الكيان الصهيوني، وخاصةً بعدما أبدت تل ابيب "تعاوناً غير مسبوق" على مستوى الاستخبارات وتبادل المعلومات في سيناء، ما سهّل من عملية ملاحقة العناصر المسلحة في شمال سيناء.
والتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، بتاريخ 10 فبراير الجاري، في واشنطن، بقيادات المنظمات اليهودية الأمريكية، تم خلال اللقاء مناقشة العديد من الملفات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين الطرفين، وفي 11 من فبراير، التقى السيسي في القاهرة مع وفد يضم رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية، وأكد خلال اللقاء على أهمية دفع العملية السلمية بين الاحتلال والفلسطينيين، لإنهاء الصراع، وإتاحة المجال أمام دول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي تصريحات للسفير "كورين"، بتاريخ 25 فبراير الجاري، أن "تل ابيب تحترم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنه رئيس منفتح يريد الاستقرار للمنطقة، وهو يدرك جيداً أن معالم الشرق الأوسط تغيرت، ويفهم ما تمر به مصر وإسرائيل."
وأكد "كورين" أن بإمكان الطرفين معاً أن يثبتا إمكانية أن يكونا جارين جيدين، وشدّد في تصريحاته على ضرورة أن يتجاوز التعاون بين البلدين الجانب الأمني إلى إنشاء "علاقات اقتصادية وثقافية، وأيضاً علاقات استثمار مع رجال الأعمال المصريين"، ويرى أنه يجب زرع هذا الفكر لدى الصغار في المدرسة، وأن من المهم إدخال اتفاقية "كامب ديفيد" في المناهج المدرسية.

يذكر أن السفير المصري الجديد لدى دولة الاحتلال حازم خيرت، قدّم أوراق اعتماده الرسمية للرئيس "الإسرائيلي" رؤوفين ريفلين، قبل أيام، في مقر "رؤساء إسرائيل" بالقدس المحتلة، ويعتبر خيرت أول سفير مصري يباشر عمله لدى الاحتلال منذ ثلاث سنوات.

انشر المقال على: