الأحد 24-11-2024

الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، تأليف المؤرخ الأمريكي نورتن ميزفنسكي

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة
المؤلف: البروفيسور نورتن ميزفنسكي
ترجمة إسماعيل محمود الفقعاوي
محاضرة القاها نورتن ميزفنسكي في معهد الباحثين في صيف 2012، الذي عقده المعهد الدولي للفكر الإسلامي (IIIT) في هيرندن، فرجينيا بتاريه 12 يونية 2012.
المؤلف في أسطر: هو أستاذ شرف في التاريخ (متقاعد) في جامعة كونيكتكت، ومؤلف كتب في التاريخ. الكاتب يهودي الديانة مناهض للصهيونية ومؤازر للشعب الفلسطيني في حق عودة مهجريه بالقوة عام 1948 هم وأحفادهم إلى قراهم وبيوتهم وبيارتهم التي طُردوا منها ومنادٍ بإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية الموحدة لكل ساكنيها مسلمين ومسيحين ويهود، كل عليه حقوق وواجبات كما ينص عليها القانون والجميع له حق الانتخاب الحر. كان قد الف مع الكاتب الإنساني اليهودي (الإسرائيلي) إسرائيل شاحاك رحمه الله كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل، الكتاب الذي احدث ضجة حين صدوره ولا زال، وقد قام المترجم بترجمة هذا الكتاب ونشره، وقد عاقبته إدراة وكالة الغوث الدولية على ترجمة هذا الكتاب ونشره والحديث تلفزيونياً عنه كون المترجم كان مفتشأ للغة الإنجليزية يعمل تحت إدراة وكالة الغوث الدولية حين النشر والآن هو متقاعد. لقد قابل نورتن الكثير من القيادات الإسلامية والوطنية في العالم العربي أمثال خالد مشغل وغيره. وقد زار مصر من ضمن زياراته للدول العربية. المؤرخ نورتن ميزفنسكي ممنوع من القدوم إلى إسرائيل حيث يعتبرونه شخصية غير مرغوب فيها، كما كتاب يهود غير صهيونيين آخرين.
الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة.
إنني لسعيد أن أكون هنا معكم في معهد الباحثين الصيفي IIIT المثير للإعجاب هذا. كلي أمل أنني سأقدم مساهمة صغيرة، إيجابية لتداولاتكم. إن موضوعي، شبهاً لموضوع العرض السابق، قائم بالتأكيد على الإيمان الديني. ومع ذلك، إن موضوعي ليس موجهاً نحو تحقيق السلام. وتشكل الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية والصهاينة المسيحون الأفنجليكان تهديداً كبيراً لمجتمعنا ولكثير من العالم فيما وراء ذلك. وهنا نقطتين كبريين لصياغتهما في هذا الشأن: 1) تأكيد الصهيونية المسيحية على دولة إسرائيل واليهود و 2) عداء الصهيونية المسيحية الموجه ضد ليس العرب ولكن أيضاً الإسلام والمسلمين. وهاتان النقطتان متصلتان ببعضهما وتتداخلان لكن تحتاجان أيضاً لتحليلهما بانفصال عن بعضهما. وانا سأركز على كل نقطة منهما بالترتيب.
وكما هو ضروري عادة، نحتاج أن نبدأ بتعريف المصطلحات. فالصهيونية المسيحية، المعرَّفة بشكل عام، ليست مقصورة على الأفنجليكان. فقسس وقادة شعبويون وتجمعات تعبدية لكثير ممن يسمون بكنائس التيار العام تستحق أن تُسمى صهيونية مسيحية؛ فهم يؤمنون ويدافعون عن أن الصهيونية السياسية لشخصية دولة إسرائيل هي شرعية وأخلاقية ومخولة ومأصلة من قبل الكتاب المقدس ويجب أن يتم دعمها والحفاظ عليها. إن هؤلاء الصهاينة المسيحيون من التيار العام يختلفون من واحد لآخر في تصوراتهم للإسلام والمسلمين. وبؤرة حديثي، مع ذلك، ليست على هؤلاء صهاينة التيار العام المسيحيين ولكن عوضاً عن ذلك يتركز حديثي على الصهانية المسيحيين الأفنجليكان.
ليس كل أفنجليكانيي الولايات المتحدة الأمريكية صهاينة مسيحيين. فبعض الأفنجليكان، أمثال الزعيم والمتكلم البارز توني كومبولو، عارض علانية اللاهوت الصهيوني المسيحي. إن الغالبية الأكبر من زعماء المسيحية الأفنجليكانية واتباعهم في الولايات المتحدة، مع ذلك، هم صهيونيون مسيحيون. وإنه لمن الصعب في 2012 التقدير بدقة للعدد الفعلي للصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان في الولايات المتحدة. فالكاهن جيري فالويل، أحد الزعماء الصهاينة المسيحيين الأفنجليكان الأكثر شهرة، قبل وفاته، تفاخر وبمبالغة قائلاً أن عدد الصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان في الولايات المتحدة يُحصى بمائة مليون شخص؛ وذاك الرقم مبالغة. إن الرقم في 2012، مُحدداً من تقديرات لمصادر ودراسات عديدة، هو بدلاً من ذلك يتراوح حول الخمسين مليون. ومن الواضح، أن العدد كبير بشكل كافٍ ليبين أهميته.
إن الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية صورة واحدة من صور الأصولية المسيحية. فالصهاينة المسيحون يؤمنون أن نصوص العهد القديم والعهد الجديد هي كلمة الله الموحاة حرفياً. وبتعبير مختصر، الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية حركة داخل الأصولية البروتستانتية التي ترى دولة إسرائل الحديثة تحقق للنبوءة التوراتية وهكذا تستحق الدعم المالي والسياسي والديني. إن الصهاينة المسيحيين يعملون بشكل وثيق مع الحكومة الإسرائيلية وكذلك أيضاً مع المنظمات الصهيونية اليهودية الدينية والعلمانية.
نشأت الصهيونية المسيحية من نظام لاهوتي معين يُدعي التقديرية الإلهية1 لما قبل الألفية2. وقد أصبحت عقائدها واضحة خلال أوائل القرن التاسع عشر في إنجلترا عندما كان هناك تدفق للعقائد الألفية تالياً للعام 1800. فمواعظ وكتابات رجال الدين الأيرلندي جون نيلسون ديربي (1800-1882) والأسكتلندي إدوارد إرفنج أكدت على التحقق الحرفي والمستقبلي للتعاليم مثل الصعود الجذل3 وظهور عدو المسيح ومعركة هرمجدون4 والدور المركزي لإحياء دولة إسرائيل. لقد اصبحت تعاليم ديربي ملمحاً محورياً لوعاظ بارزين كثر للفترات ما بين 1880-1900، بضمنهم الأفنجليكانيان دويت ل. مودي وبل سندي؛ ووعاظ بريسبريتانيين أمثال الكاهن جيمس بروكس؛ وواعظ راديو فلادلفيا، هاولد ب. آيرونسايد؛ وسيروس أي. سكوفيلد. عندما طبق سكوفيلد تعاليم ديربي بشأن الروح وعلاقتها بالموت وحساب الآخرة على الكتاب المقدس [بشقيه العهد القديم والعهد الجديد–المترجم]، كانت النتيجة ملخص لتدوينات ملحقة من التقديرية الإلهية لما قبل الألفية على نص الكتاب المقدس، عُرفت بإنجيل سكوفيلد. وأصبح إنجيل سكوفيلد بالتدريج النسخة الوحيدة المستخدمة من قبل معظم المسيحيين الأفنجليكان والأصوليين لطوال القرن التالي.
إن الما-قبل الألفية هي لاهوت مسيحي التي ربما قد تكون قديمة قدم المسيحية نفسها. إنها ضاربة الجذورة في فكر هلاك آخر الزمان اليهودي ويعتقد عموماً أن المسيح سيعود إلى الأرض قبل إقامته مملكة ألفية بمعنى الكلمة تحت سيادته. وأضاف ديربي عناصر مميزة من "الصعود الجذل" للمسيحي الحقيقي المولود مجدداً قبل عودة المسيح، وقد فسر كل النصوص النبوئية الكبري بفهم تنبؤي مستقبلي. وأيضاً ميز تاريخ العالم بحسب فترات معينة أصطلح عليها "التقديريات"، التي عملت على إرشاد المؤمنين لكيف عليهم أن يُصرِّفوا أنفسهم. وفي هذا الشأن، يبدأ تحقيق العلامات النبوئية المهمات المركزية للتفسير الأفنجليكاني المسيحي.
لقد دعمت الصهيونية المسيحية في القرون التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين مطالبات الصهيونية السياسية اليهودية المتطرفة غير القابلة للمساومة في وجهة نظرهم، بما في ذلك سيادة إسرائيل على كل فلسطين التاريخية والقدس بضمنها. فدولة إسرائيل الحديثة يُنظر اليها على أنها تحقق للكتب المقدسة النبؤئية وكواحدة من المراحل الضرورية سابقة للمجيء الثاني للمسيح. والصهيونية المسيحية تؤكد بدون شك أن اليهود يحتاجون ويجب أن يسيطروا على الأراضي المقدسة قبل المجيء الثاني لعيسى المسيح.
يعتقد الصهيونيون المسيحيون ويصرحون بدون مراوغة أن هرمجدون "ام جميع المحارق"، سوف تحدث قبل المجيء الثاني. وخلال هرمجدون فقط المؤمنون الحقيقيون في الكلمة الإلهية مثل الأتباع الحقيقيين للمسيح بضمنهم 144 الف يهودي، الذين تحولوا إلى المسيحية، سيتم تصعيدهم تصعيداً جذلاً في الهواء. وسيهلك أناس آخرون لاتباعهم عدو المسيح. واستناداً إلى جون هاجي، الذي هو ربما القس الصهيوني المسيحي الكبير، مع ذلك، سيتم انقاذ اليهود كفئة منفصلة. فالله، بحسب هاجي، سيسمح لليهود، كشعب خاص، بالنجاة من هرمجدون. ويؤكد هاجي أن اليهود سيقبلون عيسى على أنه المسيح ومخلصهم الحقيقي فقط بعد عودته وظهوره امام.
يؤمن الصهيونيون المسيحيون أنهم يحتاجون أن يقدموا دعماً كاملاً للدولة اليهودية الصهيونية الحالية؛ إنهم يؤمنون أنهم بحاجة لعمل أي شي يستطيعونه لدعم اليهود الإسرائيليين ضد شعوب وحكومات الدول-القومية العربية والفلسطينيين. ويؤمن الصهيونيون المسيحيون الأفنجليكان أن الأراضي المقدسة يجب أن يسيطر عليها اليهود، الذين يجب ان يكونون هم أغلبية السكان على الأقل قبل مجيء المسيح الثاني. وبعض الصهيونيين المسيحيين أكثر تطرفاً ويعتقدون، كما أبلغني واحد منهم منذ ثلاث سنوات قائلاً: "يجب ان يملك اليهود كل الأرض الموعودة من قبل الله قبل عودة المسيح. على العرب ان يغادروا، لأن هذه الأرض تخص اليهود فقط."
خلال الخمس والثلاثين سنة السابقة، طور زعماء صهيونيون مع عدد كبير من أتباعهم من خلفهم واحدة من أكثر اللوبيات قوة وتأثيراً في الولايات المتحدة. فقد فرض هذا اللوبي ولازال يفرض، على الأقل تأثيراً سياسياً كبيراً في واشنطن وعبر الولايات المتحدة كلها كما يفعل اللوبي الإسرائيلي الراسخ بدرجة كبيرة، والمكون من اليهود. إن اللوبي الصهيوني المسيحي، معادٍ، أكثر بكثير من لوبي إسرائيل، للمسلمين والإسلام طالما انهما عدوان لإسرائيل واليهود والمسيحيين. وبعد مناقشة موقف الصهيونية المسيحية فيما يخص إسرائيل واليهود، سأناقش وجهات نظر الصهيونية المسيحة للإسلام والمسلمين. لقد بدأت حكومة إسرائيل عند وقت توقيع اتفاقية كامب ديفيد عامي 1978-1979، العمل بشكل وثيق مع الصهيونيين المسيحيين الافنجليكان في الولايات المتحدة.
في العام 1978، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بيجن الكاهن جيري فالويل لزيارة إسرئيل، وفي السنة التالية، 1979، حكومة بيجن منحت فالويل هدية – طائرة لير المصنعة لرجال الأعمال. بدأ بيجن العمل مع فالويل في الوقت بالضبط الذي راح الصهيونيون المسيحيون في الولايات المتحدة يبدأون عملاً سياسياً جاداً. في نفس العام ذاك، 1979، كون فالويل الغالبية الأخلاقية، المنظمة التي غيرت إلى مدى هام المشهد السياسي في الولايات المتحدة. وعلى مدار عشرين سنة مضت، صرح إد مكيفير، المعتبر من قبل أناس كثر على أنه عراب اليمين الديني في الولايات المتحدة، صرح في مقابلة ستين دقيقة على تلفزيون CBS بأن أمريكا عموماً وحكومة الولايات المتحدة خاصة احتاجت أن تدرك أن "كل حبة رمل بين البحر الميت، ونهر الأردن والبحر المتوسط تخص اليهود.
ليس هناك من سر حول التأثير السياسي للوبي الصهيوني المسيحي في الولايات المتحدة. فبشكل نموذجي، عكيفا الدار، أحد معلقي إسرائيل السياسيين الأكثر بروزاً، ادعى في 6 يونية 2003 على برنامج بل موير التلفزيوني الآن: "إن الأمر الأهم أنهم (الصهاينة المسيحيون) يملكون تأثيراً كبيراً جداً في واشنطن، أي انهم مؤثرين جداً في البيت الأبيض والكونجرس." والبروفيسور تسيفن زيونس، المؤرخ الأمريكي المميز، لاحظ في مقالته، المنشورة في السياسة الخارجية في البؤرة، في يونيه 2004؛ "يبدو أن الصهيونيين المسيحيين عند هذه الوقت أكثر أهمية في تشكيل سياسة الولايات المتحدة نحو إسرائيل من مما يشكله الصهيونيون اليهود." زيونس قد ثلاثة امثلة ليوثق موقفه:
1) بعد إدانة إدارة بوش الأولية لمحاولة الاغتيال الفاشلة، للإسلامي الفلسطيني المناضل، عبد العزيز الرنتيسي، في يونية 2003، حشد الصهيونيون المسيحيون وأقنعوا ناخبين لإرسال آلاف الرسائل الاليكترونية إلى البيت الأبيض محتجين على الانتقاد. لقد احتوت تلك الرسائل الاليكترونية عنصراً أساسياً بالتهديد بالبقاء في البيوت يوم الانتخابات. وخلال اربع وعشرين ساعة، كان هناك تغير ملحوظ في لهجة الرئيس. في الواقع، عندما وقع الرنتيسي ضحية للاغتيال الإسرائيلي الناجح في إبريل 2004، الإدارة – كما فعلت مع اغتيال قائد حماس الشيخ احمد ياسين، في الشهر السابق لاغتيال الرنتيسي – دافعت عن العمل الإسرائيلي.
2) عندما أصرت إدارة بوش على إسرائيل وقف هجومها في إبريل 2002 على الضفة الغربية، تلقى البيت الأبيض 100.000 رسالة اليكترونية من الصهيونيين المسيحيين احتجاجاً على انتقادها للهجوم. فعلى الفور تقريباً، عاد الرئيس بوش إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وبشأن اعتراض وزارة الخارجية، تبني الكونجرس المقود بالجمهوريين قرارات تدعم اجراءات اسرائيل ولائماً العنف المقصور كلياً على الفلسطينيين.
3) عندما أعلن الرئيس بوش دعمه لخارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، تلقى البيت الأبيض أكثر من 50.000 بطاقة على مدار الأسبوعين التاليين من الصهيونيين المسيحيين يعارضون أي خطة تدعو لإقامة دولة فلسطينية. فتراجعت الإدارة أدراجها سريعاً، وخارطة الطريق الممدوحة بشدة ذات مرة ماتت جوهرياً.
إن تأثير الصهيونية المسيحية في سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط، خاصة فيما يخص إسرائيل والفلسطينيين، منذ وقت إدارة جورج دبليو بوش إلى الوقت الحاضر يمكن إثباتهما بالوثائق.
إن الدعم الصهيوني المسيحي المالي للتوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية كان ولا يزال ضخماً, وربما أن المقدار الإجمالي بالضبط لايزال غير معروف بعد، ولكن الإجمالي بوضوح يترواح بالملايين الكثيرة من الدولارات.
وليس مما يثير الدهشة أن الدعم العام في الولايات المتحدة للصهيونية المسيحية قد نما بشكل متواصل في العقود الأربعة المنصرمة. فهذا واضح جيداً من خلال المبيعات التي لا تُحصى للروايات، المتبنية للصهيونية المسيحية. فرواية الأرض الكوكب العظيم الراحل، التي كتبها هال ليندسي وكارول سي. كاريسون، المنشورة عام 1970، كانت الأولى من هذه الروايات الأفضل مبيعاً. فقد بيع أكثر من 26 مليون نسخة من هذه الرواية وحدها بحلول 1990؛ وتضاعف الرقم تقريباً مذ ذاك. إن الأرض الكوكب العظيم الراحل تنبأت أن هرمجدون، والصعود الجذل وإقامة مملكة عيسى المسيح على الأرض ستحدث سريعاً. (وتم التحديد سريعاً مبدئياً على انه سيكون بحلول 1980، ولكن التوقيت مُدد بواسطة هال ليندسي.) لقد أكدت هذه الرواية على أهمية "إعادة ميلاد" إسرائيل في 1948 الذي شكل إشارة من الله لمجيء هذه الأحداث. لقد كرر ليندسي ووسع أفكاره لاحقاً في بعض الروايات الأفضل مبيعاً.
إن سلسلة المتروك في الخلف المكونة من ستة عشر رواية، التي كتبها تيم ليهاي وجيري ب. جينكينز، المنشورة بين 1995 و 2007 أيضاً باعت عشرات الملايين من النسخ بالإنجليزية؛ هذه الروايات تُرجمت ونُشرت ومن ثم بيعت في الكثير من اللغات الأخرى. إن فيديوهات وأفلام سينمائية مشتقة من هذه الروايات أُخرجت ولازالت تُشاهد. وكل مفاهيم الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية يتم شعبويتها في قصص خيالية في هذه الروايات.
إن أكثر زعماء الصهيونية المسيحية بالإضافة لدعمهم لإسرائيل قد كانوا ولازالوا حالياً متحدثين صراحة وسراً عن عدائيتهم للإسلام والمسلمين. فقد رأى المتحدثون إعلان جورج دبليو بوش "الحرب على الإرهاب" على انه أولاً حرب ليست ضد ما يسمى الأصولية الإسلامية والمتطرفين المسلمين فقط، بل عوضاً عن ذلك حرب ضد الإسلام ودين شرير وضد معتنقي الإسلام.
لقد بدأ الصهيونيون المسيحيون الأفنجليكان، منذ بداية أواسط السبعينيات، تركيز الانتباه على الإسلام ودوره المتوسع في شئون العالم. فجون ب. وولفوورد من معهد دلاس، مدفوعاً بالاعتقاد أن أوبك كانت مسئولة بدرجة كبيرة عن أزمة النفط في 1973، عكس القلق بشأن الإسلام في كتابه، هرمجدون، النفط وأزمة الشرق الأوسط، الذي باع أكثر من 750.000 نسخة. وكتَّاب صهيونيون مسيحيون آخرون راحوا سريعاً يركزون اكثر وأكثر على الإسلام. إن ثورة 1979 في إيران، كانت دافعاً إلى قلق إضافي. فقد تنباً بعض الكتَّاب أن إيران الأصولية إسلامياً سوف تلتحق بالاتحاد السوفيتي في حرب نهائية ضد إسرائيل. وحقيقة أن المسلمين الشيعة كانوا خصوماً للسوفيت بسبب غزو الاتحاد السوفيتي لإفغانستان كانت ذات أهمية ضئيلة في هذا النوع من المنطق. وما اعتبره الثصهيونيون المسيحيون كوحشية من أية الله أقنعهم ببساطة بما ستتطور إليه الأمور. ففي عام 1989، تنبأ جيم مكيفي كالعادة أن الإسلام كان أكثر خطورة مما يعتقد حينها أكثر الناس. لقد كتب: "أعلن المسلمون الحرب على الغرب والولايات المتحدة وخاصة المسيحيين."
في نفس السنة، 1989، صرح بات روبرتسن، الذي بدأ شبكة الإذاعة المسيحية (CBN) وصُوت له على أنه مذيع العام، أن إسرائيل وأمريكا هما آلياً على جانب الله ضد "الإسلام الشرير." روبرتسن ادعى هنا أنه كان يتحدث لـ 1600 مذيع راديو وتلفزيون مع جمهور متلاحم تعداده 141 مليون أو تقريباً نصف عدد سكان الولايات المتحدة الإجمالي.
إن غزو العراق للكويت، بداية أغسطس 1990، تقريباً فوراً حفز الغزو حتى أكثر القيادة الصهيونية بمبيعات متزايدة من كتب الصهيونيين المسيحيين المنشورة سابقاً. فقد احتوت هذه الكتب نبوءة توراتية لما سيصيب هذا العالم في نهاية الزمان. مثل هذه النبوءة التواراتية لم تربط فقط العراق بالهلاك الوشيك لكن وفرت أيضاً خلفية اكثر لقاعدة أعرض للعدائية للإسلام والمسلمين. فالوعاظ والمعلمون الصهيونيون المسيحيون، الذين اكدوا مثل هذه النبوءة التوراتية، فجأة ظهروا بشكل منتظم كضيوف مقابلات مجدولة في الراديو والتلفزيون في 1990 و 1991 على CNN و CBS و CBN. وكتبت النيويورك تايمز في تقرير لها عام 1991 أن القلق العام حول النبوءة التوراتية كان في "حالة انفعالية عالية." وأقنعت حرب الخليج للعام 1991 وعاظ ومعلمي الصهيونية المسيحية أن العراق كان إصحاح الوحي البابلي.
لقد وصل معظم الوعاظ والمعلمين الصهيونيين المسيحيين لاعتبار بابل السياسية (العراق) كإحياء للإمبراطورية الرومانية المعادية للمسيح واعتبار بابل الإكليريكية كالدين المرتد. فقد آمن كثيرون أن صدام حسين خطط لإعادة بناء مدينة بابل القديمة، التي إشارات إصحاح الوحي إلى بابل يجب تفسيرها حرفياً وأن بابل يجب أن يُعاد بناؤه افعليا. وكان تشارلز داير، من معهد دلاس، المدافع الرائد بالنسبة لإعادة بناء بابل؛ لقد قال أن صدام يجب ان يعيد بناء بابل كي المسيح العائد يستطيع تدميرها.
كثير من متحدثي الصهيونية المسيحية لم يعتبروا صدام حسين كعدو للمسيح أو حرب الخليج كهرمجدون. لقد كانوا مع ذلك مقتنعين ان هذا كان خطوة نحو نهاية الزمان، التي اعتقدوا أنها كانت تقترب سريعاً. وقد استخلص، كما فعل معظم متحدثي الصهيونية المسيحية الآخرون: "إن ما يرشح هو تحويل الأمم لجعلهم في المكان الصحيح" لأن الأحداث تؤدي إلى عودة المسيح.
إن تفجر حرب الخليج الثانية، التي بدأت عندما غزت الولايات المتحدة العراق في مارس 2003، ولدت ردات فعل مختلطة من الوعاظ والمعلمين والكتَّاب الصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان. فبعضهم كانوا مقيدين أكثر مما كانوا هم وزملاؤهم في 1990 بشأن العلاقات النبوئية بنهاية الزمان. وتصرف آخرون بنفس الطريقة واحياناً حتى بقوة أكثر مما هم وزملاؤهم كانوا قد تصرفوا سابقاً.
مايكل إيفانز، في كتابه، فيما هو أبعد من العراق: الخطوة التالية (2003)، أصر أن العراق والإسلام والمسلمين ممثلي الزمن الراهن لقوى الشيطان، وكما أمر الله، يجب أن يُسحقوا. فهم يُزعم ارتباطهم ببابل القديمة، المدينة العظيمة ذات مرة التي تحولت إلى شر ومن هنا تم تدميرها. لقد كان غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بالنسبة لإيفانز مقدمة لمجيء هرمجدون، ام المحارق جميعاً.
في كتابه، ركز أيفانز حتى بعمق أكثر على العرب والمسلمين. فقد قال أنهم يجب أن يُذلوا ويُخضعوا قبل سحقهم وقتلهم اخيراً, وقد افتبس من الكتاب المقدي وقال أن الله بارك إسحق وأحفاده، اليهود، لكنه كان له خطة مختلفة بالنسبة للعرب، أحفاد إسماعيل، ابن إبراهيم الآخر, واقتبس إيفانز وصف الكتاب المقدس لإسماعيل كـ "رجل وحشي" يده سترفع ضد كل الأشخاص, ودعى إيفانز محمد "الإرهابي الأول" طرد وقتل اليهود بسبب عدم إيمانهم به وبسبب تفريخه الإرهابيين المسلمين مع الإسلام, فالإرهات، كما ادعى إيفانز في كتابه، نتيجة منطقية للإسلام, لقد قال أن القذافي والخميني وبن لادن وحسين في الأيام المعاصرة هم اتباع محمد والإسلام, فمن زاوية نظر إيفانز، كان الإسلام ولايزال "تجلٍ حاقد لدين حُمل به في قعر الجحيم", لقد ساوى إيفانز الإسلام بعدو المسيح، الذي على جميع المسيحيين محاربته بكل الموارد التي تحت تصرفهم.
مايكل إيفانز متحدث صهيوني مسيحي بارز بشكل واسع. فهو ليس فقط مؤلف ذي افضل مبيعات؛ هو كما ظهر على BBC وعلى برامج شبكة تلفزيون الولايات المتحدة الكبرى ونشر مقالات في الوول ستريت جورنال و الجيروساليم بوست. لقد أنشأ فريق صلاة القدس، الذي ضم عند تنصيبه صهيونيين مسيحيين بارزين آخرين، أمثال، فرانكليم جراهام وبات روبرتسن وجيري فالويلو كذلك أيضاً نائب الولايات المتحدة ديك أرمي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو. إيفانز تلقى منحة السفير من الحكومة الإسرائيلية وصار صديق حميم ومستشار للعديد من رؤساء وزراء إسرائيل ورؤساء بلدية القدس. إن غلاف كتاب إيفانز فيما ابعد من العراق: الخطوة التالية – نبوءة قديمة تحطم مؤامرة الوقت الحديث مقتبس من بنيامين نتنياهو يمتدحه لكونه "بين بشكل متماسك الوضوح الأخلاقي الضروري للدفاع عن إسرائيل من أكاذيب وتشويهات أعدائها."
لقد ردد زعماء صهيونيون مسيحيون أفنجليكان كبار آخرون كثر الأفكار التي عبر عنها إيفانز. فهم عادة قد استخدموا المصطلح "الإسلام المحارب" بشكل سلبي ليصوروا الإسلام عموماً. فجون هاجي، مؤسس الكنيسة المركزية في سان انطونيو، تكساس، أكد بشكل متكرر في الخطب والكتابة الصلات المزعومة بين بابل القديمة والعراق والإسلام. إن هاجي، الذي بحلول نهاية القرن العشرين، كما قيل سابقاً، أصبح الزعيم الصهيوني المسيحي الأكثر تأثيراً، أكد، لليوم، بشكل متواصل في كتبه ومقالاته ومقابلاته في الراديو والتفزيون أن الإسلام دين شرير وخطير وأن المسلمين المحاربين ملتزمون بشن حرب مقدسة في الشرق الأوسط وعبر العالم كله ضد الأعداء غير المسلمين. هدف المسلمين، استناداً إلى هاجي، توسيع الإمبراطورية الدينية-السياسية الإسلامية لإزالة جميع الأعداء. وهاجي أكد بشكل مستمر أن الهدف الإسلامي الانتصار على جميع الأديان. إنه يستمر في التأكيد كتابة وشفوياً أن القرآن يفرض قتل المسيحيين واليهود. لقد قال هذا في راديو الرأي العام الوطني وفي مُذَاعات وخطب أخرى عديدة.
هاجي، مع نفس خط زعماء صهيونيين مسيحيين آخرين، انتقد الإسلام والمسلمين والعرب بشدة وبشكل خاص بسبب استهداف ومهاجمة اليهود واليهودية. ففي كتابه، بداية النهاية (1990)، هاجي اكد بشكل دائم: "الصراع بين العرب واليهود يصل إلى ماهو اعمق من نزاعات حول الأرض. إنه لاهوتي. إنه اليهودية في مواجهة الإسلام." فأصل الصراع، حسب هاجي، المنافسة التوراتية بين اسحق وإسماعيل. هذه المنافسة تمتد بشكل مزعوم إلى درجة أن الإسلاميين المحاربين يكرهون ويودون قتل الشعب اليهودي. يعتبر هاجي حماس وإيران القائدتين في هذه المحاولة لقتل اليهود، ويرى روسيا المولودة مجدداً تتآمر مع الإسلام في حملة ضد دولة إسرائيل والغرب. ويعتقد هاجي أن الصهيونيين المسيحيين مجبورون على دعم والدفاع عن دولة إسرائيل واليهود ضد هجوم الإسلام والمسلمين الضاري.
مرة وأخرى، اكد الصهيونيون المسيحيون أن دولة إسرائيل تقف كقلعة يهودية-مسيحية، محاطة بدول-قومية إسلامية ومهددة بإرهاب المسلمين. من زاوية نظر الصهيونيين المسيحيين، تظل إسرائيل قاعدة امامية هامة للغرب في صراع الحضارات لما بعد الحرب الباردة. لقد تفجرت العدوانية ضد الإسلام بعد 11 سبتمبر 2001. بالنسبة للمسيحيين الأفنجليكان عموماً، صدام الحضارات كان يتطور إلى حرب ساخنة. ودور إسرائيل هكذا اصبح اكثر أهمية في هذه الحرب المتطورة، ودعم الصهيونيين المسيحيين لإسرائيل إزداد وأصبح أكتر تكثيفاً. إن جاري بوير، الناشط السياسي الذي كان سابقاً من موظفي الرئيس رونالد ريجن، وهو (أي بوير) زعيم صهيوني مسيحي اعتبر نفسه نقطة ربط في صراع الحضارات. بوير، إلى اليوم، يقول باستمرار أن الولايات المتحدة وإسرائيل "ركيزتان توأم للغرب" وأن أي أذىً لإسرائيل سيكون "كارثة للحضارة الغربية." لقد اكد بوير بشكل متكرر أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما تحت النار من نفس العدو.
لقد أكد عديد من أعضاء الكونجرس، المقرين باعتقاداتهم الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية، كذلك أيضاً التهديد الإسلامي وحاجة الولايات المتحدة للوقوف مع الحليف المختار، دولة إسرائيل، في معارضة هذا التهديد.
في 23 يوليو 2003، توم ديلاي الذي كان حينها زعيم الأغلبية في مجلس النواب، في خطابه إلى مجلس الشئون العامة الأمريكي (أيباك) قمة القيادة، صرح: "انتصار امريكا في حربنا على الإرهاب تعتمد على انتصار إسرائيل في حربها على الإرهاب. إن المصير المشترك لأمتينا ليس تحالفاً اصطناعياً من قبل زعمائنا، أو حساباً سياسياً تناصرياً. إنه صداقة عاطفية بين مواطني الديمقراطيتين كما هي بالفعل، متلاحمين بواسطة تضامن من الحرية."
بعد 11 سبتمبر 2001، أعلن الرئيس جورج دبليو بوش، في مناقشته حربه على الإرهاب، أن الإسلام "ديناً سلمياً" وأن القاعدة لا تمثل الطبيعة أو الشخصية الحقيقية للإسلام.
كان الكثير من الصهيونيين المسيحيين قلقون من ملاحظات الرئيس. جيري فالويل دعى محمد، بني الإسلام، إرهابي. وجيري فاينز، الرئيس السابق للعهد المعمداني الجنوبي، قال محمد كان "ممسوساً بالشيطان." وفرانكلين جراهام صرح بوضوح وعلانية باسم عديد من زعماء اليمين المسيحي: "نحن لا نهاجم الإسلام، بل الإسلام هاجمنا... إنني اعتقد أنه دين شرير وخبيث جداً."
فرانكلين جراهام هو ابن الواعظ الأفنجليكاني بيلي جراهام، الذي حول جورج دبليو بوش إلى المسيحية الأفنجليكانية. فرانكلين جراهم القى البركة في كلا مؤتمري 1996 و 2000 وقدم الصلوات يوم تنصيب جورج دبليو الرئاسي وغالباً ما دُعي ليؤم الصلوات في البنتاجون. إن الرئيس بوش حقاً لم يرض عن هجوم جراهام على الإسلام، وتصريحات البيت الأبيض الصحفية قالت أن الرئيس رأي "الإسلام كدين يدعو إلى السلام."
إن عدم رضى الرئيس عن تصريحات فرانكلين جراهام بدوره استعدى زعماء صهيونيين مسيحيين آخرين كثر. فبات روبرتسن، مؤسس التحالف المسيحي، المنظمة اليمينية المسيحية الأكثر اهمية في الولايات المتحدة في التسعينيات، جادل في وصف الرئيس للإسلام على أنه مسالم. إذ أعلن روبرتسن بشكل خاص أن الإسلام ليس مسالماً وأن المسلمين لم يؤمنوا أن الإسلام عليه التعايش مع الأديان الأخرى. فالإسلام، بحسب روبرتسن، سعى كلياً "للسيطرة والهيمنة ومن بعد، إن لزم الأمر، للتدمير." لقد عكست وجهة نظر روبرتسن عواطف زعماء صهيونيين مسيحين بارزين عديدين من التسعيتيات فصاعداً. وهال ليندسي عادة أبلغ المشاهدين أنه تمنى لو أن الرئيس جورج دبليو بوش، كمسيحي مؤمن بالكتاب المقدس، فهم وأدرك أن الإسلام بدون شك "عنيف حتى اللب" ويجب أن يُقاوَم. والكاهن روب بارسلي أبلغ في مواعظه بشكل متكرر أعضاء حشد مصليه الاثني عشر ألفاً في كولمبوس، اوهايو وآلاف آخرين، ممن يستمعون لبرنامجه الأسبوعي في الراديو، أن على الولايات المتحدة شن حرب ضد "الإسلام الشرير." إن هذه وجهات نظر صهيونية مسيحية نموذجية وممثلة لهم. إن كثيراً من الصهيونيين المسيحيين يؤمنون أن الإسلام والمسلمين يجب أن يُبادوا. إنهم يؤمنون بإخلاص أن الله يريد ان يُعمل ذلك.
وبينما أستخلص ملاحظاتي أود تقمص شخصية الناشط وأقترح لعنايتكم ما يمكن أن يُعمل بما يساعد على مواجهة التهديد، الذي تقدمه الصهيونية المسيحية. وأخذاً بجدية هذا التهديد في الاعتبار، عليَّ أن أقر بمعنىً لطيف وحتى إيجابي انني مندهش نوعاً ما عندما أفكر بيهودي، يقترح لجمهورٍ أساساً من المسلمين في معهد أسلامي هام كيف عليهم التفكير في التعامل مع بعض المسيحيين. إنه ليكفي القول أن هذا قد يشكل جانباً واحداً من الحوار الإيماني-المتبادل على أية حال، أريد التأكيد أن المطلوب الأول في مواجهة التهديد هو امتلاك فهم متقدم راق للصهيونية المسيحية الأفنجليكانية. ثانياً، يحتاج الموضوع أن يناقش ببعض العمق في مجتمعنا عامة. وبإقرار، لن يكون سهلاً إقناع الصهيونيين المسيحيين الملتزمين كي يغيروا أفكارهم. فهؤلاء الناس يعتقدون أنهم يملكون كلمة الله؛ ومن هنا، هم ليسوا ميالين للاقتناع بواسطة البشر من دون الله. إنه لذو اهمية التناقش مع المجموعات النافعة – لنقل هكذا – أي مع مسلمين وآخرين هم جاهزون أو سيكونون مناهضين للصهيونية المسيحية الأفنجليكانية. مثل هذا النقاش ممكن أن يُعمق الفهم وحتى يثير بعض الأفكار المقاومة الإبداعية. ولربما أكثر اهمية، مناقشة ونقل تهديد الصهيونية المسيحية إلى آخرين في مجتمعنا الأمريكي، الذي هو نسبياً غير فاهم بشكل متقدم راق الأيديولوجيا الصهيونية المسيحية، النقاش والحديث معه حول الإسلام وحول طبيعة صهيونية دولة إسرائيل، قد يكون مؤدياً إلى بعض الصلاح. وفي مثل هذه المناقشات، إن تحديد الانتهاكات العديدة لحقوق الفلسطينيين الإنسانية من قبل دولة إسرائيل المدعومة بواسطة الصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان، سيجعل القضية أخلاقية، ولافتة وفعالة بشكل يمكن تصوره. وإن عمل ذلك جدير بالمحاولة على الأقل.
شكراً جزيلاً على انتباهكم.
ملاحظات المترجم:
1. التقديرية الإلهية: يرى المؤمنون بهذه العقيدة أن الوجود وما فيه من أحداث وتطورات قد قررها وقدرها الله منذ الأزل، وليس للبشر فيها إرادة أو خيار وما هم إلا أدوات تنفيذية في يد ما كان الله قد قدره من فعل للوجود من بدايته حتى منتهاه؛ منذ نشأته حتى مستقره الأخير. وهذا الفهم لمثل هذا الاعتقاد ليس مقصوراً على اليهودية أو المسيحية أو الإسلام بل ربما في كل الأديان القائمة على عالم الغيب والشهادة.
2. ما قبل الألفية: هذا اعتقاد يهودي ومسيحي يتمحور حول القول بأن السيد المسيح عليه السلام سينزل قبل نهاية الزمان بألف عام إلى الأرض يقاتل في بداية هذه الألف من الأعوام الأعور الدجال أو عدو المسيح (كما يدعوه اليهود والمسيحيون) ويقضي على اتباعه في معركة في منطقة في فلسطين تُسمى مجدو أو هرمجدون. وتتصف هذه المعركة باقسى انواع الوحشية والقتل والذبح لأعداء المسيح والقضاء عليهم ولذا سميت أم المحارق, ثم يقيم السيد المسيح مملكته على الأرض تحت حكمه مليئة بالعدل والمساواة والخير والرفاهية والإيمان القويم.
3. الصعود الجذل أو الفَرح: يعتقد المسيحيون أنه بمجيء المسيح عليه السلام الثاني إلى الأرض وإقامة مملكته عليها، سيقوم بإنقاذ المؤمنين به ويطيرهم في السماء وهم طربون جذلون فرحين.
4. يعتقد اليهود والمسيحيون أن المسيح عند نزوله الثاني إلى الأرض سيخوض معركة ضد عدو المسيح (المسيح الدجال) وأتباعه من الكفار – حسب فهمهم لما هو الكفر - عند منطقة مجدو في فلسطين أو كما يسميها اليهود والمسيحيون هرمجدون (جبل مجدو). وستكون هذه المعركة باترة ونهائية وحاسمة ووحشية لا رحمة فيها على الإطلاق، يذبح ويُقتل فيها ملايين البشر. لذا اسموها ام المحارق. فإذا كان هتلر استخدم المحارق لإبادة اليهود في أوروبا حسب ما يدعون، فإن معركة هرمجدون ستكون هي الجحيم المطلق الذي يباد فيه أعداء المسيح وقائدهم عدو المسيح.

انشر المقال على: