الأربعاء 27-11-2024

الشهيد أبو صبيح.. حياة بطولية حافلة وشهادة من أجل الأقصى

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الشهيد أبو صبيح.. حياة بطولية حافلة وشهادة من أجل الأقصى

أعادت عملية إطلاق النار البطولية في مدينة القدس المحتلة، صباح الأحد 9 تشرين أوّل/أكتوبر 2016، شرارة انتفاضة القدس التي اندلعت قبل عامٍ من الآن، بفضل منفذها الشهيد مصباح أبو صبيح، الذي ودّع القدس لينهي حياةً بطوليّة ومواجهة طويلة مع الاحتلال.
وأعلنت المصادر الرسميّة أنّ منفذ عملية القدس هو الشهيد مصباح أبو صبيح (40 عامًا)، من سكّان بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المُبارك.
وقد عُرف الشهيد أبو صبيح واشتهر في مدينة القدس وبلدته سلوان، وقرب المسجد الأقصى، حيث أدى إعلان اسمه منفذًا للعملية لمفاجئة الكثيرين الذين عرفوه وتابعوا أخباره طوال أشهرٍ ماضية، خصوصًا مع توقّع تسليم نفسه اليوم لشرطة الاحتلال.
ومن المفترض أن يسلّم أبو صبيح نفسه لشرطة الاحتلال ليقضي محكوميته البالغة 4 أشهر بالسجن في معتقل الرملة الاحتلالي، بعد اتهامه بالاعتداء على شرطي "إسرائيلي" في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
الشهيد كان محبوبا من جميع من عرفه، ومن لم يعرفه لم يعرف القدس والبلدة القديمة والأقصى، كان الناس يلقبونه أسد الأقصى
ولاحقت قوات الاحتلال الشهيد أبو صبيح طوال الأسبوعين الماضيين، حيث قامت بإبعاده عن المسجد الأقصى المُبارك، وهو الذي عرف بكونه أحد حرّاسه ومن المهتمّين بالدفاع عن الأقصى، كما قامت بمنعه من السفر في شهر حزيران/يونيو الماضي، إضافةً لتوقيفه وحبسه المنزلي سابقًا.

واعتقلت قوات الاحتلال الشهيد أبو صبيح عام 2013، من باب الحطة في المسجد الأقصى المبارك، حيث اتهمته بالاعتداء على شرطي "إسرائيلي"، وحكم بالسجن مدة أربعة أشهر، كان يفترض أن يبدأ تنفيذها من اليوم بعد ملاحقةٍ طويلة.
وأوقفت سلطات الاحتلال الشهيد خمسة مرّاتٍ خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أفرج عنه في الثاني من الشهر الجاري وذلك مع اشتراط ابعاده عن منطقة القدس لمدة شهرٍ كامل.
وعرف الشهيد أبو صبيح في مدينة القدس وبالخصوص في الأقصى، حيث تقول المقدسية هنادي قواسمي "تشهد له القدس كلها بأنه يقف للحق ويساند الضعيف والمظلوم ولم يسعى يومًا لجاهٍ أو سلطة".
وأضافت قواسمي "الشهيد كان محبوبا من جميع من عرفه، ومن لم يعرفه لم يعرف القدس والبلدة القديمة والأقصى، كان الناس يلقبونه أسد الأقصى."
منفذ عملية اليوم تشهد له القدس كلها بأنه يقف للحق ويساند الضعيف والمظلوم ولم يسعى يوما لجاه أو سلطة
وشارك العشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومواقف من حياة أبو صبيح، وأشادوا ببطولته، حيث قال أحد المغردين على تويتر "الحاج عاش أسد ومات أسد، مفترض كلنا نتعلّم من بطولته".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أبو صبيح على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، في شهر تمّوز/يوليو الماضي، وقد منعت شقيقته المريضة من الوصول للمستشفى رغم فقدانها الوعي.
وكان الشهيد أبو صبيح قد كتب قبل يومين على حسابه الخاصّ في فيسبوك " الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدًا".
وكتب أيضًا في منشورٍ له وما يظهر أنّه في رسالةٍ للمسجد الأقصى الذي أُبعد عنه جبرًا "كم اشتاق لعشقي لحبي كم اشتاق وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه واقبله واسجد على ثراه اقبل ترابك واصلي فيك ولكن هو الظلم وهم الظالمين لن اشتاق لأحد كاشتياقي إليك لن أحب أحد كحبي إياك".
وكان أقارب الشهيد وأبناء عائلته قد ودّعوه يوم أمس، على اعتبار تسليم نفسه للسجن مدة أربعة أشهر اليوم الأحد، وقال ياسين أبو صبيح، قريب الشهيد مصباح "لمّا ودعناه ابتسامته ما فارقته، والضحكة معبّية وجهه".
امبارح لما ودعناه وسلمنا عليه .. ابتسامته ما فارقته والضحكة معبية وجهه.
وأعلنت المصادر العبرية مساء الأحد، عن مقتل اثنين من جرحى عملية إطلاق النار البطولية التي نفّذها الشهيد أبو صبيح، وقد أصاب عددًا آخر بينهم مستوطنين وعناصر من شرطة الاحتلال.
وقام الشهيد أبو صبيح بعمليته البطولية بواسطة سيّارة كان قد استقلها، ونفّذ عمليته في ثلاث مناطق، وقد تمت بعد مطاردةٍ طويلة ومحاولةٍ للقبض عليه.
وأشادت كلّ من الجبهة الشعبية وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، في تعقيبٍ أوليّ على العملية، حيث أكدوا على ضرورة استمرار المقاومة واشتعال انتفاضة القدس، مبينين أنّ الصراع مع العدو الصهيوني لا يتوقف أمام ممارساته بحقّ القدس والأقصى وشعبنا الفلسطيني.

انشر المقال على: