الشعبية: حماية القضية الوطنية وحقوقنا تكون بإنهاء الانقسام وليس بالهدنة مع العدو
وقالت الجبهة الشعبية إنها تابعت "على مدار الأسابيع والأيام الأخيرة التحرّكات الإقليمية والدولية والمبادرات التي ترافقت معها لمعالجة ما يطلقون عليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ".
واعتبرت في بيانٍ هام ، الثلاثاء، أنّ "التحرّك الإقليمي والدولي بمباركة أمريكية "إسرائيلية" لمعالجة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة غير معزول عن أهدافٍ سياسية تسعى الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني إلى تحقيقها في هذه اللحظة التي تشهد حالة تفكك وضعف غير مسبوقة في الواقعين العربي والفلسطيني، والتي يرى الطرفين أنها تُشكّل فرصة للعمل على تصفية القضية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضافت "فالتداعيات التي ستنشأ عن هذه الجهود في ظل هذا الواقع، وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني، كما في ظل الالتزامات التي على حركة حماس تقديمها باعتبارها تدير قطاع غزة، لتنفيذ المبادرات الناجمة عن هذه الجهود، موضوعياً -وبغضّ النظر عن النوايا- إلى تقدّم المخطط الأمريكي- الإسرائيلي بتعزيز فصل قطاع غزة عن الضفة، وتهيئة البيئة لأن يصبح قطاع غزة هو الكيان الفلسطيني القادم أو مركزه الرئيسي، وبالتالي يتم تصفية المشروع الوطني وتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس ، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وحق تقرير المصير لشعبنا".
وأكدت لجبهة الشعبية على رفضها لربط فك الحصار عن قطاع غزة بتجديد الالتزام بالهدنة مع العدو، وإضافة الطائرات الورقية والبالونات إلى شروط الهدنة الجديدة المطلوبة.
وجدّدت التأكيد على أنّ "الخطأ السياسي في اعتماد الهدنة قاعدة للتعامل مع العدو الصهيوني"، ورأت "أنّ القاعدة الثابتة في التعامل معه يجب أن تكون على أساس توسيع دائرة الاشتباك معه، بمختلف الأشكال والوسائل، خاصة وأنه يصر على عدم انسحابه من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويمارس يومياً سياسات تعميق احتلاله لها سواء من خلال الاستيطان أو التهويد لمدينة القدس، أو سن القوانين العنصرية التي كان آخرها قانون القومية الذي يعني فيما يعني ضم أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية وغيرها من سياسات وممارسات استعمارية صهيونية".
وقالت الشعبية إنها "تدرك معاناة شعبنا في القطاع، وضرورة العمل على تخفيفها وإنهائها"، مؤكدةً "أن تحقيق ذلك لا يُمكن أن يكون بالمساومة أو المقايضة على البرنامج الوطني مقابل تسهيلات حياتية لسكان القطاع، أو بعقد اتفاقات هدنة مع الاحتلال، وإنما يكون بتشديد المقاومة ضده باعتباره السبب الرئيسي والمباشر لهذه المعاناة، وفي سياق هذه المقاومة يتم التعامل مع التهدئة باعتبارها قرار تكتيكي نمارسه ارتباطاً بمصالح شعبنا وبعيداً عن أي التزامات مع العدو الصهيوني".
وفي سياقٍ آخر، دعت "الشعبية" الرئيس عباس وحكومة الوفاق إلى رفع الإجراءات العقابية ضد القطاع فوراً والتي فاقمت مع أزمة سكانه، وكانت مدخلاً للتحركات الإقليمية والدولية لعقد مساومات ظاهرها تخفيف معاناة سكان القطاع وجوهرها تصفية الحقوق الوطنية.
وأضافت إنّ "مواجهة التحديات والمخاطر الماثلة أمام شعبنا وقضيتنا الوطنية، بما فيها مخاطر فصل القطاع عن الضفة وتأبيد الاحتلال في الضفة، يستدعي الذهاب فوراً لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية وفقاً للاتفاقيات الموقعة عام 2011 وما تلاها، وصولاً إلى عقد مجلس وطني توحيدي يحقق وحدة وطنية ديمقراطية حقيقية وشراكة في التقرير بكل ما يتعلق بالشأن الوطني".
ورأت أنّ "خطورة ما هو قائم من مخططات يستدعي من حركتي فتح وحماس تقديم التنازلات المطلوبة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لأن هذه التنازلات لن تكون في هذه الحالة إلاَ لمصلحة شعبنا وحماية، لقضيتنا وحقوقنا الوطنية، ولن يكون مفهوماً أو مقبولاً استمرار الحديث عن خطورة اللحظة والمخططات القائمة لتصفية القضية الوطنية مع استمرار ذات المواقف للطرفين التي لم تقودنا خطوة واحدة للأمام لإنهاء الانقسام".
وفي هذا السياق، جددت الجبهة مطالبتها بضرورة عقد اجتماع للجنة تطوير وتفيعل منظمة التحرير الفلسطينية، أو عقد لقاء وطني يتجاوز اللقاءات الثنائية بين الطرفين لوضع الآليات الوطنية التي تضمن وبمراقبة منها تنفيذ اتفاقات المصالحة، وبما يحقق وحدة وطنية راسخة تستند إلى برنامج وطني تحرري وإلى شراكة وطنية تدير الصراع مع العدو وفي كل ما يتعلق بالشأن الوطني.