السبت 23-11-2024

السيد نصر الله: الحوار هو ما ندعو اليه في كل الساحات والمقاومة تبقى الضمانة

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

السيد نصر الله: الحوار هو ما ندعو اليه في كل الساحات والمقاومة تبقى الضمانة
".

اشار السيد نصر الله في كلمة له عبر شاشة خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله بمناسبة ولادة رسول الله محمد (ص) واسبوع الوحدة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت الى ان "هناك امورا تنسب الى رسول الله ظلما وعدوانا ويجب ان توضح هذه الامور ويجب ان يتم تعريف العالم بهذه الشخصية الاستثنائية"، واضاف "نحن لا نمانع ان يناقشنا احد في عقيدتنا وفي ديننا وليس لدينا مشكلة في ذلك ولكن الاساءة والشتيمة لا يقبلها احد من اي دين بالتأكيد يجب ان نعبر عن غضبنا".
وحول خلفيات الاساءة الى الرسول، اكد السيد نصر الله ان "ما حصل في الاساءة للرسول (ص) تقف وراءه جهات تريد ايقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين انفسهم". ولفت الى ان "من التحديات الكبرى في المشهد العام عندما ننظر الى منطقتنا نجد ارتفاع وتيرة الصدامات والانقسامات في كثير من دول العالمين العربي والاسلامي"، واضاف ان "هذا الامر قائم سواء على المستوى الطائفي بين المسلمين والمسيحيين او يمكن ان يأخذ بعدا مذهبيا كشيعة وسنّة"، واوضح ان "طبيعة الصراعات القائمة الآن تتجاوز العنوان الطائفي او المذهبي فالتحديات القائمة الآن في المنطقة لا يمكن اختصارها بمشكلة طائفية او مذهبية".
ودعا السيد نصرالله انه "يجب ان نحاول مقاربة هذا الواقع لأن لبنان جزء من هذه المنطقة وقد يكون البلد الاكثر تأثرا بما يجري في محيطه علما ان الصراعات كانت موجودة طوال التاريخ لكن المصيبة الأهم ان لا نعرف كيف نتعاطى مع هذه الازمات"، ونبه من ان "الخطر نفقد امام الازمات زمام المبادرة اما اذا واجهنا هذه الازمات بشكل مسؤول يمكن ان نتجاوز الكثير من السلبيات التي يمكن ان تقع".

وراى السيد نصر الله انه "حتى في البلاد التي فيها تعدد اتباع اديان او مذاهب ليس دائما الصراع مذهبي وطائفي فأغلب الصراعات والحروب هي ذات خلفية واهداف سياسية ترتبط بالسلطة والسيطرة ولا علاقة لها بالدين ولا بالشيعة والسنة ولا بالاسلام والمسيحية"، وذكّر انه "من اكبر الحروب في تاريخ المسلمين بين بنو امية وبنو عباس لا علاقة للشيعة والسنة والدين بها؟ بل كانت حروب على السلطة"، واضاف ان "اخطر الحروب التي حصلت في منطقتنا قبل عدة سنوات هي حرب صدام حسين على الكويت، فهل هي حرب دينية؟ ام هي حرب سلطة وسيطرة على الارض؟". وتابع ان "الكثير من الحروب التي جرت النزاعات الموجودة الآن عمقها سياسي ولا علاقة لها بالمذاهب والاديان ففي الحرب التي شنها صدام حسين على ايران لم يستطع اعطاء الحرب بعدا مذهبيا لأن جزءا كبيرا من ضباط وعناصر الجيش العراقي كانوا شيعة"، لافتا الى ان "بعض الانظمة العربية التي لا تسأل عن فلسطين حوّلت النزاع مع ايران الى سني - شيعي".
وطالب السيد نصر الله أن "تبقى النظرة الى اي نزاع سياسية لا دينية ويجب ان نتجنب التعبئة المذهبية والدينية ويجب ان نكون حذرين فالبعض قد يستطيعون اخراج المارد من القمقم ولكن لا يستطيعون اعادته اليه لذلك يجب حصر المشكلة في حدودها واي مشكلة في بلد معين نحصرها هناك ولا نربط الامور بعضها ببعض"، وشدد على "ضرورة الالتزام بالحوار وسعة الصدر لانه افضل من المسارعة الى الصدام وحتى حيث يكون هناك صداما يجب العودة الى الحوار والحل"، موضحا ان "الحوار هو ما ندعو اليه في كل الساحات من سورية الى اليمن وتونس وليبيا ومصر والعراق ولبنان حتى لا يذهب احدنا الى الصدام فالحوار افضل من الذهاب الى الصدام الذي ندمر فيه شعوبنا وبلادنا واسرائيل واميركا تتفرجان"، واعتبر انه "لا يمكن لاحد ان يدمر بلده لأجل حقوق او اصلاحات لانه يجب ان تبقى دولة لنطالبها بحقوق واصلاحات وهذا لا يمكن ان يحصل دون حوار ونقاش ولتكن اي مواجهة سلمية ومسؤولية النخب اليوم كبيرة جدا في عالمنا العربي لان الناس يصغون الى هؤلاء ومسؤوليتهم الدنيوية اكبر من اي وقت".

وحول الانتخابات الاسرائيلية التي جرت مؤخرا، لفت السيد نصرالله الى انه "يسجل تراجع للاحزاب القائدة والمؤسسة في الكيان وغياب حزب قائد قوي وغياب قيادات اساسية ومركزية وكذلك ثبات الاحزاب الدينية المتطرفة وازدياد عدد الاحزاب وهذا يعقد الادارة واتخاذ القرار السياسي هناك ومجمل ما يجري يعبر عن ازمة حقيقة داخل الكيان"، واضاف انه "فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والحقوق العربية وبالاطماع الاسرائيلية والتهديد الاسرائيلي لشعوب المنطقة فاليمين واليسار في كيان العدو كلهم مثل بعض والتاريخ يقول لنا ان اغلب الحروب شنت بحكومات يسار فالرؤية والعداء والاطماع الإسرائيلية لا تتغير ولا يجوز ان نراهن على شيء".
وأكد السيد نصرالله ان "ضمانة غزة قوة المقاومة وضمانة الحقوق الفلسطينة المصالحة الوطنية وتماسك الشعب الفلسطيني وتمسكه بالمقاومة وضمانة لبنان ايا يكن الحاكم في اسرائيل هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وقوتنا الوطنية هي التي تحمي لبنان"، وشدد على ان "اهم رد على الانتخابات الاسرائيلية هو الدعوة الى مزيد من التمسك بالمقاومة ويجب ان نتعاون جميعا ليكون الفلسطيني قويا ولتبقى المقاومة قوية وتزداد قوة في لبنان ولتفكيك كل الالغام في محيطنا العربي".
وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله إن "الموضوع الذي يحوز اهمية كبيرة جدا هو موضوع الانتخابات النيابية والقانون الذي سيتعمد"، ورأى انه "جزءا كبيرا من المشهد السياسي اللبناني ليس فيه نقاش موضوعي ومحترم بل كيل من الشتائم والسباب وهنا من الجيد النأي بالنفس عن السجالات التي تنزل الى هذا المستوى"، واشار الى ان "موضوع قانون الانتخاب حساس ولعل كل القوى السياسية في لبنان وكل الطوائف اللبنانية تنظر لقانون الانتخاب بحساسية نتيجة الظروف التي مر بها البلد والمخاوف والانقسامات الحادة وساعد على ذلك ما يجري في المنطقة".
ورأى السيد نصر الله انه "الهواجس التي لدى المسيحيين طبيعية وهي كبيرة خاصة بسبب ما يجري في المنطقة فعندما يرى المسيحيون ما جرى بالمسيحيين في العراق وما يجري بالمسيحيين في سورية ونيجيريا فمن حقهم ان يخافوا"، واعتبر ان "التطورات في المنطقة اضافت تعقيدا على النقاش اللبناني والنظرة اللبنانية الى قانون الانتخاب فالنظرة لقانون الإنتخابات مصيرية وربما بالنسبة للبعض الجدال القائم هو اعادة تأسيس لبنان"، واوضح ان "الكثيرين في لبنان يناقشون قانون الانتخاب بشكل تأسيس وهذا حقهم نتيجة حساسية وخطورة المرحلة"، داعيا "الجميع الى طول البال والعمل لتطمين كل من لديى هواجس".
وفيما امل السيد نصر الله "بوضع الاتهامات جانبا لأنها في بعض الاحيان تكون مهينة"، رفض "كلام بعض القيادات السياسية عندما تتكلم عن ان الاقتراح الارثوذكسي هو مشروع حزب الله لان مقاربة نقاش قوانين مصيرية وتحدد مصير بلد لا تتم مقاربتها بهذا الحقد وهي مقاربة غير صحيحة"، ورأى ان "هناك نوايا طبيعية فكل فريق يريد أن يفتش على قانون انتخابي يحافظ على حجمه أو آخر يحاول التفتيش على قانون يعطيه حقه اذا لم يحصل عليه وهذا حقه وآخر يناقش بقانون انتخاب ليأخذ اكثر من حجمه فهذا حقه".
وقال السيد نصر الله"لدينا عدة خيارات ومشاريع للانتخابات والقول إننا سرنا بالقانون الارثوذكسي لتطيير الانتخابات فهذا كلام تافه فالمبدأ الاساسي الذي نتطلع اليه في اي قانون انتخابات هو النسبية بمعزل عن حجمنا والبعض قد يقول ان النسبية تعطينا اغلبية كفريق سياسي ولكن ربما غدا قد لا تعطينا الاكثرية بل قد تحولنا الى اقلية ولكن يجب ان نتكلم عن انصاف وصحة تمثيل"، وتابع ان "خيار كل القوى للتمثل من خلال قانون انتخاب قائم على النسبية والباقي تفصيل نقبل بلبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية ونحن نقبل بلبنان على اساس النسبية ومحافظات، نقبل بمشروع الحكومة المقدم لمجلس النواب، نقبل باقتراح اللقاء الارثوذكسي، لكن بالنسبة لنا كل هذه الطروحات نقطة الجذب هي تبني اي طرح للنسبية لانها تعطي فرصة للكل لأن يأتي الى المجلس النيابي".
وقال السيد نصر الله إن "النقاش حول النسبية بحسب متابعتي لعل الاشكالية الاساسية ان لم تكن الوحيدة التي يقولها الفريق الآخر هي السلاح ويرفعون شعار لا نسبية مع السلاح وهذا امر غير صحيح أولا المقاومة موجودة منذ قبل 1992 واجيرنا عدة انتخابات فأين تم استخدام السلاح"، واضاف ان "السلاح الذي تشكون منه وقد يؤدي لضغط بالانتخابات لم يعد سلاح المقاومة فكل القوى بات لديها سلاح فبواسطة الكلاشينكوف يمكن فرض ما يريدون فالسلاح اذا كان يؤثر بالانتخابات فتأثيره بالنظام الاكثري يكون اكبر وبالتالي الكلام غير صحيح بأن مشكلة النسبية هي وجود السلاح وانا لا اسلّم ان السلاح يتدخل بالانتخابات ولا احد استخدم السلاح لفرض خيارات انتخابية".
ولفت السيد نصر الله الى ان "الاخطر من السلاح على الإنتخابات هو سلاح المال"، واضاف "أنا سمعت من مسؤول اساسي داعم للفريق الآخر قال لي دفعنا 3 مليار دولار بالانتخابات عام 2009"، وتابع "نريد ان نسمع نقاشا علميا اقول ان الذين يرفضون الخيار النسبي مشكلتهم ان الخيار النسبي يعطي القوى السياسية احجامها الطبيعية بلكن البعض يعتبرون ان ضمانتهم ان يكون لهم حجما اكبر من حجمهم الطبيعي"، وأكد "نحن نصوت على ما وافقنا عليه واذا اجتمع غدا مجلس النواب وطُرح قانون الحكومة نصوت عليه واذا طُرح الاقتراح الارثوذكسي نصوت عليه ونحن صادقون بهذا الموضوع"، ولفت الى ان "المسيحيين يعتبرون ان هذا اقتراح القانون الارثودوكسي يمكن ان يؤدي لما يسمونه المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل فلنعطي المسيحيين هذه الفرصة ونذهب الى مجلس نيابي وانتخابات لا يعتبر احد انه يأخذ اقل من حجمه".
وشدد السيد نصر الله على "ضرورة عدم اقفال باب النقاش على شيء علما ان هناك عند بعض المسلمين هواجسا ايضا لذلك على اللبنانيين مناقشة قانون الانتخاب على اساس ان يكون منصفا وعادلا"، ودعا "كل من يراهن على متغيرات اقليمية وخصوصا متغيرات في سورية الى ازالة هذه الرهانات من رؤوسهم لان بالنسبة للوضع في سورية المعطيات الميدانية والسياسية والدولية تؤكد ان الامور وصلت الى مكان لم تتحقق فيه احلام كثيرين كانوا يبنون احلاما على امور معينة"، وتمنى على "الجميع عدم التصرف مع قانون الانتخاب على انه فقط قانون الانتخاب وليتصرف معه الجميع على انه لمرحلة تأسيسية مقبلون عليها"، وتابع "انشغالنا بالقانون الانتخابي لا يجب ان يجعل الحكومة تتغافل عن الامور الحياتية لا عن ملف الاساتذة والسجون والنازحين والوضع الامني والموقوفون الاسلاميون وعيرها من الملفات بل يجب ان نستمر بمعالجة كل هذه الملفات ولا يجوز ان يشغلنا القانون الانتخابي ولكن يجب ان نقارب القانون بهذه الروحية للوصول الى نتيجة لخير بلدنا".

وحول ذكرى ولادة الرسول واسبوع الوحدة الاسلامية، بارك السيد نصر الله "للامة الاسلامية جمعاء بولادة رسول الله محمد بن عبد الله (ص) سيد الخلق اجمعين، كما بارك للامة هذه الايام التي اعلنت منذ ايام الامام الخميني (قده) اسبوعا للوحدة الاسلامية للتقارب بين المسلمين والسير سويا الى الله، كما بارك للمسلمين ولادة حفيد رسول الله (ص) الامام جعفر الصادق(ع)".

وقال السيد نصر الله إنه "اذا اردنا ان نقيّم اي شخصية او ان نحدد درجة السلبية والايجابية في هذه الشخصية هناك معايير متعددة لذلك وفي مقدمتها تقييم هذه الشخصية على المستوى الشخصي والمعيار الثاني هو عمل هذه الشخصية اتجاه الآخرين بما فيها عملها وآثارها وانجازاتها وما تركته للناس وما تركته من مصائب"، واضاف انه "في المعيار الاول نجد ان الرسول الكريم لديه من الكمالات الشخصية الروحية والمعنوية والفكرية ما بلغ فيه القمة وكل الانبياء اقروا له بذلك وكذلك من عاصروه ممن امنوا به ام لم يؤمنوا به".

واشار السيد نصر الله الى ان "الله تعالى وصف الرسول انه صاحب خلق عظيم عندما يتحدث عن صدقه ووفائه للعهود وغيرها الكثير من الصفات التي تميز بها الرسول حتى ان اعداء هذا الرسول لم يجدوا فيه منقصة واحدة كي يتسللوا منها للنيل من شخصه"، وتابع "البعض قد يحاول القول ان النبي امي فهذه تنقص منه ونحن نقول ان هذه نقطة قوة تدل على مدى اتصاله بالله ومدى تلقيه العلم منه سبحانه وتعالى"، وشدد على انه "بشكل علمي وموضوعي لا يوجد شخصية في التاريخ توفر لها هذا الاجماع على عظمتها وتقديرها".

واوضح السيد نصر الله انه "بالنسبة للمعيار الثاني ما اوجده الرسول من خلال حركته ودعوته والامة التي اسسها والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم على اسس دينية وعلمية تشهد له ولأثره الايجابي اتجاه البشرية"، وتابع ان "الرسول اعاد البشرية الى الاساس الانساني الاول وأعلى من شأنها في هذا الجانب ففي شبه الجزيرة العربية وفي غيرها من الامم في تلك الفترة من التاريخ كان هناك فوارق بين البشر على اساس اللون والنسب والقبيلة والجنس فجاء هذا الانسان الرسول العظيم ليقول للبشر كلكم لآدم وكلكم سواسية وان الانسان قيمة انسانية واحدة مهما اختلف لونه وجنسه ودينه ونسبه".

انشر المقال على: