برغم مرور 11 عاما على اغلاق بيت الشرق في القدس الا ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اصدر امرا جديدا جدد بموجبه اغلاق المقر لمدة 6 اشهر اضافية.
واستهجن بيت الشرق هذا القرار وقال: إننا في بيت الشرق ، وانطلاقا من تمسكنا برسالة الشهيد فيصل الحسيني الوطنية والإنسانية ، رسالة الحرية والسلام ، والتي لا تزال البوصلة التي نسير على هديها ، لنطالب الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام ، وأعضاء اللجنة الرباعية ، والاتحاد الأوروبي، وجميع المنظمات ، والمؤسسات الحكومية والأهلية ، للقيام بواجبهم من أجل إعادة فتح مقر بيت الشرق و جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس بدون استثناء ، والتوقف عن كل الإجراءات ، التي من شأنها تدمير عملية السلام ، لفتح الطريق واسعا أمام الوصول إلى سلام حقيقي ، عادل وشامل ، يحقق الأمن والازدهار ، ويضمن مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة .
وكانت السلطات الاسرائيلية اغلقت المقر في شهر آب عام 2001 ودأبت منذ ذلك الحين على تمديد اغلاقه وعدد من المؤسسات الاخرى في المدينة من بينها جمعية الدراسات العربية والغرفة التجارية الصناعية ونادي الاسير الفلسطيني.
وقال بيت الشرق انه لا توجد أي بادرة لإعادة فتح هذه المقرات ، لتعاود تقديم خدماتها إلى المواطنين في المدينة المقدسة ، التي تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات ، والتي كانت هذه المؤسسات توفرها لهم رغم الظروف الصعبة التي واجهتها
واشار الى انه في التاسع من شهر آب عام 2001 ، وبعد سبعين يوما من رحيل الشهيد فيصل الحسيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، مسئول ملف القدس ، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مقر بيت الشرق وجمعية الدراسات العربية وإفراغ كل محتوياته ، وإغلاقه ومؤسسات مقدسية أخرى ، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والقرارات الدولية ، ومتنصلة من الاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية ، ومتجاهلة رسالة الضمانات التي بعث بها شمعون بيرس إلى وزير الخارجية النرويجي المرحوم هولست ، والتي تعهدت بموجبها إسرائيل بعدم المساس بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في القدس ، وتمكينها من تقديم خدماتها للمواطنين المقدسيين . وعلى امتداد الإحدى عشرة سنة الماضية لم تتوقف سلطات الاحتلال عن سياساتها ، بل واصلت إغلاق المزيد من المؤسسات المقدسية ، بالتوازي مع باقي الإجراءات والسياسات الاحتلالية ضد المدينة وأهلها .
وقال: لا شك أن الجميع ، يعرف الدور الكبير الذي لعبه ولا يزال بيت الشرق في الدفاع عن مدينة القدس ومواطنيها بشكل خاص ، والقضية الفلسطينية بشكل عام ، وقضية السلام الشامل والعادل بصورة أكثر شمولا ، ومدى التأثير الذي كان يحققه في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية ، وحتى لدى جهات إسرائيلية تدرك المعنى الحقيقي للسلام ، كل ذلك كان يتم انطلاقا من أن المرحوم الشهيد فيصل الحسيني " أبو العبد " كان يملك رؤية سياسية حقيقية وصادقة ، تنطلق من بعد إنساني عالمي ، حقق له الكثير من الاحترام والتقدير، لدى مختلف الأوساط والمحافل في مختلف أرجاء المعمورة .
وأضاف: ما يجب أن يدركه الجميع ، أن إدارة بيت الشرق ، كانت تعمل ليل نهار من أجل القدس وأهلها ، ومن أجل تثبيتهم في مدينتهم ، لإدراكها أن أي مدينة في العالم لا يمكن أن تزدهر وتتطور إلا بالبشر ، وبوجود مؤسسات تقف إلى جانبهم ، وتقدم لهم مختلف أشكال الدعم والمساعدة .
واشار بهذا الشأن الى انه : من هنا ، وبسبب هذا الفهم كان الشهيد الراحل يصل الليل بالنهار ، ويستقبل المسئولين على مختلف مواقع المسؤولية ، ومن مختلف الدول ، ليشرح لهم ما تتعرض له المدينة وأهلها من إجراءات من جانب السلطات الإسرائيلية ، كما كان يؤكد حرصه على تحقيق السلام ، و يحذر في الوقت ذاته من استمرار هذه السياسات والأضرار التي تنعكس على عملية السلام برمتها .