
الرويضي: الدعم المقدم من السلطة لا يغطي 15% من احتياجات القدس
أكد مستشار رئيس ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي أن الدعم المقدم من السلطة للقدس، التي هي مرجعية القدس في إدارة شؤونها، لا يغطي 15% من احتياجات القدس، وأن احتياجات المدينة المقدسة كبيرة جدا من أجل صمود أهلها.
وأوضح الرويضي أن المصروفات على المشاريع يتم استثناء القدس منها، مشيرا أن الدعم المقدم من قبل بعض الدول العربية ضعيف، بل هو مجرد وعودات.
واعتبر مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي أن حجم التمويل للعمل في القدس لتثبيت صمود أهلها لا يوازي ما يقوم به الاحتلال لتغيير معالم القدس.
وأكد التفكجي أن المشاكل التي تواجه القدس ليست في البناء فقط، بل هناك معارك اجتماعية يخوضها المقدسيون من أجل البقاء.
جاءت أقوالهما خلال برنامج "حوارات فلسطينية"، الذي ينتجه ويبثه تلفزيون "وطن" بالتعاون مع مؤسسة "صوتنا فلسطين"، تحت عنوان "نحو استراتيجية وطنية لصمود أبناء القدس".
وقال التفكجي "إن "إسرائيل" بدأت بفرض واقع جديد في القدس، منذ العام 1967، من خلال بناء المستوطنات، حتى بلغ عدد المستوطنين 200 ألف مستوطن"، مشيرًا أن "إسرائيل" تفاوض الفلسطينيين على المساحة المتبقية من القدس والبالغ مقدارها 13%.
واعتبر الرويضي أن قوة الفلسطينيين في القدس بوجود المؤسسات الفلسطينية فيها، في وقت تواجه فيه مؤسساتها الإغلاق المتلاحق، متهما "إسرائيل" بالسعي لعزل القدس سياسيا عن مناطق الضفة.
واتهم التفكجي السلطة بتهميش مؤسسة بيت الشرق منذ مجيئها وتهجير المرجعية المؤسساتية للقدس نحو رام الله، لافتًا إلى صراع المرجعيات للقدس دون عمل حقيقي لأجل المدينة المقدسة على أرض الواقع، متسائلاً عن سبب إهمال دور المؤسسات الموجودة في القدس وعدم تفعيلها.
وأكد الرويضي على أهمية أن تدار القدس من الداخل وليس من الخارج، وأن لا نتركها بحجة الالتزام باتفاقيات أوسلو وعدم السماح لنا بالعمل في القدس، فالحرب على الفلسطينيين في كل المناطق.
وأوضح التفكجي أنه بالإمكان استثمار البناء في القدس ضمن مشاريع خاصة، لكن البناء لا يكاد يذكر مقارنة مع حجم الطلب على الإسكانات.
ونوه الرويضي أن مشاريع الإسكانات داخل القدس ضعيفة جدا، والأصل أن يتم إنشاء مشاريع إسكان في القدس والقرى المحيطة بها بدلاً من إقامتها في رام الله، مما يساعد على إيقاف امتداد الاستيطان.
وأشار التفكجي إلى عرض "إسرائيلي" لبيع مستوطنة كاملة في حي جبل المكبر بالقدس المحتلة بقيمة 250 مليون دولار، ولو تمت لكان بمثابة تثبيت سياسي ووطني، وكان بالإمكان توفير السكن لـ 602 عائلة مقدسية.
وحول ترميم المباني القديمة في القدس، أشار الرويضي أن من يقوم بالترميم ليست السلطة الفلسطينية إنما يتم من خلال خمس مؤسسات خاصة.
وأشار أن الترميم بحاجة لترخيص وهو ما ترفضه الدول الداعمة بحجة استحقاقها لبلدية الاحتلال، موضحًا أن التراخيص شيء مهم في معركة الوجود الفلسطيني في القدس.
ودعا التفكجي رجال الأعمال الفلسطينيين إلى الاستثمار في القدس، وأنه مربح جدا مقارنة مع الاستثمار في مدن الضفة الغربية، وأن من يريد الاستثمار بالإسكانات ففي القدس يكلف السكن نصف مليون دولار.
وأكد التفكجي على وجوب إيجاد استراتيجية وطنية فلسطينية لدعم القدس وجعلها ذات أفضلية قومية، لأنها عاصمة فلسطين وليست رام الله، بينما لفت الرويضي إلى استكمال خطة قطاعية استراتيجية لتلبية احتياجات القدس استكمالاً لخطة بدأ بها الشهيد فيصل الحسيني.