الروس والصينيون والإيرانيون أصدقاء
حقيقيون للعرب والفلسطينيين
محمد خضر قرش – القدس
استوقفتني كلمات على درجة كبيرة من الخطورة للشيخ القرضاوي وردت ضمن خطبة يوم الجمعة الماضي 12/10 في الدوحة عاصمة الإمارة الأكثر تبذيرا وهدرا واستخداما للمال لضرب العروبة والإسلام وتقويض الوحدة والبنيان الاقتصادي والاجتماعي وإعطاء المبرر لأعداء العرب للتدخل، والذي قال فيها وبالنص " ان موسكو والصين وإيران هي "العدو رقم واحد للإسلام والمسلمين لأنها حسب قوله تعمل بلا هوادة ضد مصالح الشعب السوري عبر دعمها للنظام في مجلس الأمن الدولي وخارجه " وطالب الشيخ من الحجيج ان يدعوا عليهم جميعا أثناء وقوفهم في جبل عرفة لأنهم لا يؤيدون ولا يوافقون على صدور قرار من مجلس الأمن يسمح لقوات حلف شمال الأطلسي(الناتو) العدو الحقيقي والفعلي رقم واحد للعرب والمسلمين ولشعوب العالم كافة ، بقصف وتدمير سوريا كما فعل في ليبيا والعراق ويفعل في أفغانستان واليمن والعديد من الدول العربية والإسلامية . فالخطورة في خطبة القرضاوي أنها تشكل تحولا استراتيجيا جديدا وملفتا للنظر لكونه يقر رسميا بان إسرائيل والولايات المتحدة لم تعدا العدو رقم واحد للعرب والمسلمين والذي كان يصدح بها صباح مساء قبل أعوام قليلة عبر قناة الجزيرة وغيرها. والخطورة أيضا في انها تجيز وتبرأ حلف شمال الأطلسي من تدمير أفغانستان والعراق وليبيا وقصف المدنيين في باكستان واليمن بالطائرات بدون طيار وتبرر قتل أطفال ونساء ملجأ العامرية في بغداد وتمسح وتلغي وصمات العار والخزي والأفعال الشائنة غير الإنسانية التي قام بها جنود الغزو الأميركي في سجن أبو غريب . ومن ضمن الاسباب التي ساقها القرضاوي منظر الإسلام الجديد ,للقول بان روسيا هي العدوة الأولى للإسلام والمسلمين لأن النظام السوري يستخدم السلاح الروسي لقتل المعارضين متناسيا أو متجاهلا عن عمد بان كل أطفال وطلاب مدرسة بحر البقر الابتدائية ومصنع العمال في ابو زعبل وتدمير المطارات المصرية ومدن القناة (السويس والاسماعلية وبورسعيد وبور فؤاد ) ومخيم جنين ومخيمات غزة ومجزرة قانا الأولى والثانية في لبنان ومذبحة مخيم شاتيلا ومصنع الأدوية في السودان وقتل النساء والأطفال في أفغانستان وباكستان والعراق كلها تمت بأسلحة أميركية حديثة مدمرة. كما تناسى القرضاوي عن عمد بان كل الأسلحة التي قاتل فيها جيشا مصر وسوريا وحققا النصر في حرب أكتوبر وقبلها وبعدها هي أسلحة روسية وصينية بامتياز وأن السلاح الذي بحوزة حركة حماس وتقاتل فيه هو سلاح روسي بأغلبيته وان معظم الأموال التي دفعت لحركة حماس والجهاد هي من إيران وان الذي ساعد في إدخال السلاح وتسليمه إلى حركة حماس والجهاد بالدرجة الأولى هم أعضاء في حزب الله وبدعم كامل من إيران وتحمل الحزب نتيجته باعتقال عناصره في سجون مبارك . بل وأكثر من ذلك فحينما أغلقت كل العواصم العربية والإسلامية في وجه قيادة حركة حماس لم تجد غير طهران ودمشق للإقامة بهما معززين مكرمين .فما الذي تغير يا شيخ لتصبح إيران والنظام السوري أعداء الإسلام والمسلمين. فالصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949 لم يسجل لها موقفا واحدا ضد العرب والمسلمين كما لم تقم بأي عمل عدواني على أي أرض عربية بعكس أميركا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا التي اعتدت واستعمرت كل الدول العربية والإسلامية ،حتى تركيا التي تدين بالإسلام احتلت واستعمرت معظم الدول العربية وأفقرتها وجعلتها اكثر تخلفا وجهالة .فكيف توصلت إلى أن الصين عدوة للعرب والمسلمين !!!وما هي الدلائل والإثباتات التي استندت إليها لقول ذلك أفيدونا أفادكم الله .اما بالنسبة لروسيا فباستثناء ما قام به الإتحاد السوفيتي بغزو افغانستان في شهر كانون الأول عام 1979 والتي تمت في ظروف الحرب الباردة ،فهل لك يا شيخ ان تدلنا او تشير إلينا ماذا فعلت روسيا ضد العرب والمسلمين !! هل لك ان تذكر لنا اعتداء واحدا قامت به روسيا الجديدة وحتى القديمة ضد العرب والمسلمين غير ما نوهنا عنه آنفا فيما يتعلق بأفغانستان والشيشان !!! وكان ضمن حدود معينة ولفترة زمنية محددة.فكيف يمكن يا شيخ ان تتوه عنك الدلائل والإثباتات ويغيب عن ذهنك قول الحقيقة والصدق وخاصة انك بلغت من العمر عتيا وعلى وشك ان تلقى وجه ربك الكريم . ولعلك يا شيخ أيضا تذكر تماما بان الإتحاد السوفيتي هو من كشف مضمون اتفاقيات سايكس بيكو عام 1917 بعد انتصار الثورة البلشفية بين بريطانيا وفرنسا والتي قضت بتقسيم الوطن العربي بينهما. اما إيران الإسلامية فهل لك ان تخبرنا ما هي مبرراتك وحيثياتك التي اعتمدت عليها لتقول لنا بان إيران الإسلامية باتت عدوة للمسلمين والإسلام !!! فالذي احتل الجزر العربية الثلاث إيران الشاه عام 1972 بعد الاتفاق مع بريطانيا قبل انسحابها من منطقة الخليج العربي ، مما كان يطلق عليه آنذاك إمارات الساحل المتصالح أي قبل إنشاء إمارة قطر وكان ذلك ضمن التسوية المتعلقة بالبحرين اليس كذلك .فالشعب البحريني حينما ذهب للاستفتاء لتقرير مصيره وانتمائه فيما إذا كان سينضم لإيران الشاه أم سيبقى مستقلا فقد انحاز لعروبته وليس لمذهبه وأنت تعلم بأن الشيعة يشكلون الأغلبية السكانية الساحقة في الإمارة التي حولت إلى مملكة فيما بعد . وحينما احتل شاه إيران الجزر الثلاث لم يصدر من كل امارات الخليج والسعودية والعرب أي بيان جدي يستنكر ما قام به الشاه الصادق الصدوق لكل أمراء الخليج وملوكها والعديد من الرؤساء العرب بل على العكس فقد تحسنت العلاقات التجارية والسياسية مع شاه إيران وأقيمت التحالفات والتدريبات العسكرية معه على الرغم من احتلاله للجزر المشار إليها وبات يفرش له السجاد الأحمر من كل الدول العربية والخليجية بما فيها الدولة التي احتل جزرها. ورغم الحرب المؤلمة والقاسية وغير المبررة التي نشبت بين العراق وإيران عام 1981 [من الممكن ان يتم الوقوف امامها وتقييمها لتبيان اخطاء كل طرف منهما ] فأنها لم تسمح لحلف الأطلسي باستخدام أراضيها فيما بعد للعدوان على العراق بعكس ما فعله معظم العرب والمسلمين . لسنا يا شيخ في هذه العجالة القصيرة بصدد الدفاع عن مواقف روسيا والصين وإيران إزاء القضايا العربية وحتى الإسلامية مع تحفظ وملاحظة هنا وهناك ،لكن جوهر مواقف هذه الدول كان دائما مؤيدا ومساندا للعرب وفلسطين بالذات . فأميركا استخدمت وما زالت الفيتو لصالح إسرائيل عشرات المرات بينما روسيا والصين كانتا دوما تؤيدان العرب والمسلمين في مجلس الأمن وخارجه وضد إسرائيل.ولعلك قرأت وسمعت موقف الولايات المتحدة المعارض بشدة من قبول فلسطين عضوا في الأمم المتحدة وتعتبره تهديدا لعملية السلام ،بعكس روسيا والصين وإيران والتي تقف وتساند وبقوة الطلب الفلسطيني. غريب امرك أيها الشيخ القرضاوي كيف تلفظت بعبارة الروس والصينيين وإيران بأنهم الأعداء الأول للمسلمين والإسلام ,هل لكونهم لم يجاروكم ويشاركوكم في تدمير سوريا سواء عبر حلف الأطلسي او من خلال إدخال جثثاث الافاق ورعاع المدن والمتعطشين لسفك الدماء إلى سوريا .إن الفيتو الروسي الصيني وسام شرف وعز وفخار لنا ،وكل ما نتمناه ونتطلع إليه ان يستمر هذا الفيتو لحماية سوريا الحضارة والعزة والشهامة التي فتحت ابواب عاصمتها لكل قادة حماس دون استثناء ولولا ذلك لتاه مشعل ومن معه في الصحاري 40 عاما كما تاه موسى وقومه قبل ذلك بآلاف السنين.الشكر والتقدير والاحترام من القدس الشريف إلى روسيا والصين وإيران .اما انت أيها الشيخ القرضاوي فربنا سيتكفل بك من اول ليلة ستلقاه في لحدك على فتاويك وتحريفك للحقائق وإهدارك دماء المسلمين . وبقيت نقطة أخيرة في هذا السياق وهي أن دعاوي المنافقين وأحفاد كفار قريش ومسيلمة الكذاب ليس لها مكانا تستقر فيه ولن تقبل عند الله سبحانه وتعالى ،فامضي كما يطلب منك فليس لك من عذاب الله من واق أو مرد أو مفر.