الرجوب في مؤتمر للأمن القومي تنظمه جامعة تل أبيب
القدس - قال اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح خلال محاضرة له في المؤتمر السنوي السادس الذي نظمه مركز ابحاث الامن القومي التابع لجامعة تل أبيب امس الاول أن حل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي يجب أن يكون حلا سياسيا وليس عسكريا أو أيدلوجيا أو اقتصاديا، وإن حل الدولتين لا زال هو الحل الأفضل؛ بحيث يتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، على ان تكون القدس مدينة مفتوحة لحرية العبادة لدى اتباع الديانات الثلاث".
وهاجم اللواء الرجوب الحلول التي ترتكز على الانجاز الامني والسلام الاقتصادي، مؤكدا بأنها ليست الحل الامثل لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، ومشيرا الى أن أمن اسرائيل سيحترم بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة، لذلك يجب ان يكون الامن جزءا من رزمة شاملة تتضمن منح الامل للفلسطينيين وتمكينهم من الحصول على دولتهم المستقلة.
وحمل الرجوب بشدة على الاصوات التي تنادي بالحل الاحادي الجانب في الحكومة الاسرائيلية، مشيرا إلى أن الحلول الاحادية لم تحل أية مشكلة لدى الحكومات الاسرائيلية التي تبنتها، كما لم تعد بالفائدة على الفلسطينيين، مؤكدا بأن الحلول المتفق عليها بين الطرفين يمكن فقط أن تعود بالفائدة على كلا الجانبين.
وأشار اللواء الرجوب الى غياب الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حاليا؛ الامر الذي يستوجب انخراط طرف ثالث يحظى بالمصداقية وبثقة الجانبين ولديه مصلحة للتدخل لجسر الفجوة الواسعة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية هي الخيار الامثل للعب مثل هذا الدور.
وأضاف: "كفلسطيني عانى الكثير جراء هذا الصراع المرير على مدى الاعوام، أعتقد بان حل الدولتين يستجيب لجميع تلك التحديات الامنية التي تقلق المجتمع وصناع القرار الإسرائيلي، وتحقق استقلال وسيادة لدولة الفلسطينية المستقبلية".
وخاطب اللواء الرجوب جمهور المؤتمر قائلا "يجب أن تتوقفوا عن التهديد بالحلول الاحادية الجانب، لأن من يهدد بها أو يفرضها كواقع على الارض يدفعنا الى البقاء في دائرة العنف، ولا يمكنكم التمتع باحتلالنا وبتوسيع المستوطنات وبالاستمرار بممارسة سياساتكم العدوانية بحق الفلسطينيين والتنعم بالأمن" منوها الى ان الاغلبية في اسرائيل لا تزال تؤيد حل الدولتي"ن.
وتابع: "لا يحق لكم فرض حدود دولتكم بالقوة وعبر سياسة الامر الواقع، وعندما تقام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل يمكنكم وقتها تسمية دولتكم ما شئتم من تسمية، لكن هذا الحل يجب ان يعني حلا شاملا للصراع" مشيرا الى أن المبادرة العربية تضمنت اعترافا عربيا وضمانات امنية شاملة لإسرائيل بالإضافة الى حل واقعيا لجوهر الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي فيما يتعلق بمسالة اللاجئين.
وقال الرجوب الذي خاطب الجمهور باللغتين الانكليزية والعبرية "على الاسرائيليين أن يقرروا ماذا يريدون بالضبط؛ استمرار الاحتلال والسياسات التوسعية وبناء المستوطنات وتوسيع تلك القائمة، والسماح للمستوطنين الذين يتصرف معظمهم كإرهابيين حيث يعتدون وينكلون بالفلسطينيين ويحرقون مساجدهم ويقتلون احيانا باسمكم" مضيفا "لم يعد هناك مجال لدى الفلسطينيين لقبول تلك السياسات التي تفرضها الحكومة ويمارسها المستوطنون على الارض"
وأضاف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في حديثه للإسرائيليين "لم يختر احدنا بأن يكون جارا للآخر لذا كلما صنعنا السلام بسرعة نوفر مزيدا من الدماء وتحقيق الازدهار لأطفالكم وأطفالنا، ولا يمكنكم استمرار تأييد سياسة اليمين تجاهنا؛ فقد فشلتم وعلينا حل الصراع بيننا بدلا من إدارته وأتمنى ان تحتفل بعيد استقلالنا القادم ونحن ننعم بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967".
وأثارت مداخلة الرجوب غضب العميد يوسي كوبر فاسر رئيس شعبة الابحاث في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سابقا الذي قال يجب أن لا يستمع الجمهور الاسرائيلي الى ما يقوله له الرجوب بالعبرية والإنكليزية، بل إلى ما يقوله الرجوب لشعبه بالعربية من تمجيد لقضية الاسرى.
وحظيت تصريحات اللواء الرجوب بأعجاب عدد من المتحدثين في تلك الجلسة التي حملت عنوان "تجاه حل الدولتين" والتي ترأسها المحامي غلعاد شير مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أيهود باراك، واللواء عاموس يدلين قائد شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي سابقا ومدير المركز الذي أشرف على تنظيم المؤتمر الدولي.
وحضر الجلسة التي امتدت على مدار ساعتين حوالي 700 شخص من ممثلي السلك الدبلوماسي الاجنبي في إسرائيل، وقادة أمنيين حاليين وسابقين، بالإضافة الى باحثين ومهتمين بالشأنين الأمني والاستراتيجي في المنطقة ومندوبي عدد كبير من وسائل الاعلام.
وناقش المؤتمر الدولي السادس الذي حمل عنوان "التحديات الامنية للقرن الحادي والعشرين" قضايا استراتيجية كالموازنة العسكرية لإسرائيل، والتحديات التي يفرضها العالم العربي على اسرائيل، وخطر ايران النووية، والمسألة الفلسطينية، وفرصة حل الدولتين بالإضافة الى دور الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط.
وتحدث في المؤتمر كل من رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الفريق بني غانتس، ورئيس هيئة التخطيط العميد نمرود شيفر، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" العميد إيتاي برون، ومدير مركز أبحاث الأمن القومي INSS اللواء عاموس يدلين، وزير العلاقات الدولية والمخابرات والشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس، ونائبه العميد يوسي كوبر فاسر، ووزير المالية يائير لبيد، ومحافظ بنك اسرائيل البروفيسور ستانلي فيشر، وعضوي الكنيست تساحي هنغبي وتسيبي لفني، بالإضافة الى السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل مارتن انديك والحالي دان شابيرو. وكان المحامي غلعاد شير قد عرض في بداية الجلسة نتائج دراسة اجراها المركز حيث اشارت الى ان نسبة 70% من المجتمع الاسرائيلي لا زالت تؤيد حل الدولتين