الأحد 02-02-2025

الدول الاوروبية تستدعي سفراء اسرائيل على خلفية مناقصات البناء ونتنياهو يصفهم بالمتلونين والمنافقين

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الدول الاوروبية تستدعي سفراء اسرائيل على خلفية مناقصات البناء ونتنياهو يصفهم بالمتلونين والمنافقين

قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الجمعة إن إسرائيل استدعت سفراء أربع دول أوروبية للاحتجاج على موقفها ‘المنحاز′ للفلسطينيين الأمر الذي يصعد خلافا حول المستوطنات الاسرائيلية.
وكانت بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا قد استدعت سفراء اسرائيل لديها الخميس للاحتجاج على اعلان اسرائيل خطة لبناء منازل جديدة في مستوطنات في أراض محتلة يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم في المستقبل.
وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الجمعة، الاتحاد الأوروبي على خلفية قيام الدول الأوروبية الخمس الكبرى باستدعاء سفراء الدولة العبريّة لديها إلى جلسات احتجاج على نشر مناقصات البناء الأخيرة في المستوطنات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة المحتلّة.
وبحسب صحيفة ‘معاريف’ العبريّة، التي أوردت الجمعة النبأ، فقد وجّه نتنياهو اتهامات في لقاءٍ صحافيين أجانب، مساء الخميس، وقال إنّ الاتحاد هو متلون لأنّه يدين البناء في المستوطنات ولكنه لا يدين ما أسماها بالعمليات الإرهابيةّ التي ينفذها الفلسطينيون، حسب أقواله.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّه من السخرية القول إنّ المستوطنات تمثل عائقا أمام تحقيق السلام فالمزيد من البيوت لن يغير الخريطة، وخلص إلى القول بتوجيه دعوةٍ للاتحاد الأوروبيّ بالتوقف عن النفاق والتعامل أكثر بمنطقية، بحسب وصفه.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هجوم نتنياهو يأتي عقب استدعاء دول الإتحاد الأوروبي الكبرى سفراء إسرائيل في كل من روما ولندن وباريس ومدريد لجلسة استيضاح، حيث عبّرت تلك الدول عن احتجاجها أمامهم على مناقصات البناء الأخيرة في المستوطنات الإسرائيليّة بالضفة الغربيّة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ دبلوماسيا أوروبيا رفيع المستوى كان قد قال إنّ الخطوة تمّ تنسيقها بين الدول الأوروبية الخمس الكبرى في الاتحاد، علما أنّ سفير تل أبيب في برلين لم يستدع بسبب زيارة وزير الخارجية فرانك ولتشطاينماير لإسرائيل، هذا الأسبوع، حيث نقل هذه الرسالة بشكل مباشر خلال اجتماعه بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان.
وتابع الدبلوماسي عينه قائلاً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّ الأوروبيين أعربوا خلال الجلسات المذكورة، عن قلقهم العميق من تداعيات نشر مناقصات جديدة على عملية السلام.
وقال، لقد أوضحنا أنّ مناقصات من هذا القبيل من شأنها أنْ تكون مدمرة لعملية السلام وان تمس بمحاولات خلق أجواء ايجابية للمفاوضات، على حدّ تعبيره. وأوضحت الصحيفة أيضا أنّ الإتحاد الأوروبيّ كرر دعمه الكبير لمبادرة السلام التي طرحها وزير الخارجيّة الأمريكيّ، جون كيري، ومعارضته بشدة أوامر البناء الجديدة، كذلك اقتراحه بشأن رزمة الحوافز، التي طرحها قبل حوالى الشهر والتي لم يتلق الاتحاد جوابا عليها من إسرائيل، حتى الآن، وهي رزمة مشروطة بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
على صلة بما سلف، نشرت صحيفة ‘معاريف’ العبرية الجمعة تقريرا قالت فيه إنّ مسؤولين ودبلوماسيين سابقين وحاليين هددوا أوروبا أنّه في حال فرضت مقاطعة أوروبية على الدولة العبريّة، فإنّ الأخيرة بإمكانها التخلي عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والتوجه بسلعها إلى دول تحتاجها في الشرق مثل دول أوروبا الشرقية وروسيا ودول الإتحاد السوفييتي سابقاً والهند والصين.
وتابعت في وقت تواصل فيه أوروبا تهديد إسرائيل بالمقاطعة لمنتجاتها من المستوطنات وفي ظل الجهد الأوروبيّ الضاغط على أمريكا وفي حال فشل المفاوضات التي يمكن أن يؤدي لمقاطعة أوروبية حقيقية، فإنّ دبلوماسيين سابقين وحاليين في وزارة الخارجية يدرسون خيارات لتسويق منتجات المستوطنات في أسواق عالمية أخرى وانهم وجهوا رسائل تحذير للدول الأوروبية بأن دولة الاحتلال هي من ستقاطعهم.
وبحسب ‘معاريف’ فإنّ الدبلوماسيين الإسرائيليين أعدّوا خطة لبيع هذه المنتجات الإسرائيلية، مؤكدين أنهم يعتقدون ويعلمون بوجود الكثير من دول العالم التي تحتاج لهذه البضائع ويمكن أن تشتريها بالفعل لأنها تقدر قيمة هذه المنتجات اقتصادياً. علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ صنّاع القرار في تل أبيب يُدركون تمام الإدراك أنّه في حال فشل المفاوضات فإنّ العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ستبدأ بالتدهور فورا.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء المسؤولين قولهم إنّهم يعلمون أنّه في غضون عامين أو ثلاثة فإنّ وضع الدولة العبريّة سيكون مشابها لوضع جنوب إفريقيا إبّان الحكم العنصريّ، وبالتالي فإنّها يمكن أن تواجه صعوبات مالية، ولا مفر من البحث عن لاعبين جدد لشراء منتجات إسرائيل وسد الفراغ الذي يمكن أن يحدث نتيجة أي مقاطعة غربية أو أوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الدبلوماسيون الكبار في تل أبيب إلى أنّ إسرائيل تُفضّل البقاء في معسكر الديمقراطيات الليبرالية، وأنّها ستستمر بالمحاولة لتكون في هذا المعسكر، لكنّهم استدركوا قائلين إنّه إذا شعرت إسرائيل بأنّ ذلك سيجعلها تدفع ثمناً سياسياً فإنّه لا بدّ من إيجاد خيارات أخرى لديها لتستطيع مجابهة الضغوط الأوروبية التي وصفها الدبلوماسيون الإسرائيليون بأنها منحازة للفلسطينيين.
ويرى الدبلوماسيين الإسرائيليون، كما قالت الصحيفة العبريّة، أنّ منظمة الأمم المتحدّة يمكن أنْ تتخذ خطوات عقابية ضد الدولة العبريّة، وبالتالي فإنّ عامل المال هو عامل قوة، ولا بدّ من البحث عن مصادر أخرى لتقوية الموقف الإسرائيلي، وإذا كانت أوروبا تريد مجابهة إسرائيل’ في هذا المجال عليها أن تعلم أنّ الدولة العبريّة قادرة على الخروج من هذه المعادلة الأوروبية، بحسب أقوالهم.
وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن الجزء الأكبر من صادرات إسرائيل هو باتجاه أوروبا حيث تبلغ نسبته المئوية من الصادرات 37′، ومع ذلك في السنوات الأخيرة كان هناك اتجاه واضح من انخفاض حصة أوروبا وزيادة كبيرة في الصادرات إلى آسيا حيث وصلت نسبة صادرات إسرائيل إلى 26′ في عام 2013، وهو الأمر الذي شجّع الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى دراسة معمقة في البحث عن خيارات جديدة
‘القدس العربي’ من زهير أندراوس.

انشر المقال على: