الحقيقة،كلّ الحقيقة للجماهير،..
(بقلم:عدنان برهم)
*يقول الحكيم:
"ما دمتَ تقاتل دفاعاً عن كرامتك المُهانة وأرضك المغتصبة،فهذا يعني أن الوضع جيد".
-تشهد الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي على تنوعها سجالاً حامياً على خلفية التصريحات والبيانات التي أدلت بها السيدة " هيلدا حبش" وأسرتها فيما يتعلق بمذكرات المرحوم القائد الخالد "الحكيم،جورج حبش"،
فما بين مُؤيدٍ ومُعارض،وما بين صامتٍ ومُتكلم،لا بدّ من كلمة تُقال،هي كلمة حقٍ وواجبٍ في آنٍ معا،
-فقد صرحت السيدة "هيلدا حبش" بأنها تعرضت لعملية “قرصنة ومصادرة لحقوق أدبية ومعنوية وتاريخية”،من قبل مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت،الذي أصدر كتاب “صفحات من مسيرتي النضالية” عن مذكرات الحكيم،
وفي بيان أصدرته السيدة حبش قالت أنها منحت المركز الثقة مع نهاية العام الماضي 2018 لإصدار وثيقة تاريخية ومذكرات ثمينة جداً كان قد تركها لنا الدكتور جورج حبش أمانة بين أيدينا كعائلة لننشرها في الوقت المناسب لتبقى منارةً تستنير بها الأجيال،
وتابعت قائلة إن "تلك المذكرات التي قمت بالعمل عليها وإعدادها والتي انتزعت الوقت من الحكيم انتزاعا عبر سنوات طويلة ومضنية من أجل تدوينها وتوثيقها وتحريرها بجهد شخصي وبإشرافه المباشر عبر حوار استمر لسنوات طويلة تعود إلى فترة التسعينات لذلك أعتبرها أغلى ما نملك نحن كعائلة من إرثه النضالي و التاريخي"،
وأوضحت "كنت قد اتصلت بالدكتور "سيف دعنا "مانحة إياه الثقة من أجل قراءة هذه المذكرات وتقديمها فقط،أي كتابة مقدمة لها لا أكثر ولا أقل،إلا أن ما حصل مع الأسف الشديد أن "مركز دراسات الوحدة العربية" أرسل لي مادة الكتاب للمراجعة النهائية قبل النشر،لنفاجأ لاحقاً عند صدور الكتاب أنهم قاموا بإخفاء إسم سيف دعنا كمحرر من الصفحة الثالثة والرابعة من النسخة التي أرسلوها لنا قبل النشر وأضافوه لاحقاً عند النشر دون وجه حق حتى لا نطلع أو نعترض على إسمه كمحرر وهنا كانت الخديعة والتضليل"،
واستنكرت حبش “تجاهل المركز تماماً إسم من أعد المادة ودونّها ووثقها وجمعها ونقحها على مدار سنوات طويلة بالرغم من ظروف الحكيم الصعبة مما أعتبره إنكاراً وتجاهلاً متعمداً للجهود التي بذلتها،
واتهمت هيلدا حبش المركز بالتواطؤ مع سيف دعنا لانتزاع حقوقها التاريخية والمعنوية والأدبية، وهو ما اعتبرته “عملية قرصنة متعمدة”،وأضافت أنها مع ذلك قامت طوال الأشهر الماضية بالتحاور والتعاون مع المركز لإيجاد حل ودي للموضوع،إلا أن تلك الجهود “لم تثمر على الإطلاق بل تم تتويج هذا الحوار المضني بيني وبينهم بالإعلان عن عقد ندوة في بيروت لإشهار الكتاب يتصدرها سيف دعنا على إدعاء أنه المحرر مع أنه لم يعرف الحكيم يوما -وبمشاركة الجبهة الشعبية مع الأسف دون إعلامنا بذلك مطلقاً أو حتى دعوتنا كعائلة -؟!؟ ونحن أصحاب التجربة التي عشناها إلى جانب الحكيم بكل منعطفاتها التاريخية والموثقين لها والتي قدمناها للمركز كوثيقة تاريخية مانحين إياهم ثقة لا يستحقونها على الإطلاق.
*يقول الحكيم:
"علينا أن نصنع شيئاً لشعبنا،وأن نكون بعدالة عُمَر وثورية عليّ وأصحاب رسالة كمحمد وعيسى".
-مركز دراسات الوحدة العربية أكد في بيانٍ له أنه تعاقد مع السيدة هيلدا حبش وتسلم النص منها باتفاق رسمي موقع منها ويكفل لها الحقوق المادية والأدبية والمعنوية،وهي من كلفت المحرر الدكتور سيف دعنا بتدقيق وتحرير الكتاب وبكتابة تقديم له،وبحسب أصول النشر تم توثيق اسم المحرر وكاتب التقديم على الكتاب،
ونفى المركز قيامه بقرصنة مذكرات الدكتور جورج حبش وبمصادرة الحقوق الأدبية والمعنوية والتاريخية لزوجة الحكيم، وبالتواطؤ مع محرر الكتاب لانتزاع حقوق العائلة.
*يقول الحكيم:
"إن وقفة التأمل الايجابي التي نريدها،من وجهة نظري،هي دعوة إلى التعمق في رؤية ما نحن عليه بصورة نقدية وتشخيص واقعنا بلا أية رتوش أو زيف، بعيداً كل البعد عن الاستخفاف أو المكابرة”.
-بحضور ومشاركة "ماهر الطاهر"،عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية،وبتاريخ ٢٠١٩/٧/١٦ عُقدت ندوة في بيروت لمناقشة كتاب "صفحات من مسيرتي النضالية"-مذكرات الحكيم،
ومما قاله الطاهر:
"اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر لمركز دراسات الوحدة العربية وللصديقة العزيزة لونا أبو سويرح مديرة المركز أولاً لإهتمامها وما بذلته من جهد كبير لإصدار مذكرات القائد الفلسطيني والعربي والأممي الكبير الدكتور جورج حبش, وكذلك مبادرتها الكريمة لعقد هذا اللقاء لمناقشة ما جاء في هذه المذكرات،ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير الخاص للأخ العزيز والمفكر العربي البارز الدكتور سيف دعنا الذي قام بتحرير النص وصاغ مقدمة رائعة غاصت في أعماق شخصية الحكيم كثائر وقائد تاريخي أصيل بقي وفياً لقناعاته
قابضاً على المبادئ كالقابض على الجمر حتى آخر لحظة من حياته،
وأشار إلى الدور الأساسي والجهد الكبير الذي قامت به رفيقة درب الحكيم وزوجته الفاضلة السيدة هيلدا حبش في إصدار هذه المذكرات".
*يقول الحكيم:
"إلى رفيقة العمر،شكراً للأرض،شكراً للأم التي وهبتني إياكِ"..
-وتحت عنوان "جورج حبش عاشقاً"،
قالت الكاتبة والأديبة "أمينة النقاش" :
الآسر فى تلك المذكرات مشاعر المحبة الغامرة التى تتناثر بين صفحاتها لابنة العم المقدسية «هيلدا عيسى» التى اقترن بها فى إحدى الكنائس الدمشقية،فى يوليو عام 1961 لتصبح فيما بعد «هيلدا حبش» وأُمّاً لابنتيه ميساء ولمى،وقوته الناعمة لخوض معاركه السياسية والتصدى لمصائب الدهر ومفاجآت الحياة،كما تتجلى تلك المشاعر فى كلمات إهدائه الرقيق المتدفق:
(إلى رفيقة العمر،شكراً للأرض،شكراً للأم التي وهبتني إياكِ)..
*تقول زوجة الحكيم:
إنني أعتبر أن ما قام به مركز دراسات الوحدة العربية من إنكار لحقي كمدونة وموثقة وشريكة في هذه التجربة النضالية هو تعدي سافر على جورج حبش شخصياً وعلى تاريخه النضالي و إرثه وعلى عائلته،إن مثل هؤلاء يطعنون جورج حبش ويقضّون مضجعه اليوم في قبره !
وتضيف أرملة الحكيم،بمشاعر الحزن والمرارة:
"اليوم أدركت أن زمن الحكيم قد ولّى تماماً بكل ما كان يحمله من قيم ومبادئ وأخلاق ثورية وحل زمن التخاذل والتواطؤ والمصالح الذاتية الضيقة والتهافت على الشهرة والتسلق على تاريخ الكبار بنفس إنتهازي وصولي،لقد رحل المناضلون الحقيقيون الذين افنوا أعمارهم وأعمار عائلاتهم تحت الأرض وعاشوا المنافي والشتات في مسيرة نضال حقيقية من أجل أن يتحدث عنها مناضلو الفضائيات و المؤتمرات!”.
————
*استخلاصاً واستنتاجاً،لا بد من القول:
-محاولات بائسة ويائسة تلك التي يقوم بها البعض للتضليل والتمويه والابتعاد عن الموضوع الأساس،وهو "السّطو على مذكرات القائد الخالد جورج حبش"،
هذه المذكرات وكما هو واضح أهداها المرحوم الحكيم لزوجته " هيلدا" وائتمنها عليها لنشرها،وبذلك يكون نشر هذه المذكرات حقاً وواجباً إنسانياً وشخصياً وخاصاً وقانونياً وحصرياً لزوجة الحكيم ولأسرته،دون غيرها،
أما ما جاء في بيان "مركز دراسات الوحدة العربية" بأن العقد الموقع بين الطرفين يكفل لزوجة الحكيم حقوقها المادية والأدبية والمعنوية فإن مجرد عدم توجيه الدعوة لأسرة الحكيم إلى الندوة التي تم فيها مناقشة مذكرات الحكيم وعقدها في غياب زوجته وأسرته،إنما يثير علامات استفهامٍ كثيرة وكبيرة،ويجعل من البيان المذكور مسرحية هزلية،خاصةً ما ورد في البيان بشأن حقوق أسرة الحكيم ؟!؟
أما ذهاب البعض إلى القول بأن تراث الحكيم ليس ملكاً لأسرته ولعائلته،فهو قول حق يراد به باطل،
فكل من يريد الكتابة أو التوثيق بما يتعلق بتراث الحكيم فبإمكانه أن يفعل مشكوراً،ولا يستطيع أي كان أن يحرمه من ذلك على قاعدة المصداقية والحقائق الموضوعية والتاريخية.
*وأخيرا ،وأتأمل أن يكون آخراً،
هذه مذكرات "الحكيم"وهذه حقوق "أسرته"،
هذه هي "الجبهة"التاريخ والتضحيات،
فإلى قيادتها،لا بد من موقف حاسم،يضع النقاط على الحروف،وينهي السجال القائم ،
لا تتركوا "النساء في الشمس،يَقْرَعْنَ جُدرانَ الخَزّان"!؟،..
*سامحونا،
#ADNANBARHAM
https://youtu.be/X8VFb-iVI78