![](https://wbpalestine.com/sites/default/files/styles/article_image/public/mhfwz20jbr1_1.jpg?itok=ZS-5wDDb)
الحرب على غزة بين العقلية الصهيونية والواقع
محمد محفوظ جابر
لا شك ان عقلية زعيم الليكود رئيس وزراء الكيان الصهيوني هي عقلية يمينية صهيونية متطرفة لا ترضى التنازل عن حبة رمل من "ارض الميعاد" وان صراعه مع العرب هو صراع وجود وليس صراع حدود وان الدولة اليهودية هي من الفرات الى النيل .لذلك يشن هذا العدو بين الفينة والاخرى حربا تدميرية ضد العرب في اي مكان من ارض الميعاد .واليوم يستهدف غزة مرة اخرى لكن حساباته لهذه الحرب سوف تؤدي الى فشله في حياته السياسية.
لقد كان العدوان مبيتا على غزة وحددت قيادة الجيش " بنك اهداف " وسبع خطوات تصعيدية بدءا من الاغتيال وصولا الى حرب برية.والسؤال هو لماذا الحرب في هذا الوقت بالذات؟
راهن ناتنياهو على فوز "روميني" رئيسا للولايات المتحدة وكان "روميني" قد وعده بالضوء الاخضر لضرب ايران، وبذلك يحصد ناتنياهو اصوات اليمين في الانتخابات القادمة ويوضع اسمه في سجل الزعماء الخالدين في التاريخ الصهيوني لانه قام بانجاز مهمة عظيمة للدولة اليهودية".
لكن فشل "روميني" في الوصول الى الرئاسة قطع الطريق امام ناتنياهو لتحقيق حلمه خاصة انه بدون الولايات المتحدة لا يمكن تحقيقه .ولأنه هيأ نفسه وشعبه للحرب فإنه يريد حربا يكسبها ولذلك عليه ان يختار الحلقة الاضعف في جبهة الاعداء وبين سوريا وحزب الله وغزة فإن خيار غزة هو الانسب ,لأن ثمن الحرب على سوريا غالي جدا بسبب جيشها القوي المتماسك والمسلح بأحدث الاسلحة ولأن تجربته مع حزب الله لا زال يعاني من مرارتها فإن غزة هي الاضعف ولديه حجة ان صواريخ تنطلق من غزة ضد الكيان الصهيوني ويجب ان يدمر مصادرها .
وليشعل الحرب العدوانية قام بإصدار امراغتيال القائد القسامي احمد الجعبري ليستفز حركة حماس ويستدرجها للحرب .وقد كان رد المقاومة بكل فصائلها اطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني ، ولأول مرة تصل صواريخ المقاومة الفلسطينية الى تل ابيب وتستهدف الكنيست في القدس وتثير الهلع والرعب في الجبهة الداخلية للعدو وتفاجىء استعداداته الداخلية لحماية شعبه .
كما ان العدوان هذه المرة جاء مختلفا عن العدوان في المرة السابقة، اذ انه لا يلقى استجابة من الانظمة العربية ولا من السلطة الفلسطينية برئاسة عباس الذي كان يطمح في المرة الماضية ان ان تخلصه "اسرائيل" من حركة حماس في غزة ، بينما اعلنت تسيبي ليفني الحرب من القاهرة وهي الى جانب المخلوع حسني مبارك .
ألآن تعيد الانظمة العربية حساباتها انطلاقا من قاعدة حركة الشعوب التي كسرت حاجز الخوف ولم تعد ترعبها الاجهزة الامنية ولا السجون.اما عباس "اليتيم السياسي" الذي فقد اصحابه واعدائه ومصداقيته بعد ان فقد شرعيته وشعبيته فقد وجد في اتخاذ موقف ضد العدوان فرصة لانقاذه من الوحل الذي غرق فيه .
في هذه الحرب قد تدمر قوات الاحتلال مباني غزة وما بناه امير قطر ولكنها لن تهزم ارادة القتال لدى الشعب العربي الفلسطيني الذي سينتصر في النهاية .