
الاقصى يتحول الى ثكنة عسكرية وسط حصارٍ وخرابٍ واعتقالٍ وإصابات
حوّلت قوات الاحتلال الصهيونية، المُدجّجة بالسلاح، المسجد الأقصى المبارك الى ثكنة عسكرية بعد عملية تشبه الى حدٍ كبير إعادة احتلاله، ونشْر عشرات الجنود في مرافقه المختلفة، وحصاره، والاعتداء على المصلين والموظفين والحرس بداخله، واصابة عدد كبير منهم، فضلاً عن تخريب وتحطيم الكثير من بوابات وموجودات المسجد المبارك.
كل ذلك جرى لتأمين اقتحامات عصابات المستوطنين اليهود لإحياء ما أسمته "ذكرى خراب الهيكل" في الاقصى المبارك، وسط مطالبات مسبقة من شرطة الاحتلال لإغلاق المسجد أمام المصلين وفتحه فقط للمستوطنين في هذا اليوم، ووسط تحذيرات أطلقتها الهيئات والمؤسسات الدينية والوطنية في القدس من الاستجابة لضغوطات المستوطنين واستهداف الأقصى.
وفي خطوة متقدمة في استفزاز مشاعر المصلين، سمحت شرطة الاحتلال باقتحام الوزير الصهيوني المتطرف "أوري أرئيل" المسجد الأقصى بحراسة مشددة ومعززة، فضلاً عن اقتحامه بمجموعات من المستوطنين لم يتعدى عددها الثلاثين مستوطناً.
وصاحب عملية اقتحام المسجد الاقصى، بأعداد كبيرة من عناصر الوحدات الخاصة بقوات الاحتلال، بأسلحتهم وعتادهم الكامل، الاعتداء بالضرب على المصلين من الرجال والنساء، وكذلك على العاملين في المسجد المبارك، بالإضافة الى اعتقال سيدة وشاب وطفل على الأقل داخل وبمحيط الاقصى المبارك، فضلاً عن منع المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد وكذلك منع قيادات وكوادر الأوقاف الاسلامية من الدخول اليه.
الأوقاف الاسلامية كانت نشطت في الأيام السابقة بإجراء اتصالات مكثفة مع العديد من الجهات من بينها شرطة الاحتلال لمنع اقتحامات المستوطنين اليوم، في حين حمّل الحراك الشبابي المقدسي والقوى والمؤسسات الدينية والوطنية في القدس الاحتلال المسؤولية الكاملة المترتبة على استهداف المسجد الأقصى، وحذرته من أي خطوة من شأنها المساس بحرمة ومكانة المسجد المبارك، وطالبت المواطنين بالالتفاف حول المسجد وشد الرحال اليه والتواجد المكثف فيه؛ وهو ما دفع بعشرات الشبان، الى الاعتكاف به ليلاً، للذود عنه.
ولأول مرة، تشارك مجموعة من البحث الجنائي التابعة لشرطة الاحتلال في اقتحامات المسجد الاقصى وأخذ البصمات عن بواباته الداخلية لملاحقة المصلين.
وحسب عدد من العاملين في المسجد الاقصى، فان حدّة التوتر زادت في ساعات الصباح الأولى في الاقصى، لكنها عادت الآن لتأخذ منحى أقل بعد انسحاب قوات الاحتلال من المسجد، في ما لا يمكن التكهن حول امكانية رفع الاحتلال الحصار المشدد المفروض على المسجد مع اقتراب موعد صلاة الظهر.