
الاخطار السياسية لزيارة البابا الدينية محمد محفوظ جابر أعلن البابا فرنسيس أن زيارته إلى الأراضي المقدسة " ستكون دينية بامتياز" وقد حاول البابا أن يعطي الصبغة الدينية لزيارته للمنطقة ونفى أن تكون الزيارة سياسية ، ولكن الحقائق التي رافقت زيارته تؤكد أنها سياسية بغطاء ديني : (1) توقيع إعلان مشترك مع بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي برثلماوس الأول يعرب فيه الطرفان عن قناعتهما " أن الحوار والمغفرة والمصالحة ، لا السلاح "هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لتحقيق السلام ". وقال الاعلان " من مدينة القدس المقدسة هذه نعبر عن قلقنا العميق المشترك إزاء وضع المسيحيين في الشرق الأوسط وحقهم في البقاء مواطنين كاملي المواطنة في بلادهم ". ودعى المسيحيين إلى تعزيز حوار أصيل مع اليهودية والإسلام والتقاليد الدينية الأخرى وهو هنا يحول الصراع العربي الصهيوني إلى صراع ديني ويرى الحل فيه بالحوار بين الأطراف وان اي تسوية سوف تتم يجب ان تأخذ بعين الاعتبار الوجود المسيحي. (2) إن زيارة حائط البراق والذي يدعي اليهود انه "المبكى " يعطي شرعية لحق اليهود في هذا الحائط الإسلامي لأن زيارته اليه هي انه حائط المبكى وليس البراق. (3) إن زيارة متحف ( ياد فاشيم ) لما يسمى " تخليد ذكرى ضحايا المحرقة النازية " هي زيارة لمكان ليس له علاقة بالأديان بل هو اعتراف بابوي بما يسمى "المحرقة النازية " لليهود في ألمانيا . (4) زيارة ضريح هرتسل مؤسس الصهيونية ووضع الزهور عليه لا تسجل زيارة دينية بل اعتراف بالدولة اليهودية ومؤسسها هرتسل . (5) إن زيارة البابا للقدس في ظل الاحتلال الصهيوني هي دعوة لزيارة المسيحيين العرب للقدس تماماً مثل الفتاوى الإسلامية للمسلمين بزيارة القدس وكلاهما دعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني . (6) إن دعوة البابا لرئيس السلطة الفلسطينية ورئيس سلطة الاحتلال الصهيوني لزيارته في البابوية لإجراء مفاوضات عنده هي دعوة سياسية تخرج عن مفهوم الدعوة الدينية . هل بعد هذا كله لا يزال البابا يصر ان زيارته دينية؟