الأسرى يسجلون انتصارا جديدا على السجان الإسرائيلي والأخرس يواصل «معركة الأمعاء الخاوية» لليوم الـ86
غزة ـ«القدس العربي»:
سجل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتصارا جديدا على السجان الإسرائيلي، بعد خطوات نضالية تمثلت في إضراب مفتوح عن الطعام بدأه 60 أسيرا، وكان آخذا في التوسع، لإرغام الاحتلال على إنهاء عزل أسير فلسطيني موجود في الزنازين منذ أكثر من أربعة أشهر، في وقت يواصل فيه الأسير ماهر الأخرس معركته في الإضراب عن الطعام لليوم الـ 86، وعينه ترنو للحرية.
وأعلنت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال، التوصل الليلة قبل الماضية إلى اتفاق مع مصلحة السجون بإنهاء عزل مسؤولها في سجون الاحتلال وائل الجاغوب، وقالت إن ذلك جاء “رضوخاً للخطوات النضالية التي أعلنها رفاقنا في منظمة السجون في معركة عهد الأوفياء” لافتة إلى أن رضوخ الاحتلال جاء أيضا بعد تدخل قوي وجهود حثيثة بذلتها فصائل العمل الوطني والإسلامي في السجون وعلى وجه التحديد في سجن ريمون من فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وبضغطٍ عالٍ من الجميع على إدارة مصلحة السجون لحل قضية عزل الجاغوب.
وأوضحت أنه تم التوصل ليل أول من أمس الأحد إلى اتفاق مع مصلحة السجون بإنهاء عزل الرفيق الجاغوب في وقت قريب جداً لا يتجاوز نهاية العام، ونقله إلى مكان قريب من رفاقه في سجن ريمون ليتمكنوا من التواصل معه بشكلٍ منتظم، وإدخال أحد أسرى الشعبية عنده والسماح بزيارة عائلته حتى خروجه من العزل.
وأعلنت الجبهة الشعبية، انه بناءً عليه، قامت منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال بتعليق خطوات الإضراب ومعركة “عهد الأوفياء” حتى إخراج الرفيق من العزل، وتعهدت ومعها جميع القوى بتنفيذ خطوات نضالية موحدة إذا لم يلتزم الاحتلال بهذا الاتفاق.
وقد اعتقل الاحتلال الجاغوب (43 عاما) عام 2001 وحكم عليه بالسجن المؤبد عدة مرات، وقد منعه الاحتلال من حقّه في الزيارة منذ بداية اعتقاله، وبعد أربع سنوات تمكنت والدته من زيارته لأول مرة، ومنذ أشهر قامت سلطات الاحتلال بوضعه في زنازين انفرادية.
واستمرارا للثورة التي أعلنها عشرات الأسرى الفلسطينيين ضد السجان الإسرائيلي، لم يأبه 60 أسيرا لقمع الاحتلال، وواصلوا الإضراب عن الطعام لليوم الخامس على التوالي، رفضا لعقوبات إسرائيلية اتخذت بحق ثلاثة من زملائهم، رغم زجهم في زنازين العزل الانفرادي،
وكان 60 أسيرا من الجبهة الشعبية دخلوا قبل خمسة أيام في إضراب مفتوح عن الطعام، كان يخطط أن يتوسع في الأيام المقبلة، نصرة للأسيرين الجاغوب والأخرس، حيث نقلتهم سلطات الاحتلال صباح الأحد إلى زنازين انفرادية، تفتقر لكل مقومات الحياة، لضيق مساحتها واتساخها بهدف كسر إرادتهم.
وكان من المقرر أن يلتحق يوم الإثنين الأسير الجاغوب بمعركة الإضراب عن الطعام، إلى جانب رفاقه، في إطار السعي لإنهاء عزله وعدد من الأسرى والممتد منذ عدة أشهر، قبل أن يعلن عن حل الأزمة.
والمعروف ان الزنازين الانفرادية تفوح منها روائح عفنة تخلفها الرطوبة وعدم وصول الشمس اليها، ويوضع فيها الأسير بلا أي ونيس ويحرم من زيارة الأهل، ومن أي حقوق أخرى.
يُشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال صعدت منذ مطلع العام من عمليات العزل للأسرى، ومنهم الأسير وائل الجاغوب، وعمر خرواط، وحاتم القواسمة وآخرون.
وجاء الانتصار الجديد للأسرى، في ظل استمرار الأسير ماهر الأخرس في معركة الأمعاء الخاوية لليوم الـ 86 على التوالي، رافعا شعار النصر بالحصول على قرار فوري بإطلاق سراحه أو الشهادة، وقال مكتب إعلام الأسرى إن هناك تحذيرات قوية من استشهاده في أي لحظة.
ويوجد الأسير الأخرس (49 عاما) حاليا على سرير العلاج في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي، حيث يعاني من وضع صحي خطير للغاية، بسبب معاناته من الإعياء والإجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم في الرأس، إضافة لفقدان حاد في الوزن، وحالة عدم اتزان، وعدم القدرة على الحركة، وفقدان الكثير من السوائل والأملاح، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، وبات لا يقدر على الرؤية الواضحة.
ويشتكي أيضا من إصابته بتشنجات، وقد حذر الأطباء من أنه قد يفقد حياته في أي لحظة، منذرين بأن إضرابه الطويل قد يؤدي إلى تلف أعضاء جسده وأن يوقف عمل الكلى أو الكبد والقلب، وقد يصيبه بأمراض في مراحل لاحقة.
وطالب المجلس الوطني الفلسطيني برلمانات العالم واتحاداتها بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير الأخرس المضرب.
وقال في رسائل متطابقة وجهها رئيسه سليم الزعنون الى برلمانات نوعية في قارات العالم “إن حياة الأسير الأخرس في خطر حقيقي، يتعرض للموت البطيء، في ظل استهتار الاحتلال بحياته، وعدم الاستجابة لمطلبه الوحيد، بإنهاء اعتقاله الإداري وإطلاق سراحه، حيث رفضت سلطات الاحتلال مرتين طلباً عاجلاً للإفراج عنه رغم تدهور حالته الصحية”.
وتواصلت الحملات الشعبية المناصرة للأسير الأخرس، حيث نظم نشطاء وأهالي الأسرى وقفات جديدة أمام مقرات الصليب الأحمر، وفي مراكز عدة مدن فلسطينية، رفعوا خلالها لافتات تنادي بتدخل دولي عاجل لإنقاذه قبل فوات الأوان، وحملوا إسرائيل المسؤولية عن حياته.
كما نظمت حركة الجهاد الإسلامي ليل الأحد وقفة مساندة وداعمة للأسير الأخرس المضرب عن الطعام، في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة، شارك فيها حشد كبير من الأطفال حاملين صور الأسير الأخرس والشموع.
وتعتقل سلطات الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ومن بين العدد الإجمالي هناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.