"الأردن يتخلى عن قناة البحرين مع "إسرائيل
تاريخ النشر: 17/06/2021
عرب ٤٨ تحرير: محمد وتد
تخلى الأردن نهائيا عن فكرة مشروع "قناة البحرين"، رغم التأكيد الإسرائيلي حول الوصول لتفاهمات بغية البدء بالمشروع المتعثر منذ خمس سنوات، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" اليوم الخميس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في العاصمة عمان قولها إن "الأردن قرر بشكل نهائي التخلي عن مشروع قناة البحرين، بينه وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". وبحسب المصدر الأردني، ستركز المملكة جل اهتمامها لتطوير مشروع "ناقل المياه الوطني"، الذي لا يشارك فيه أي طرف، وذلك في محاولة من الحكومة الأردنية مواجهة النقص الحاد في المياه الذي تعاني منه البلاد". ووقعت الأردن وإسرائيل في العام 2013 في العاصمة الأميركية واشنطن على مذكرة تفاهم بشأن مشروع "قناة البحرين"، علما أنه تم في العام 2002 الشروع في صياغة المشروع المشترك للحكومتين الأردنية والإسرائيلية. وكشف عن فكرة المشروع الأردني الإسرائيلي خلال أعمال مؤتمر قمة الأرض للبيئة والتنمية، الذي عقد في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا بالعام 2002. وعن أسباب تخلي الأردن عن مشروع "قناة البحرين"، ذكرت المصادر الأردنية، أنه لم تكن هناك رغبة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي لتنفيذ المشروع الذي تم التعامل معه بنوع من المراوغة والمماطلة من قبل إسرائيل. وأضافت المصادر الأردنية أن "إنهاء المشروع والتخلي عنه يمثل خسارة إستراتيجية لإسرائيل أيضا، ولا يشكل خطا مشجعا لمشاريع وتحركات مستقبلية. ويتضمن المشروع توفير 85 مليون متر مكعب من المياه للأردن سنويا وتزويد البحر الميت بكمية تصل إلى 200 مليون متر مكعب سنويا. كما كان يفترض أن تحصل الأراضي الفلسطينية على 30 مليون متر مكعب و20 مليون متر مكعب ستشتريها إسرائيل من الأردن بسعر الكلفة. وقال وزير المياه محمد النجار، قبل عدة أيام، لـ"العربي الجديد" إن مشروع "قناة البحرين"، الذي يربط بين البحرين الأحمر والميت بواسطة قناة لرفع منسوبه وكذا توفير مياه الشرب للأردن، "لم يعد قائما بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الجهات التي كانت تنوي إطلاقه، وهي الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل". وأضاف النجار "المشروع انتهى وأن جهود الأردن تنصب على تنفيذ مشروع وطني لنقل المياه بدون مشاركة أي طرف"، مؤكدا أن "كميات المياه التي كانت منتظرة من مشروع ناقل البحرين لا تكفي احتياجات الأردن بأي شكل من الأشكال". وسيمكن مشروع "ناقل المياه الوطني" الذي يحاول الأردن تطويره بهذه المرحلة ضخ المياه من البحر الأحمر، وتحلية المياه في منشأة في العقبة، بحيث سيحصل الأردن على 300-200 مليون متر مكعب من المياه سنويا. وبحسب مسؤول أردني مطلع، فإن "السبب خلف إلغاء فكرة المشروع يعود إلى مماطلة إسرائيل وعدم اتخاذها إجراءات حقيقية وجادة للبدء بالتنفيذ". وكان المشروع يهدف إلى تحلية مياه البحر الأحمر وضخ جزء منها إلى البحر الميت لإنقاذه من تدهور بيئي مطرد. وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"العربي الجديد"، إن تعثر المشروع جاء نتيجة توتر العلاقات بين الأردن وحكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة سنوات، بسبب رفض الجانب الأردني صفقة القرن والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمقدسات. وأضاف أنه "وفقا لما خطط له، كان يفترض البدء بتنفيذ المشروع قبل حوالي 4 سنوات، لكن مماطلة إسرائيل وعدم جديتها دفعت الأردن للتفكير بخيارات أخرى لتوفير مصادر جديدة للمياه، ومن ذلك مشروع الناقل الوطني". وعليه، سيضطر الأردن خلال السنوات المقبلة إلى الاستمرار في الاعتماد على المياه التي يشتريها من إسرائيل كل عام بموجب اتفاقية السلام بين البلدين، وتقدر بحوالي 50 مليون متر مكعب.