اضراب الأسرى "كرامة (2)" نضال مستمر محمد محفوظ جابر إن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني هم امتداد لحركة المقاومة الفلسطينية خارج السجون، ونضالهم هو امتداد للمقاومة ضد الاحتلال وهو استمرارية طبيعية لتحقيق الاهداف التي انطلقت من أجلها المقاومة. وإن نضال الاسرى لم ولا يتوقف عند ابواب السجون بل يخترق الابواب رغم قيود السجن ورغم قساوته. لقد جسد نضال الاسرى بطولات يضرب فيها المثل بالصمود في التحقيق والتحدي للتعذيب بأنواعه الجسدي والنفسي. فالحركة الأسيرة الفلسطينية قدمت التضحيات الكبيرة داخل أقبية التحقيق وداخل السجون والمعتقلات وهناك أكثر من مائتي شهيد قدموا ارواحهم اثناء التحقيق أو اثناء الاضراب عن الطعام وبعضهم استشهد بسبب الاهمال الصحي. الاضراب عن الطعام هو وسيلة نضالية للأسرى ضد السجان الصهيوني الذي يصادر كل حقوقهم الانسانية ويستخدم كل أدوات البطش والتنكيل والارهاب ضدهم، مخالفاً جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية لمعاملة الاسرى وحقوق الانسان الدولية. إن الاضراب عن الطعام وسيلة يستخدمها الاسرى والسجناء في جميع انحاء العالم، وكان يضرب المثل بالشعب الايرلندي أنهم اصحاب اطول اضراب في التاريخ وكان قد استمر (94) يوماً، إلا أن الشعب الفلسطيني تجاوز الرقم القياسي هذا عندما سجل الأسير سامر العيساوي اطول اضراب عن الطعام في التاريخ والذي استمر (227) يوماً توج بالنصر والافراج عنه، وغيره ايضاً حققوا ارقاماً قياسية تجاوزت ما سجله الايرلنديون في اضراباتهم. فالاضراب عن الطعام ليس حباً في الموت او تعبيراً عن اليأس بل هو وسيلة نضالية تستخدم للتعبير عن الاحتجاج ضد الاعتقال وضد الممارسات اللاانسانية والسلوك الارهابي الهمجي الذي تتبعه اداره مصلحة السجون الصهيونية ضد الاسرى. وسجلت الحركة الاسيرة الفلسطينية في سجل تاريخها النضالي أنها عنوان الوحدة الوطنية الفلسطينية عندما وقع قادة الفصائل في السجون وثيقة الوفاق الوطني التي توصلوا إليها في أيار (2006) لتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية ووحدتها ومواجهة المشروع الاسرائيلي. كما رسخت الحركة الاسيرة الوحدة الوطنية عملياً داخل السجون بتشكيل قيادة وطنية موحدة للجميع وهي التي تختار قيادة لجنة الاسرى في حالة الاضراب عن الطعام. لذلك نرى العدو الصهيوني الذي يدرك أهمية هذه القيادات الأسيرة يقوم باعادة اعتقالها بعد الافراج عنها ويحولهم إلى الاعتقال الإداري حتى لا يقوموا بدورهم في المجتمع إنهم لقادة حقيقيون. وفي هذه الايام يخوضون اضراب الكرامة (2)، ليس اضراباً عبثياً، بل جرى بسبب تنصل ادارة مصلحة السجون الصهيونية من الاتفاقيات المعقودة معهم ورفضها مطالب الاسرى وخاصة السماح بالزيارات وقضية ازالة اجهزة التشويش التي ثبت علمياً أنها تسبب السرطان. فهل نترك هؤلاء الابطال الذين ضحوا بدمائهم وشبابهم من أجلنا من أجل تحرير فلسطين، يواجهون الارهاب الصهيوني بقتلهم الواحد تلو الآخر؟؟ إذن لنطلق صرختنا: "لا لقتل الأسرى الفلسطينيين، ولتدوي صرختنا في جميع انحاء العالم لننقل صوت الاسرى للعالم ان ينقذهم من الموت". لنشغل العالم كله بقضية الاسرى وليعرف العالم الذي يسعى للقضاء على السرطان أن الكيان الصهيوني هو بؤرة السرطان في المنطقة ويسعى لتدمير حياة البشر. الحرية لجميع الاسرى والموت للصهاينة