بيت لحم - - سادت اجواء من الغضب اوساط الاسرى القابعين في سجن "ريمون" وعددهم 840 اسيرا في اعقاب التقرير الذي نشره الصحافي الاسرائيلي بن كاسبيت في الملحق الاسبوعي لصحيفة (معاريف) الاسرائيلية اليوم الجمعة، وحمل فيه على الاسرى بشكل غير مسبوق ، وذلك بذريعة قيام احد الاسرى بضرب شرطي اسرائيلي قبل عدة اشهر ردا على عمليات التفتيش المذلة التي يتعرض لها اهالي الاسرى عند حاجز يسمى (شمعة) قرب بلدة الظاهرية بمحافظة الخليل ، حيث قام هذا الاسير بضرب احد عناصر شرطة الاحتلال بعد ان علم بتعرض شقيقته لتفتيش مهين اثناء توجهها لزيارته داخل السجن.
وتعقيبا على هذه الحادثة، كتب بن كاسبيت اليوم مقالا وصف فيه الاسرى بانهم "كالخنازير يأكلون وينعمون بكل النعم وتصيبهم التخمة ومن ثم يقومون بضرب الشرطة".
ووصف الاسير جمال الرجوب ممثل الاسرى في سجن "ريمون" خلال اتصال هاتفي مع مراسل مساء اليوم الجمعة التقرير بانه خطيروعنصري وينطوي على تحريض صريح ضد الاسرى ، مشيرا الى ان هذا الكاتب العنصري يحرض حكومته والرأي الاسرائيلي على الاسرى من اجل معاقبتهم والتضييق عليهم.
وقال الرجوب "قمنا بمراسلة مدير مصلحة السجون وقائد المنطقة الجنوبية في مصلحة السجون ، اضافة الى مراسلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بشأن ما جاء في التقرير الخطير"، مؤكدا ان الاسرى يعتزمون رفع دعوى الجهات القضائية ضد صحيفة "معاريف" وضد الصحفي بن كاسبيت نظرا للتحريض الخطير الذي تضمنه التقرير ضد الاسرى، لا سيما وانه لم يكتب الحقيقة ولم يشير الى انه وفي اعقاب ضرب الشرطي من قبل الاسير ماهر عبيات وهو من سكان بيت لحم عمدت ادارة السجن الى اتخاذ سلسلة من العقوبات الجماعية ضد الاسرى شملت عزل 5 منهم في زنازين انفرادية لمدة اسبوعين: وهم حسن نواورة، ومحمد ابو سرور وعز الدين حمامرة، ورمزي ابو زر، اضافة الى الاسير ماهر عبيات، كما تم حرمان كافة الاسرى من الزيارات لمدة شهر، اضافة الى اغلاق السجن لمدة 48 ساعة وهو ما يعني منع الاسرى من ممارسة اية نشاطات ، ومنعهم من الخروج الى "الفورة" واقتحام قسم 6 في السجن واتخاذ اجراءات عقابية بحق الاسرى القابعين فيه، الى جانب منع كل الاسرى من غسل ملابسهم لمدة اسبوع،
واوضح الرجوب ان كل هذه الاجراءات القمعية بحق الاسرى لم يتطرق لها التقرير وكاتبه ، مشيرا الى ان قيادة الحركة الاسيرة في السجن اتخذت سلسلة من الاجراءات والتدابير لمنع تفاقم الموقف ، غير ان ادارة السجن تواصل التنكيل بالاسرى منذ ذلك الوقت بما في ذلك منع الاسرى من اداء صلاة التراويح، اضافة الى تقديم وجبات الافطار للاسرى الصائمين بعد موعد الافطار وغير ذلك من الاجراءات التعسفية.
بدوره، استنكر عيسى قراقع، وزير شؤون الاسرى والمحررين المنشور في صحيفة "معاريف"، مؤكدا ان التقرير حرض على الاسرى من اجل حمل المستوى السياسي على اتخاذ المزيد من الاجراءات العقابية ضد الاسرى وهو يدلل ايضا على ان الاعلام الاسرائيلي هو جزء من المعركة التي تشنها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته.