اسرائيل توزع منشورات ايذانا بتنفيذ مشروع "كدام" التهويدي في سلوان
القدس - وزعت طواقم بلدية الاحتلال اليوم منشورات على عدد من أهالي حي وادي حلوة، تمهيدا للشروع بتنفيذ مشروع "مجمع كدام – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، في ساحة باب المغاربة بمدخل بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وتوضح المنشورات أن المشروع يحمل الرقم الهندسي الهيكلي13542، ويهدف لإقامة مبنى سياحي، يشمل موقف، في مساحة "الحديقة الوطنية حول سور القدس، بدعوى التنمية وكشف موقع أثري، والمحافظة عليه وتطويره".
وطلبت لجنة "التنظيم المحلية" في بلدية الاحتلال من اي شخص متضرر من مشروع "كدام" تقديم اعتراضه خلال 60 يوما، الى مكاتب "اللجنة المحلية -القدس"، وحسب المنشور فان الاعتراض لن يقبل ولن يتم النظر اليه الا اذ قدم خطيا مع بيان الأسباب مرفقة بتصريح يؤكد صحة الوقائع تستند اليها وفق قوانين البناء والتنظيم.
وأوضح أحمد قراعين عضو لجنة وادي حلوة- بسلوان في بيان للجنة صدر مساء اليوم وحصلت معا على نسخة منه أن مشروع "كدام" سيتم اقامته بشكل ملاصق لسور المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، على أرض تعود ملكيتها لأهالي بلدة سلوان، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها قامت بلدية الاحتلال بمصادرتها وهدم غرفتين فيها تعود لعائلة عبده، ثم حُولت لموقف سيارات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية العاد الإٍستيطانية بطرق ملتوية، بدأت منذ ذلك الحين بالتخطيط لبناء مشروع استيطاني فيها.
وأضاف قراعين أنه حسب خرائط المخطط سيتم إنشائه بمسطح بناء حوالي 16 ألف مترا مربعا، مؤلف من عدة طوابق، مخصصة لاستخدام علماء ودائرة الاثار الاسرائيلية، اضافة لقاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لسيارات السياح والمستوطنين، كما سيتم تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية العاد الاستيطانية.
وأشار قراعين أن جمعية العاد الاستيطانية قامت منذ 2003، بأعمال حفر متواصلة في منطقة المشروع "ساحة باب المغاربة" وهدمت مقبرة إٍسلامية عمرها أكثر 1000 سنة،اضافة الى تدمير آثار بيزنطية ورومانية، من غرف وأعمدة وأقواس، وأبقت على عدد قليل منها تدعي انها "آثار الهيكل الثاني"، حيث سيخصص جزء من المخطط لعرض هذه "الاثار المزعومة."
ولفت قراعين الى أن مشروع "كدام" مقام على شبكة من الأنفاق التي حفرت خلال الأعوام السابقة، الممتدة من عين سلوان حتى حائط البراق.
وأوضح قراعين أن الحكومة الاسرئيلية طرحت قبل حوالي 10 أيام مخطط "كدام" سلوان للاعتراض العام، وذلك ضمن خطواتها للمضي قدما للمصادقة عليه، وبعد تسريب الخبر في وسائل الاعلام قامت البلدية اليوم بتوزيع المنشورات على السكان للاعتراض عليه، وبالتالي لن يكون هناك
وقت كاف للسكان واللجان بالتحرك والتوجه الى الجهات القضائية.
ولفت قراعين أن "عمال سلطة الآثار الإسرائيلية" قاموا في بداية شهر حزيران الماضي، بوضع أعمدة حديدية على قطعة أرض لعائلة صيام في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، للبدء بأعمال حفر وتوسيع في ساحة باب المغاربة، تمهيدا لتوسعتها لاقامة "مبنى كيدم".
واستنكر قراعين المخطط الإسرائيلي الهادف الى تغيير الطابع الإسلامي العربي لبلدة سلوان، حيث أن المشروع سيتم تنفيذه على مدخل البلدة وبملاصقة تامة لأسوار المسجد الأقصى، وبالتالي فإن البلدة ستظهر يهودية "مستوطنة" مطلة على قبة المسجد الأقصى، وستلغي التاريخ الأصيل في المنطقة.
واستهجن ادعاء بلدية الاحتلال بإن الهدف من المشروع هو " تنمية وتطوير المكان"، مؤكدا ان المشروع لا يخدم اهالي البلدة، حيث هناك أكثر من 8 منازل ملاصقة له مهددة بالهدم، اضافة الى وجود العشرات من المباني الاخرى قريبة منه مهددة أيضاً، كما سيحجب المشروع أشعة الشمس والهواء عن سكان وادي حلوة، وسيحول دون تمكنهم من رؤية إطلالة قبة المسجد الأقصى، ومن الممكن أن يحجب صوت الآذان حيث سيخصص جزء منه للاحتفالات الخاصة والتي ترافقها الأصوات والاغاني الصاخبة، منوها الى الأضرار الخطيرة التي لحقت بالمنازل المجاورة خلال عمليات الحفر المتواصلة، من تشققات وانهيارات بالأرضيات والأسقف والجدران.
ودعت لجنة حي وادي حلوة السلطة الفلسطينية باعتبارها عضوا كامل العضوية في منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة، بالعمل الفعلي والسريع للحيلولة دون تنفيذ مشروع "كدام" التهويدي، خاصة وان القوانين الدولية تمنع تغيير المعالم الأثرية والتاريخية في الدولة المحتلة، كما ان هذا المشروع يعتبرا مناقضا لقوانين البناء الإسرائيلية لأنه سيكون أعلى من أسوار القدس القديمة بحوالي 20 مترا هوائيا.
كما دعت لجنة الحي من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية تقديم الاعتراضات على هذا المشروع، حفاظا على الطابع العربي الاسلامي للبلدة خصوصا وللقدس عموما.
وأوضحت اللجنة انه ستقعد لقاء مع سكان وادي حلوة ومختصين ومحاميين، تمهيدا لتقديم الاعتراضات اللازمة على المشروع التهودي.