استقالة وزير الثقافة المصرية واتهامات للشرطة بتعذيب المعتقلين
أثارت وفاة ناشط مصري شاب يعتقد انه تعرض للتعذيب خلال احتجازه في معسكر للشرطة ووفاة اخر متاثرا باصابته بالرصاص الحي اضافة الى ضرب وسحل وتعرية مواطن على يد قوات الامن امام قصر الرئاسة قبل 3 ايام حالة غضب شديدة وجددت المطالبة بسرعة اصلاح وزارة الداخلية الذي كان مطلباً رئيسيا للثورة التي اسقطت حسني مبارك قبل عامين.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب قدم اليوم استقالته لرئيس مجلس الوزراء هشام قنديل دون مزيد من التفاصيل، في حين ذكرت جريدة الاهرام ان الوزير قدم استقالته احتجاجا على مشاهد تعرض مواطن للضرب والسحل والتجريد من ملابسه على يد الشرطة امام القصر الرئاسي في القاهرة.
وكانت قنوات تلفزيونية بثت شريط فيديو صادما صور مباشرة من امام قصر الرئاسة يظهر فيها افراد من الشرطة يضربون ويسحلون مواطنا يدعى احمد صابر وقد تم تجريده تماما من ملابسه.
ومن جهة اخرى أعلنت وزارة الصحة المصرية وفاة الناشط محمد الجندي في مستشفى الهلال الذي نقل اليه في حالة غيبوبة فيما اكد التيار الشعبي المعارض انه مات اثر تعرضه لتعذيب وحشي في معسكر للشرطة.
ونعى التيار الشعبي، الذي اسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي اثنين من "زهرة شباب الثورة المصرية الذين استشهدوا غدرا وغيلة في مظاهرات شعارها السلمية"، وأضاف بيان التيار ان محمد الجندي عضو التيار الشعبي "توفي نتيجة تعذيبه حتى الموت" كما توفي عمرو سعد (العضو في التيار الشعبي كذلك) نتيجة اصابته أمام قصر الرئاسة بالرصاص في الراس والصدر يوم الجمعة الماضي، وحمّل البيان رئيس الجمهورية ووزير الداخلية المسؤولية السياسية والجنائية عن "دمائهما الطاهرة"، وشدد على أن التيار سيلجأ الى القضاء "للحصول على القصاص العادل".
وجرى تشييع جثماني الجندي وسعد بعد ظهر الاثنين في جنازة انطلقت من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير شارك فيها مئات الشباب كما حضرها صباحي، في وقت ردد المشاركون في الجنازة هتافات معادية للرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
وفي طنطا، شمال القاهرة، فرقت الشرطة المصرية بقنابل الغاز المسيل للدموع متظاهرين غاضبين كانوا يحتجون امام مديرية الامن بعد قليل من دفن الجندي في هذه المدينة، مسقط راسه حسب شهود.
وكانت والدة محمد الجندي روت في لقاء تلفزيوني مع قناة النهار المصرية الجمعة الماضي ان ابنها اختفى منذ 25 كانون الثاني/يناير الماضي بعد مشاركته في التظاهرات التي نظمتها المعارضة في الذكرى الثانية للثورة، واضافت انها بحثت عنه لعدة ايام قبل ان يبلغها معتقلون خرجوا من معسكر لقوات الامن المركزي (مكافحة الشغب) ان محمد الجندي معتقل في المعسكر حيث "يتعرض لضرب مبرح ومصاب في رأسه"، واكدت والدة الجندي انها فوجئت بعد ذلك بأن ابنها موجود في مستشفى الهلال مؤكدة انه نقل اليها "بعد ان مات"
واكدت مصادر طبية ان الجندي "كان في حالة وفاة اكلينيكية (سريرية) عند وصوله الى المستشفى".
وقالت صفحة "كلنا خالد سعيد" على شبكة فيسبوك، التي اسسها المدون المصري وائل غنيم قبل الثورة ضد مبارك، ان "التقرير الطبي المبدئي لمحمد الجندي يشير الى اثار اسلاك على الرقبة واثار كهرباء باللسان وآثار كي بالنار بالظهر والبطن واثار ضرب بالات حادة في الوجه والبطن والظهر والساقين".
واكدت صفحة كلنا خالد سعيد ان الجندي "اختفى اربعة ايام مع 23 متظاهرا عرف لاحقا انه تم اعتقالهم من قبل قوات الشرطة في محيط كوبري قصر النيل بعد مشاركتهم في احتجاجات ميدان التحرير في الذكرى الثانية للثورة".
ولم يصدر اي تعليق على هذه الاتهامات من قبل وزارة الداخلية حتى الان، فيما أدى هاذان الحادثان الى مقارنة سلوك الشرطة في عهد الرئيس محمد مرسي بممارستها في ظل حسني مبارك.
هذا واعلنت الرئاسة في بيان نشر على صفحة المتحدث الرسمي باسمها على فيسبوك انها تجري اتصالات مع مكتب النائب العام لمتابعة الأسباب التي أدت إلى وفاة الناشط محمد الجندي، واكدت انه لا عودة لإنتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم العامة والخاصة في ظل دولة الدستور وبعد ثورة 25 يناير المجيدة.