استطلاع: تمسك بالحقوق الأساسية ورفض اتفاق الاطار
رام الله - أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" اليوم، تمسكا كبيرا فيما يتعلق بالقضايا الأساسية كحق اللاجئين والقدس والحدود كما تعارض الغالبية أي تنازلات بالنسبة للثوابت المتعارف عليها وعندما جرى التطرق للحديث عن اعلان الاطار المقترح من قبل وزير الخارجية الامريكي جون كيري ومن وراءه ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما صرحت غالبية المستطلعين (57%) بانهم ليسوا على معرفة بهذا الاطار، بينما صرح 37% بأنهم على معرفة به الى حد ما، و6% فقط على معرفة الى حد كبير.
وتظهر النتائج بأن الغالبية متشائمة وفي حالة من عدم اليقينية حول المخرجات المتوقعة من اتفاق الاطار، حيث صرح 48% بأن اتفاق الاطار سيفشل في التوصل الى اتفاق نهائي و37% صرحوا بانهم غير متأكدين من نتائجه، مقابل 15% فقط صرحوا بأنه سينجح.
وتأتي هذه النتائج بعد يوم من قيام الاحتلال الاسرائيلي بقتل ستة فلسطينيين وقبل أسبوع من انعقاد جلسة المجلس الثوري لحركة فتح الذي ألقى فيه الرئيس محمود عباس خطابا هاما متعدد القضايا أبرزها الحديث عن الجولات الاخيرة من المفاوضات. وتزامن اجراء هذا الاستطلاع في أجواء منتصف التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس محمود عباس لواشنطن بهدف لقاء أوباما الذي سبق له أن التقى برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو. كما أن المدة الزمنية المحددة للمفاوضات قد شارفت على الانتهاء مما يشير الى أن نافذة المفاوضات قد تغلق مجددا. وفي نفس الوقت، فان الوضع في قطاع غزة لم يكن أفضل حالا حيث يشهد حصارا اسرائيليا مستمرا بالإضافة الى العديد من العقوبات المفروضة عليه من أطراف عربية، كما أن القطاع تعرض للعديد من الهجمات الاسرائيلية مما حذا بالجهاد الاسلامي لإطلاق العديد من الصواريخ باتجاه اسرائيل.
وجاءت هذه النتائج ضمن استطلاع للرأي العام تم تنفيذه في الفترة الواقعة ما بين 9-10 آذار 2014 ضمن عينة مختارة بشكل علمي ومكونة من 1200 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمن نسبة خطأ +3%. وأجري الاستطلاع تحت إشراف الدكتور نادر سعيد– فقهاء، مدير عام أوراد.
تكشف نتائج الاستطلاع ان غالبية قوامها (66%) بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الخاطئ وكانت النسبة الاكبر في قطاع غزة حيث بلغت (78%) بينما في الضفة الغربية بلغت (59%). وبالمثل، تظهر النتائج أن 49% متشاؤمون، مقابل 48% متفاؤلون. وفي سياق الأوضاع الاقتصادية والامنية، أظهرت الغالبية أراء سلبية، حيث صرح 53% بأن الوضع الاقتصادي بالنسبة لهم أسوأ مقارنة مع قبل سنة، بينما صرح 33% بأن الوضع الاقتصادي بقي كما هو، وصرح 13% بأن وضعهم الاقتصادي أفضل مقارنة مع قبل سنة. ومن حيث المنطقة الجغرافية يصرح 44% من سكان الضفة بأن وضعهم الاقتصادي أسوأ مقارنة مع قبل سنة ويشاركهم الرأي ذاته 69% من سكان غزة. وفي المجال الامني، فقد صرح 39% بأن الوضع الامني تراجع مقارنة مع قبل سنة، وصرح 37% بان الوضع الامني لم يتغير، و23% صرحوا بأنه تحسن.
برغم التسريبات الاعلامية التي تتحدث عن جوهر اللقاءات الفلسطينية- الاسرائيلية بما في ذلك الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلي والترتيبات الحدودية في الاغوار والعديد من القضايا، فإن نتائج الاستطلاع تظهر أن 49% من المستطلعين يؤيدون الاستمرار بالجولة الحالية من المفاوضات، مقابل 44% يعارضونها.
تظهر النتائج بأن غالبية قدرها (52%) تؤيد مبدأ حل الدولتين (دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل)، مقابل 46% يعارضون ذلك. ومن المثير للاهتمام أن سكان الضفة الغربية أكثر تأييدا لهذا الحل بنسبة وصلت الى (55%) مقارنة مع سكان غزة (44%). والعكس بالعكس نجد أن سكان غزة أكثر معارضة لحل الدولتين بنسبة وصلت الى (53%) مقارنة مع سكان الضفة (42%).
يؤيد غالبية الفلسطينيين في الضفة وغزة استخدام وسائل سلمية متعددة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث صرح 60% بأنهم يؤيدون استخدام الوسائل السلمية للتحرر من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة (22% يؤيدون المقاومة الشعبية السلمية، و23% يؤيدون المفاوضات المباشرة و15% يؤيدون انعقاد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة). وفي المقابل، صرح 36% بأنهم يؤيدون استخدام المقاومة المسلحة، و4% لا يعرفون.
تظهر نتائج الاستطلاع أن المواقف المتشكلة لدى المستطلعين حول عملية السلام والمفاوضات جاءت بفعل ما تداولته وسائل الاعلام من معلومات حول ما يجري في أروقة المفاوضات من نقاشات (كاتفاق مرحلي أو السيطرة على الاغوار أو ادارة الحدود..الخ) ومن بين هذه العوامل ما يلي:
محدودية وارتباك المعلومات المتوفرة: عندما سألنا المستطلعين عن كم المعلومات المتوفر لديهم عن الجولة الحالية من المفاوضات، صرح 8% فقط بأن كم المعلومات المتوفر لديهم عن المفاوضات "كاف"، و36% صرحوا بأن كم المعلومات "متوفر إلى حد ما"، و55% صرحوا بأن كم معلومات المتوفر "محدود" أو "لا يوجد لديهم أية معلومات" أصلا.
مدى الثقة بفريق المفاوضات: صرح 29% بأنهم لا يثقون بفريق المفاوضات الحالي، و22% صرحوا بأن لديهم ثقة محدودة بهذا الفريق. في حين، صرح 30% بأنهم يثقون بفريق المفاوضات إلى حد ما، و14% فقط صرحوا بأن لديهم ثقة كبيرة بهم.
مدى جدية اطراف العملية التفاوضية: تظهر النتائج بأن المستطلعين ينظرون إلى القيادة الفلسطينية على أنها أكثر الأطراف جدية في مفاوضات السلام الجارية مقارنة مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، حيث صرح 77% من عموم المستطلعين بأن القيادة الفلسطينية (جدية أو جدية إلى حد ما) بالنسبة لمفاوضات السلام الجارية، مقابل 21% صرحوا بأنها غير جدية، و2% لا يعرفون. وفي مقابل ذلك، فقد صرح 13% فقط بأن اسرائيل (جدية أو جدية إلى حد ما) في المفاوضات، مقابل 84% صرحوا بأنها غير جدية، و3% لا يعرفون. أما بالنسبة للأطراف الأخرى الراعية لعملية السلام، فقد صرح 19% فقط بأن أمريكا (جدية أو جدية إلى حد ما) في المفاوضات، مقابل 75% صرحوا بأنها غير جدية، و6% لا يعرفون. وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأعضاء بالأمم المتحدة، فقد صرح 37% بأن الدول الأعضاء في الامم المتحدة (جدية أو جدية إلى حد ما) في المفاوضات، مقابل 55% صرحوا بأنها غير جدية، و8% لا يعرفون. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فان النسبة تزداد أكثر، حيث صرح 36% بأن الاتحاد الاوروبي (جدي أو جدي إلى حد ما) في المفاوضات، مقابل 55% صرحوا بأنه غير جدي و9% لا يعرفون.
الابتعاد عن تحقيق حلم الدولة: بعد مرور 20 عاما على اتفاق أوسلو، سألنا المستطلعين عن توقعاتهم بتحقيق حلم الدولة، حيث صرح 64% بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمان، مقابل 32% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك، و3% لا يعرفون.
غالبية لديهم أمل أقل بعملية السلام: وعندما سألنا المستطلعين عن آمالهم بعملية السلام مقارنة مع قبل سنة، صرح 65% بأن لديهم أمل أقل بأن تحقق عملية السلام نتائج مثمرة، مقابل 32% لديهم أمل أكبر، و3% لا يعرفون.
تظهر نتائج الاستطلاع تمسكا كبيرا فيما يتعلق بالقضايا الأساسية كحق اللاجئين والقدس والحدود. وفي حال تم الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية يشتمل على تنازلات إضافية، وحتى في حال اعتبر الرئيس عباس هذا الحل مناسبا، فإن 44% غير مستعدين لتأييد مثل هكذا اتفاق، وقد يؤيده الى حد ما 30%،و سيؤيده 22% فقط. وعندما طلبنا من المستطلعين إخبارنا عن توقعاتهم لمرحلة ما بعد المفاوضات في حال فشلها، توقع 28% بأنه لن يحدث أي شيء وستبقى الأوضاع على ما هي عليه، بينما توقع 25% بأن الرئيس محمود عباس سيعود مجددا إلى أروقة الأمم المتحدة مجددا، وتوقع 28% اندلاع انتفاضة جديدة، وتوقع 13% انهيار السلطة الفلسطينية، و4% لا يعرفون. وفي سؤال أخر، عندما سألنا المستطلعين عن الخيار الأنسب في حال فشل المفاوضات، فقد صرح 61% بأنهم يؤيدون سعي القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة مجددا، مقابل 34% عارضوا ذلك، و5% لا يعرفون.
صرحت غالبية قدرها (57%) بانهم ليسوا على معرفة باتفاق الاطار الذي يمهد لاستمرار المفاوضات، بينما صرح 37% بأنهم على معرفة به الى حد ما، و6% فقط على معرفة الى حد كبير به. وتظهر النتائج بأن الغالبية متشائمة وفي حالة من عدم اليقينية حول المخرجات المتوقعة من اتفاق الاطار، حيث صرح 48% بأن اتفاق الاطار سيفشل في التوصل الى اتفاق نهائي و37% صرحوا بانهم غير متأكدين من نتائجه، مقابل 15% فقط صرحوا بأنه سينجح. وجغرافيا تظهر النتائج بأن سكان غزة أكثر تشاؤما من سكان الضفة حول اتفاق الاطار حيث صرح 57%من سكان غزة بأن اتفاق الاطار سيفشل ويشاركهم الرأي ذاته (42%) من سكان الضفة. كما نجد أن سكان الضفة متشككين من نتائج اتفاق الاطار أكثر من سكان غزة حيث صرح 43% من سكان الضفة بأنهم غير متأكدين من مما سيؤول اليه اتفاق الاطار ويشاركهم الشعور ذاته 27% من سكان غزة.
تناقلت وسائل الاعلام رزمة من البنود التي يجري الحديث عنها في اتفاق الاطار كجزء من صفقة تمديد المفاوضات الهادفة للتوصل الى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفيما يلي أبرز القضايا بالنص كما تداولتها وسائل الاعلام:
الاغوار: صرحت غالبية قوامها (53%) بأنهم غير موافقين على عبارة " الترتيبات الأمنية تتضمن الوجود العسكري الاسرائيلي في غور الاردن بحيث يتم تسليم الاغوار للفلسطينيين تدريجيا بعد مرحلة زمنية متفق عليها"، مقابل 20% صرحوا بأنهم موافقون، بينما صرح 24% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لهذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (64%) بينما في الضفة الغربية بلغت (47%). وفي المقابل، نجد أن سكان الضفة الأكثر ترددا من سكان غزة حيث بلغت النسبة في الضفة (31%) بينما في غزة وصلت الى (13%).
الاعتراف المتبادل: صرحت غالبية قدرها (57%) بأنهم غير موافقين على عبارة " اعتراف متبادل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وبفلسطين كدولة فلسطينية للشعب الفلسطيني مع ضمان المساواة للفئات الأخرى"، مقابل 18% صرحوا بأنهم موافقون، بينما صرح 22% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لهذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (71%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (48%). وفي المقابل، نجد أن سكان الضفة الأكثر ترددا من سكان غزة حيث بلغت النسبة في الضفة (28%) بينما في غزة وصلت الى (11%).
المستوطنات وتبادل الاراضي: صرحت غالبية (70%) بأنهم غير موافقين على عبارة " احتفاظ اسرائيل بكتل استيطانية معينة مع تبادل الاراضي ضمن أسس ومرجعية عام 1967"، مقابل 10% صرحوا بأنهم موافقون، بينما صرح 17% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لهذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (80%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (63%). وفي المقابل، نجد أن سكان الضفة الأكثر ترددا من سكان غزة حيث بلغت النسبة في الضفة (22%) بينما في غزة وصلت الى (8%).
دولة فلسطينية منزوعة السلاح: صرحت غالبية (77%) بأنهم غير موافقين على عبارة "دولة فلسطينية منزوعة السلاح"، مقابل 8% صرحوا بأنهم موافقون، بينما صرح 11% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لهذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (84%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (73%).
حل عادل لقضية اللاجئين: صرحت غالبية قوامها (58%) بأنهم موافقون على عبارة " حل عادل لقضية اللاجئين بما يضمن انتهاء معاناتهم وحالة عدم اليقين "، مقابل 22% صرحوا بأنهم غير موافقين، بينما صرح 17% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر موافقة على هذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (62%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (55%).
القدس الشرقية: صرحت أكثرية (42%) بأنهم غير موافقين على عبارة " العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين في القدس الشرقية"، مقابل 36% صرحوا بأنهم موافقون، بينما صرح 18% بانهم مترددون أو "بين بين". وتظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لهذا المقترح حيث وصلت النسبة هناك الى (53%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (38%). وفي المقابل، نجد أن سكان الضفة الأكثر موافقة من سكان غزة حيث بلغت النسبة في الضفة (38%) بينما في غزة وصلت الى (34%). كما تظهر النتائج أن مسألة "القدس" ستكون الأكثر أهمية بالنسبة للمستطلعين (44%) ويتبعها 26% لقضية اللاجئين و18% لقضية الاستيطان.
تظهر نتائج الاستطلاع انقساما في اراء الفلسطينيين حول تأييد أو معارضة أي قرار من قبل الرئيس محمود عباس بتبني ما جاء باتفاق الاطار ليكون أساسا لتمديد المفاوضات حيث صرح 48% بأنهم يؤيدون تبني ما جاء في اتفاق الاطار كأساس للاستمرار بالتوصل الى اتفاقية نهائية، بينما صرح 45% بأنهم يعارضون ذلك و7% صرحوا بأنهم متشككون أو غير متأكدين. ومناطقيا تظهر النتائج بأن سكان غزة الأكثر معارضة لاتفاق الاطار حيث وصلت النسبة هناك الى (51%)، بينما في الضفة الغربية بلغت (41%). وفي المقابل، نجد أن سكان الضفة الأكثر ترددا من سكان غزة، وبلغت النسبة في الضفة (10%) بينما في غزة وصلت الى (3%).