السبت 01-02-2025

اسباب سقوط حكومة نتنياهو ؟

×

رسالة الخطأ

اسماعيل مسلماني

اسباب سقوط حكومة نتنياهو ؟

اسماعيل مسلماني

هكذا اسرائيل تفاجئ بالمشهد السياسي بشكل دراماتيكي خلال الساعات لتعلن عن حل الحكومة وحل الكنيست لاعلان انتخابات مبكرة بعد اربعة شهور من الان وفتح صفحة جديدة للبدء بالخارطة الحزبية اما بتشكيل احزاب جديده او ضم احزاب او سقوط ستكون فتره منافسات و صراع على الناخب واسئلة كثيرة نتركها لاحقا هل الليكود سيبقى المسيطر ؟ حزب معسكر الصهيوني ما مصيره ؟ اسرائيل بيتنا سيختفي عن المشهد ؟ ظهور حزب جديد ؟ كلها سنراها لاحقا
المعروف عن الخارطة السياسية في اسرائيل انهم وبسرعة جدا يتم ترتيب وتغير وتشكيل حزب وسقوط وخروج قيادات من حزب الى الى حزب ولست بصدد طرح هذا النمط من الخارطة ؟! لكن هل هذا الشيئ يعد منطقي ومقبول ؟ هل تغيير الايدلوجية من محل الى محل مقبول ؟ ام حب الظهور والرغبة في البقاء ام مصلحة اسرائيل ام اسباب اخرى ؟ يتطلب من الباحثين دراسة الامر ؟
هل من المعقول ان الامر مسرحية وطبخة مرتبطة بتاجيل صفقة القرن ؟
وقبل الخوض بالمسرحية اولا يجب عرض التركيبة الحالية للحكومة وذلك من اجل الوصول للتحليل الاقرب الى المنطق ومعروف ان الحكومة الحالية هي حكومة يمين متطرفين وفيها احزاب دينية (الليكود – يهدوت هتوراة – البيت اليهودي- كولانا – اتحاد الشرقيين وشاش) واضحة طبيعة الحكومة بحث كانت الاكثر تطرفا للقضية الفلسطينية على صعيد القوانين والاستيطان .
والأسباب كثيرة فعدا عن تحييد التحقيقات ضده، فهو يسعى إلى خوض معركة انتخابية في أفضل الظروف بالنسبة له، وخاصة تلك ذات الصلة بإضعاف معسكر خصومه سواء من (اليمين)أو ما يسمى (اليسار)، وتأجيل نشر صفقة القرن، وتجنب خوض انتخابات على خلفية أزمة اقتصادية، ومواصلة تعميق نفوذ اليمين في الإعلام والسلطة ومؤسساتها .من ملاحظ ان نتنياهو لاعب ويتقن الفن السياسي فهو استطاع ان يقنع الاخرين والخصوم استقال ليبرمان ولم يعطي للبيبت اليهودي نفتالي حقيبة الدفاع واستطاع بشكل دراماتيكي نقل الشارع والاحزاب الى الانفاق باتجاة لبنان والحديث عن انفجار قادم الدرع الشمالي والذهاب الى امريكا ثم قانون التجنيد ما الذي يجري اذن ؟
الاسباب الاساسية لسقوط نتنياهو ؟
السبب الاول هو المقاومة الفلسطينية
التي ادت الى جملة اسقاطات وليس من باب التغني هي كانت فاتحة ادت الى سقوط ليبرمان وانسحابه من الحكومة وبالتالي اصبح حكومة ضيقة من (61)مقعد ومهددة باي لحظة وهذا العامل فتح النقاشات عديدة وازمات وخصوم في داخل الساحة الاسرائيلية
السبب الثاني : قضايا التحقيق وملفات الفساد
أن تقصير مدة الحملة الانتخابية يبعد أيضا قرار المستشار القضائي للحكومة بشأن الملفات الكثيرة ضد نتنياهو التي وضعت على طاولته. ومن الصعب الاعتقاد أن مندلبليت، البطيء، سوف يسارع إلى التدخل في المعركة الانتخابية، والتعبير عن موقفه بشأن مدى استقامة رئيس الحكومة الذي ينافس على ولاية خامسة، ونشر بيان يشير إلى نيته تقديم لائحة اتهام ضده.
ويتابع أن مندلبليت، ولكي يتجنب اتهامات (اليمين) أو (اليسار)، يستطيع التهرب من المعضلة، وتصبح الشبهات ضد نتنياهو هامشية في المعركة الانتخابية، علما أنها لم تؤثر حتى اليوم على مكانته في وسط مؤيديه برغم من ان الصحف تشير حملة الاستطلاع ان 47% اذا متهم فهو لا يصلح ان يكون رئيسا للمرة القادمه اما الهروب والتملص عن طريق الانتخابات او مصيرة السجن
السبب الثالث : الحصول على الشهرة
اراد تاخير الانتخابات قدر الامكان لمحاولة اقناع كل المشهد ولفت الانظاروالشهرة والانجازات والخطابات وخاصة خطاب الدموع قبل فترة استطاع تحت شعار الامن ؟ ويعرف متى يقرر ؟ هو الحاكم وهو القائد والزعيم ولا منافس له وهو الانسب هكذا فهم الشارع الاسرائيلي الانتخابات بالنسبة لنتنياهو هي استفتاء على قيادته وشعبيته، حيث يشير إلى أن نتنياهو منذ أن عاد إلى السلطة قبل نحو 10 سنوات تمتع بشعبية خاصة في وسط الجمهور الإسرائيلي، دون أن يكون هناك أي بديل له ,في كل الاستطلاعات كان نتنياهو هو (الأنسب لرئاسة الحكومة)، وبالتالي فهو يريد أن تكون قيادته محور هذه الحملة الانتخابية أيضا، وليس العقائد أو الأفكار أو السياسة او عامل هوس الامن .
السبب الرابع: انتخابات سريعة
فهو يريد ان تكون الانتخابات سريعة بحيث تمنع أو تصعّب، في أقل تقدير، على أحزاب المعارضة أن تتوحد حول برنامج سياسي ومرشح متفق عليه مقابل نتنياهو والليكود. وسيضطر بيني غانتس إلى اتخاذ قراره بسرعة بشأن ما إذا كان ينوي خوض الانتخابات في قائمة مستقلة أو في محاولة إحياء (الهيكل المتفكك) للمعسكر الصهيوني
وأن نتنياهو معني بأن يكون في المعسكر المقابل أكبر عدد من الأحزاب الصغيرة التي ستتنافس على ما سيقدمه لها، وليس أحزابا تضع أمامه تحديات جدية وهذا تكتيك ذكاء لان هناك جدولا لزمن الانتخابات واعلان انتخابات كان مفاجئ ليضع الخصوم في اروقة التفكير أي ما الذي يخطط له نتنياهو.
السبب الخامس: ديكتاتورية اليمين
من المعروف ان نتنياهو زعيم سياسي وقائد ومحنك وارضاء لحزب الليكود نفذ كل المطالب وتعزيز قوة اليمين وتنفيذ برامجه في كافة المجالات، حيث تعهد، في حال فوزه، بأن يشكل حكومة مع ذات (النواة) من شركائه في الائتلاف، وذلك لمواصلة قيادة الدولة في الاتجاه نفسه و في السنوات الأربع الأخيرة قاد نتنياهو (انقلابا) نحو اليمين، وتركز في (الضم والسيطرة )لأراضي الضفة الغربية، واستبدال النخب في إسرائيل، حيث تبدلت المحكمة العليا، وقمع الأكاديمية ومؤسسات الثقافة، وأعلن عن (اليسار) والعرب (خائنين وداعمين للإرهاب)، كما تحول الإعلام أكثر إلى اليميني والديني. ولكن دوره لم يستكمل بعد، فالبناء الاستيطاني يسير ببطء والقيادة العسكرية والأمنية تواصل عملها بدلا من تكريس نفسها بكل قوة لتحقيق أحلام نتنياهو بحيث اصبح حزب الليكود الاكثر قبولا في الشارع وكل الاستطلاعات ما زال هو الرقم الصعب في اسرائيل
السبب السادس: ثورة الغلاء برفع الاسعار- تخوف مثل ثورة فرنسا
استخدم نتنياهو دعاية على التواصل الاجتماعي عن انجازات اقتصادية يتباهى بمعطيات النمو الاقتصادي وتطور تكنولوجي ونسب البطالة المنخفضة ورفع الحد الأدنى للأجور، ولكن الأوضاع الاقتصادية تتبدل، فالبورصات تهوي في العالم، والأسعار في إسرائيل ترتفع، وفرنسا مشتعلة بسبب الغلاء وبدا الشارع الاسرائيلي مع اعلان رفع الاسعار التوجة للاحتجاج مثل السترات الصفراء فهو يتمتع بذكاء خارق للخروج من ازمة اقتصادية ومن المفضل أن يتوجه إلى الانتخابات قبل أن يشعر أحد بشدة الأزمة، كي لا يهرب مصوتو الليكود إلى خصومه
السبب السابع : لعبة "صفقة القرن"
هل يعقل كل الاسباب التي ذكرت تكون مسرحية من اجل تمرير صفقة القرن بحيث لا احد يعرف عنها سوى بالاعلام وتم تقدير ما جرى نقل السفاره ووضع اللاجئيين وتضيق بالاموال والحصار على السلطة سياسيا والتي تزامنت مع حل مجلس التشريعي الفلسطيني من قبل الرئيس ابو مازن؟ هل هناك طبخة على نار هادئة من اجل استيعاب مايجري والوصول الى تسوية تقنع الجميع ام حربا طاحنة على حزب الله وسوريا وغزة .فان نتنياهو غير متحمس لنشر ما يطلق عليها (صفقة القرن)، وذلك خشية أن تؤثر مضامينها، حتى لو كانت قريبة من مواقف اليمين الإسرائيلي أكثر من أي خطة أميركية أخرى، على شركائه السياسيين من المستوطنين ويؤدي إلى شرخ في داخل الليكود ويشير إلى أن تقديم موعد الانتخابات سوف يسهل عليه أن يقول للرئيس الأميركي، ترامب، الذي سيجتمع به في نهاية آذار/مارس، أن يدعه وشأنه حتى تشكيل الحكومة القادمة وخاصة مع انسحاب تدريجي من سوريا ودخول تركيا في المشهد وباختصار سينجح بالانتخابات برغم من تصريحاته، فهو ليس ملتزما بحكومة بل هي استمرار للحكومة الحالية، فهو يستطيع أن يشكل ائتلافا مختلفا بعد الانتخابات، (معتدلا أكثر ومركزيا أكثر) مع غانتس كوزير للأمن أو الخارجية، ومع (البيت اليهودي) في موقع ضعف، مقارنة بهيمنة نفتالي بينيت وأييليت شاكيد في الحكومة الحالية، وبالتالي فإن تقديم موعد الانتخابات يمنح نتنياهو فرصة لإعادة تشكيل التركيبة الحكومية، وفي الوقت نفسه يلجم خصومه من (اليمين واليسار)الذين سيسعون إلى مكان أفضل في تقسيم الحقائب الوزارية في الحكومة القادمة

انشر المقال على: