ارتياح في فتح لرحيل فياض.. وحماس تخلصت من عدو لدود
القدس- عبرت حركة فتح من خلال أكثر من قيادي ومسؤول فيها عن ارتياحها من استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض وقبول الرئيس الفلسطيني لهذه الاستقالة بعد أقل من 48 ساعة على تحذيرات أمريكية وأوروبية للرئيس محمود عباس من النتائج المترتبة على استقالة فياض.
وأجمعت تصريحات لعدد من قيادات فتح على القول بأنه تم التخلص من فياض فعلا، وهو ما سعت إليه الحركة على مدى الشهور الماضية، وتحديدا منذ احتجاجات أيلول المنصرم، حين خرج آلاف الفلسطينيين بتظاهرت ضد السياسة الاقتصادية لفياض التي أوصلتهم حد الجوع والتسول، وكانت تصدرت هذه الاحتجاجات حركة فتح التي انقلبت على فياض بعدما ما تردد من تقارير مستقلة تحدثت عن قيام رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل، بتجفيف بعض منابع الدعم التي كانت تتلقاها الحركة من السلطة، والتي كان آخرها وقف دفع رواتب مئات الموظفين غالبيتهم من قطاع غزة ومحسوبون على حركة فتح، ومطالبة وزارة المالية التي كان يرأسها فياض من هؤلاء بإثات وجودهم على رأس عملهم، ما اعتبر ضربة لحركة فتح التي سعت على مدى السنتين الماضيتين من تحسين مكانتها في قطاع غزة بين جماهيرها العريضة هناك.
وفي هذا السياق نقل عن أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح قوله، أن فشل سياسات فياض الاقتصادية التي جوعت الفلسطينيين، وتسببت بأزمة مالية خانقة للسلطة هي من أسقطته، وبالتالي فإن رحيله غير مأسوف عليه.
في حين رأت سلوى هديب عضو المجلس الثوري لحركة قتح من القدس أن قرار فياض الأخير بخصوص وزير ماليته المستقيل د. نبيل قسيس كانت سببا إضافيا استدعى التخلص من فياض خاصة بعد تحديه قرار الرئيس أبو مازن برفض استقالة قسيس، في وقت حاول فيه فياض الاستعانة بالأمريكيين والأوروبيين للبقاء على منصبه مستقويا بهؤلاء على الرئيس الفلسطيني، وهو ما دفع بالأخير إلى تحدي الضغوط التي مورست عليه وبالتالي إعلانه قبول استقالة رئيس وزرائه، مع ما يحمل ذلك من مخاطر التسبب بأزمة مالية جديدة للسلطة الفلسطينية، بعد تصريحات لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين مؤخرا حذروا فيها حركة فتح من أن خروج فياض من الحومة معناه عدم الحصول على الدعم الأمريكي والأوروبي الموعود للسلطة الفلسطينية.
وبالرغم من ظاهر الأزمة الحالية بين عباس وفياض بخصوص استقالة قسيس، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها السلطة، إلا أن للأزمة باطنا يتعلق باستحقاقات المصالحة الفلسطينية وإصرار حماس على استبعاد وجود فياض في تشكيلة للحكومة الفلسطينية القادمة. وهو موقف ثابت لم يتغير حمساويا إزاء فياض المتهم بخدمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية والمقرب جدا من الغرب، وبالتالي ما جرى في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية شكل بالنسبة لحماس تخلصا من عدو لدود.
ويرى مسؤولون في حركتي فتح وحماس، أن رحيل فياض قد يسرع في تحقيق المصالحة على الأرض، فيما لو شكلت الحكومة المؤقتة برئاسة أبو مازن ولمدة ثلاثة أشهر فقط، يليها التحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، إضافة إلى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.