إهانة إسرائيل الأولى للمغرب بعد تطبيع العلاقات
محمد محفوظ جابر
بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل وبعد ثلاثة أيام فقط من أول رحلة مباشرة من الرباط إلى تل أبيب ، بحضور مستشار نتنياهو مائير بن شبات ، ومباشرة بعد أن اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي هاتفيا بملك المغرب محمد السادس ودعوته للسفر إلى الأراضي المحتلة ، نشر نتنياهو شريط فيديو تظهر علی خلفيته خريطة المغرب بدون منطقة الصحراء الغربية . وأکد ملك المغرب في هذه المكالمة الهاتفية التي جرت بتاريخ 25/12/2020 علی موقفه من قضية فلسطين وتأييده لدولة فلسطين إلى جانب الدولة العبرية. لقد استخدمت السعودية وإسرائيل هذه القضية في الماضي لمواجهة المغرب سياسياً. كما اضطرت مصر للاعتذار للمغرب بعد نشر خريطة المغرب بدون الصحراء في مباريات كرة القدم. ليس هذا الأمر من قبيل المصادفة في بداية عملية التطبيع، وهدف إسرائيل هو التخطيط لتفكيك المغرب على المدى الطويل ودعم التفكير الانفصالي في الدول العربية والإسلامية. ورغم ان سجل العائلة المالكة في المغرب حافل في خدمة اسرائيل، إلا ان ذلك لم يشفع للملك بأن تضاف الصحراء الى مملكته وهذه بعض الاعمال للتوضيح ان العقلية الصهيونية التي يتمتع بها المسؤولين الاسرائيليين، لا تهتم سوى بتحقيق اهدافها ومصالحها الخاصة. فالملك محمد الخامس والد الملك الحسن الثاني، قام بعمل جبار لحماية يهود المغرب من ملاحقات حكومة فيشي الفرنسية التي نصبها النازيين، عندما رفض تسليم قوائم عدد اليهود في المغرب ورفض الوصول إليهم أو التعرض لهم، بل واحتضنهم في قصره. وفي نوفمبر 1956 ، تأسست غرفة العمليات المشتركة "الكيدورسي ـ الموساد ـ المخزن" كل يشتغل لصالح أهدافه، فالفرنسيين هدفهم التفرغ التام لوأد الثورة الجزائرية، أما الإسرائيليين فتهجير اليهود المغاربة لتعزيز دولة الكيان، وأما الملك لتثبيت عرشه الذي استعاده بفضل فرنسا قبل سنة، ومن هنا بدأت العلاقة الفعلية والعملية بين ولي العهد الحسن الثاني (27 سنة) مع الموساد لتأخذ العلاقة مجراها لمدة 43 سنة (1956 ـ 1999) وفي قمة الدار البيضاء التي حضرها كل من جمال عبد الناصر(مصر) هواري بومدين ( الجزائر) الملك فيصل (السعودية) عبد الرحمان عارف (العراق) وأمين الحافظ (سوريا) وإسماعيل الأزهري (السودان) والملك الحسين (الأردن)، قام الحسن الثاني بتمكين الموساد من التنصت على المذكورين أعلاه الذين كانوا يضعون خطة القيادة العسكرية التي ستشن الحرب على اسرائيل. والحسن الثاني كان المهندس الرسمي والاساسي لاتفاقية كامب ديفيد فهو من ربط الاتصال بين الطرفين وتمت كل اللقاءات السرية في المغرب وبمعيته وتحت رعايته وهو من أوفد بعد الجنرال الدليمي وزير دفاعه إلى تل أبيب سنة 1977 ناقلا رسالته إلى رئيس الوزراء مناحيم بيغن للشروع في ترتيب زيارة السادات، ثم ترتيب زيارة وزير الخارجية موشيه دايان إلى القاهرة الذي التقى في مقر رئاسة الجمهورية المصرية بحسن التهامي نائب رئيس الوزراء، ورغم ان السجل لا ينتهي، الا ان النظرة اليهودية للأخرين هي نظرة دونية وتعتبر الآخرين وجدوا لخدمة اليهود فقط، وان صفعهم هو اجرهم على خدمتهم.